في السنوات الأخيرة رأت استديوهات هوليوود اتباع اسلوب جديد في إنتاج الأفلام. لجأت هذه الاستديوهات إلي النجوم الكبري مثل جوليا روبرتس وتوم كروز وكاميرون دياز ونيكول كيدمان ووضعت صورهم علي الإعلانات والملصقات الضخمة واكتفت بإنتاج أفلام رخيصة التكاليف. في البداية كانت هذه الأفلام تدر إيرادات ضخمة بملايين الدولارات. وكان الناس يدفعون 15 دولارا لمشاهدة هذه الأفلام. وفجأة هبطت إيرادات الأفلام بشدة ولم تعد جاذبة ومحققة للإيرادات العالية بحثت هوليوود عن السبب فوجدت في النهاية أن قصة الفيلم والأبطال المشاركين فيها »السنيدة« يساعدون علي جذب الجمهور. ولاحظ خبراء الأفلام أن الناس يريدون أن يشاهدوا فيلما ثم يخرجون منه ويتجهون إلي المقهي المجاور ليتحدثوا ويتجادلوا عن العقدة والقصة والأبطال ومضمون الفيلم. ولاحظوا أيضا أن عرض هذه الأفلام يمكن أن يتم في أي وقت، صيفا أو شتاء أو خريفا فالمهم أن يتحدث الناس معا حول كل شيء في الفيلم. باختصار اسم البطل أو البطلة وحده لايكفي. لابد أن تكون هناك قصة جاذبة للمشاهد. باختصار النجوم وحدهم لايدرون الإيرادات ولايجعلون الناس الذين يعانون أزمة عالمية مالية يخرجون ثمن التذكرة من جيوبهم راضين. وقد حذر خبراء السينما والاستديوهات قائلين: الناس لايحبون أن يشغلوا أوقاتهم هذه الأيام. وهم لا يفكرون ولكن مع مضي الوقت تبين أن المشاهد يجب أن يحرك عقله وأن يشغل فكره وأن النجم وحده مهما بلغت براعته وقدراته لايغري المشاهد علي دخول قاعة السينما. ولابد أن تكون هناك فكرة أو عدة أفكار في الفيلم حتي يقبل الإنسان علي مشاهدته. ومن هنا عادت هوليوود تبحث عن المؤلف أولا قبل النجم أو النجوم. وماحدث في هوليوود يجب أن يدعو شركات الإنتاج السينمائية الجديدة إلي إعادة التفكير في أفلامها وإنتاجها. الشركات قالت: الناس ملوا النجوم القدامي. ومن هنا حذفت الشركات الجديدة كل النجوم القدامي من الإنتاج السينمائي. وجاءت بنجوم جدد. ومن المؤكد أن بعض النجوم الجدد وربما كثير منهم نجحوا في أن يجعلوا السينما المصرية تستمر. ولكن استمرار السينما المصرية كان مؤقتا. ولم تعد مصر تنتج أكثر من عشرين فيلما كل عام ومعظم أبطال السينما من »الكوميديان« فالناس في كل ظروفهم العائلية والمادية والاجتماعية يريدون أن يضحكوا بأي ثمن. وحتي الضحك صار مسكنا مؤقتا. وإذا أردنا أن يعود بريق السينما المصرية فلابد من المؤلف أولا. والمشكلة أنه حتي المسلسلات التليفزيونية لم يعد لها نفس البريق والجاذبية. فالمطلوب المؤلف للسينما والمسلسل التليفزيوني. ومن سوء الحظ أننا أهملنا المؤلف تماما. وهوليوود عادت إليه.. نحن أيضا سنعود! ❊ ❊ ❊ ولجأت هوليوود أيضا إلي نوع جديد من الأفلام وهي. أفلام الرقص التي يقبل عليها الشباب والأفلام الشبابية الجديدة أغلبها رقص بعد مقطعين أو ثلاثة نجد أن الأقدام تتحرك والنغمات ترتفع والكل يرقص. والرواية من الأفلام الراقصة الجديدة بسيطة للغاية أو لنقل أنه لا توجد رواية علي الإطلاق المهم أن يتحرك الجميع إلي حلبة الرقص. والأفلام الراقصة تدر إيرادات ضخمة للغاية فالناس يحركون أقدامهم لاعقولهم والسؤال هو: كيف تقلد الاستديوهات المصرية هذا الاتجاه الجديد والرقص عندنا شرقي محض ولا يتجه المصريون إلي الرقص الغربي إلا نادرا وفي المناسبات الاجتماعية الراقية الخاصة. ومن هنا فمن الصعب تقليد هذه الأفلام الجديدة. المهم أنه في أمريكا يفكرون ويغيرون وتتغير أفلامهم في الهند الأفلام تسير علي وتيرتها القديمة قصة ساذجة وأبطال لامعون وأغان معتادة. وهذا الاسلوب نجح لديهم ولايريدون تغييره. ومن هنا ستظل السينما المصرية في أزمة حتي تعثر علي المؤلف الجيد والقصة الجيدة وأسلوب جديد لإنتاج الأفلام. ومن سوء حظ السينما المصرية أن المنتجين الجدد لايفكرون كل ما يريدون الاعتماد علي النجوم الجدد وقد بدأ الجمهور يمل معظمهم ولذلك نجد الأفلام تستعين بالنجوم العرب في كثير من الأفلام والحل: فكروا!