إقبال كبير من الشباب على صالات الچيم يراود الكثير من الشباب حلم امتلاك القوام الرشيق والعضلات المفتولة كهؤلاء الحراس الشخصيين الذين يخطفون عقول الفتيات مما يدفعهم للإقبال علي التدرب بصالات الجيم وإدمان المنشطات والعقاقير الرياضية التي تسبب الكثير من المخاطر والأضرار بخلاف تناول مشروبات الطاقة التي أثبتت دراسات حديثة خطرها علي صحة الإنسان. وقد يري بعض الشباب العاطل في تلك الصالات حلما لإيجاد فرصة عمل كأحد البودي الجاردات في الملاهي الليلية أو حراسة بعض الشخصيات المهمة مما يجلب لهم عائدا ماديا لابأس به. والكارثة أن يستغل الكثير من أصحاب الأموال وخاصة أصحاب شركات تداول الأوراق المالية ورجال الأعمال تلك الموضة ليقوموا بالنصب باسم اللياقة ويفتتحوا صالات رياضية ولكن أغلبها تحت بئر السلم دون تكلفة مادية عالية فإنشاء صالة رياضية بإحدي المناطق الشعبية أو الأحياء الفقيرة لايتكلف سوي بضعة آلاف من الجنيهات ليصل أعدادها إلي أكثر من عشرة آلاف صالة غير مسجلة قانونيا ولاتخضع لأي رقابة بحسب التقرير الأخير الذي أعده الاتحاد المصري لكمال الأجسام بالتعاون مع وزارة الصحة مما يعرض الكثير من الشباب إلي أخطار غير مسبوقة قد تصل لحد الوفاة المفاجئة. أما سعر الاشتراك الشهري بتلك الصالات غير الآدمية فيتراوح ما بين 30 و70 جنيها بحسب المنطقة المقامة بها تلك الصالة، أما صالات الأغنياء أو الهاي كلاس الملحقة بالفنادق الكبري فترتفع تكلفتها لتصل إلي ملايين الجنيهات فمعظمها مزود بحمامات الساونا والجاكوزي والتدليك الصحي ويصل حد الاشتراك بها من ثلاثة إلي ستة آلاف جنيه سنويا. أما العقاقير والمنشطات المستخدمة في صالات الفقراء فأغلبها يسبب أمراض الكبد والجهاز الهضمي وغيرها من الأمراض الخطيرة كعقار الديكا الذي تم إيقاف تداوله من قبل بعض الصيدليات لكونه يؤدي إلي تلف المخ والضعف الجنسي. ولك أن تعلم أن هناك تقريرا أعده بعض أساتذة الطب الشرعي والسموم بجامعة المنصورة حذر من انتشار تلك الصالات والتي تعطي عقاقير ومنشطات للشباب وتباع في الصيدليات بتصريح من وزارة الصحة بناء علي تعليمات من المسئولين عن إدارة هذه الصالات.. ومن بينها هرمون النمو إتش الذي يؤدي تناوله دون وجود ضرورة وبدون إشراف طبي متخصص إلي أضرار بالغة. وأكد التقرير أنه يتم إعطاء الشباب في هذه الأماكن عقاقير ميثوتركسات بهدف إنقاص الوزن للأشخاص البدناء.. وهي عقاقير تستخدم في علاج الأمراض السرطانية وذات أضرار جانبية شديدة الخطورة كما يتم إعطاؤهم مواد طبية بيطرية ثبت بعد تحليلها في قسم الطب الشرعي والسموم بكلية طب المنصورة أنهم يحقنون بمادة بولدينون آي ديكليلنيات.. وهي نوع من الأندروجينات التي تعطي للاستخدام البيطري فقط وتحقن بها الحيوانات التي لا تؤكل مثل الحصان.. ولا يجوز حقنها في الانسان. »آخر ساعة« قررت زيارة تلك الصالات الشعبية ورصد مايدور بداخلها وأنواع المنشطات التي يتم تداولها هناك، وأنواع الفئات العمرية التي قررت خوض غمار تلك التجربة. البداية كانت بإحدي عمارات منطقة باب الشعرية تلك المنطقة الشعبية القريبة من ميدان العتبة والتي تضم بين جنباتها الكثير من تجار الأدوات المنزلية والملابس بالإضافة إلي العمال الذين جاءوا من محافظات الصعيد والوجه البحري للعمل كباعة متجولين بالعتبة، بداخل العمارة السكنية التي تحمل رقم 10القريبة من مستشفي السيد جلال يرقد "جيمانزيوم الأبطال" والذي يملكه الحاج "س.ف" وهو أحد تجار الأدوات المنزلية ذائع الصيت والذي يمتلك الكثير من المحال بالموسكي وحارة اليهود ولكنه قرر خوض غمار تلك التجربة بعد معرفته بمكاسبها الجمة وكونها تجارة رابحة تستهوي الكثير من الشباب الذين تعج بهم الحواري والأزقة والذين يتمنون أن يحظوا بجسم رياضي وعضلات منفوخة قد تؤهلهم بعد ذلك للعمل كحراس بالملاهي الليلية وحفلات النجوم أو حتي لحراسة بعض العقارات الفخمة. فقرر تأجير ثلاثة أدوار من مالك العمارة وافتتاح هذا الجيمانزيوم ونقل ادارته إلي ولده الأكبر محمود المتخرج لتوه من كلية الحقوق والذي جند نفسه لجذب أصدقائه الكثر لارتياد صالته الرياضية تلك والتي اختار لها اسم "الابطال"كنوع من أنواع جذب الشباب ليؤهلوا أنفسهم ليكونوا أبطالا يشار لهم بالبنان. ثم اختار محمود الكابتن "علي تيخة" وهو أحد لاعبي كمال الأجسام الهواة ليشرف علي تدريب رواد المكان يعاونه في ذلك أحد أصدقائه وهو "فتحي شرف" ويصل سعر الساعة الواحدة إلي عشرة جنيهات. أما الاشتراك الشهري 150جنيها. وبمجرد أن تطأ قدماك أرض الصالة سرعان ماتفاجأ بضيق مساحة الحجرات وعدم تعرضها للتهوية الكافية أو أشعة الشمس علي الرغم من كونهما أحد الشروط الأساسية لبناء أي صالة رياضية ناهيك عن قدم الأجهزة الرياضية وتهالكها مما يجعلها غير صالحة لأداء التمارين الرياضية. أما رواد الصالة فأغلبهم من الطلاب الذين تتراوح أعمارهم مابين 15إلي 17عاما الذين جاءوا ليقضوا العطلة الصيفية في تلك الأنشطة الرياضية اما باقي الرواد فهم الشباب الذي جاء لممارسة رياضة رفع الأثقال وكمال الأجسام أو حتي لتخسيس بعض المناطق. يقف الكابتن "علي"ليشرف علي تدريبهم وينصحهم بتناول بعض المنشطات المعروفة بعينها والمنتشرة بكثرة في الأسواق الأوربية والأمريكية وبالطبع تم تهريبها إليهم من خلال الجمارك والحاويات بالموانئ الكبري كما أنها تباع أيضا علي أرصفة الشوارع بالأحياء الراقية أما المكملات الغذائية فبالرغم من احتوائها علي الفيتامينات والمعادن إلا أنها مرتفعة السعر ولاتتواجد بتلك المناطق الشعبية. يقول السيد رجب (20 عاما): أحرص يوميا علي ارتياد الجيم للمحافظة علي رشاقتي ولفقدان أي وزن اكتسبته خلال الأيام الماضية بالإضافة إلي مزاولة تمارين تقوية العضلات والأرجل نظرا للعبي كرة القدم ونيتي للاحتراف داخل أحد فرق الدرجة الثانية . الدكتور عادل فهيم - رئيس الاتحاد المصري والعربي والأفريقي لكمال الأجسام علق علي هذه الصالات قائلا: هناك 1500 صالة مرخصة فقط بمعرفة الاتحاد الذي يفرض شروطا معينة حتي يتم منح الترخيص لها. منها مساحة الصالة وتوافر التهوية الجيدة وتعرضها لأشعة الشمس وأن يكون القائم عليها والمسئول عن التدريب ذا خبرة في مجال التدريب أو حاصلا علي بطولات رياضية. وعن أضرار المنشطات التي يتم تداولها في الصالات الشعبية يقول الدكتور محمد إمبابي أستاذ الأمراض الحلدية والتناسلية: أن لاعبي كمال الأجسام والمصارعة وشباب الجيم يستخدمون المنشطات والهرمونات من أجل بناء عضلات في وقت قصير، حيث تؤدي هذه الهرمونات إلي تثبيط الخصية عن أداء وظيفتها في إنتاج الحيوانات المنوية وهذه الأدوية مثل الديكا والساستانون والبريموستون، وأهم الأضرار أنها تصيب الشخص بالعقم وتجعله شديد العصبية.