هاني سلامة وبسمة في مشهد من مسلسل الداعية علي غير المعتاد، تخلو دراما رمضان هذا العام من المسلسلات الدينية، والذي كان الشهر الفضيل فرصة مناسبة لمثل هذه الأعمال التي تعلقت بها قلوب المشاهدين، إلا من مسلسل إنتاج شركة قطرية وهو مسلسل "خيبر" الذي يقوم ببطولته عدد من النجوم السوريين والعرب، ويخرجه الأردني محمد عزيزية. وتدور أحداثه في إطار تاريخي حول غزوة خيبر، التي اندلعت بين المسلمين واليهود، ويتناول المسلسل حياة اليهود الاجتماعية والاقتصادية والدينية وجلاءهم عن الجزيرة العربية وقصة تحالفهم مع من حولهم من القبائل المجاورة والصراعات القائمة بينهم كما يلقي المسلسل الضوء علي سمات اليهود وصفاتهم وكيف تكونت لديهم العداوة والبغضاء للآخرين. كانت المسلسلات الدينية قد حازت خلال عرضها في الأعوام الماضية نسبة مشاهدة عالية، حيث حقق مسلسل "الغزالي"، والذي عرض العام الماضي، وقام ببطولته الفنان محمد رياض، وقام بتأليفه الكاتب محمد السيد عيد وإخراج إبراهيم الشوادي، نسبة مشاهدة عالية وحصل علي عدة جوائز داخل مصر وخارجها. كما حقق مسلسل "عمر" للمخرج السوري حاتم علي وتأليف الفلسطيني وليد سيف، والذي أذيع العام الماضي نجاحاً جماهيرياً رغم دعوات المقاطعة التي صاحبت بثه اعتراضاً علي تجسيده لشخصية أحد صحابة رسول الله صلي الله عليه. وفسر كاتب السيناريو مصطفي محرم ندرة الدراما الدينية في شاشة رمضان 2013 إلي الصعوبة الرقابية التي يواجهها منتجو هذه الأعمال في الحصول علي موافقة الرقابة والأزهر علي هذا العمل. وأضاف: هذه الإجراءات الرقابية الكثيرة تحبط القائمين علي مثل هذه النوعية من المسلسلات، وتجعلهم غير مقبلين علي القيام بتجربة إنتاج أو كتابة مسلسل ديني مرة ثانية. بينما أرجع الفنان رشوان توفيق الذي اشتهر بأداء مثل هذه النوعية من المسلسلات الدينية والتاريخية إلي التكلفة الإنتاجية الباهظة لمثل هذه النوعية من المسلسلات، التي تصرف علي الديكورات والملابس وأماكن التصوير، وهو ما لا تحتاجه المسلسلات المعاصرة. ولفت توفيق إلي أن الدولة عليها أن تبادر بتبني هذه الأعمال، مشيرا إلي أن المنتج عادة يحجم عن هذه النوعية من الدراما نظراً للتكلفة الباهظة في تنفيذها، كما أن حجم الإعلانات عليها عادة لا يكون بالكبير، وخاصة أن القنوات تختار مواعيد فيها نسبة عالية من المشاهدة لمثل هذه اللون الدرامي. والواقع أن هناك مفارقة يشهدها رمضان هذا العام وهي انتشار البرامج التي تتناول شخصية رجل الدين بشكل نقدي مثل مسلسلات "الداعية" للفنان هاني سلامة، ومسلسل "بشر مثلكم" للفنان عمرو سعد، ومسلسل نيران صديقة للفنانة السورية كندة علوش والممثل عمرو يوسف، وتتفق هذه المسلسلات جميعا في أنها تتناول شخصية رجل الدين في هيئته المعاصرة. في مسلسل الداعية يتم تقديم رجل الدين الذي استطاع الحب أن يغير مواقفه، ويدفعه للتخلي عن مواقفه المتشددة، وفي مسلسل "بشر مثلكم" يتم رصد بعض شيوخ الفضائيات الذين اتخذوا من الدعوة وسيلة لجمع المال والشهرة من خلال تبني المتشدد من الآراء، أما في مسلسل "نيران صديقة" يتم تقديم شخصية رجل الدين الوسطي في مواجهة أصحاب الآراء المتعصبة والمتشددة. وهناك مفارقة أخري يمكن رصدها عندما تصدر مواقع السلطة رموز الحركات الإسلامية، تراجع اهتمام المنتجين بالتصدي لتقديم مسلسلات دينية تتناول حقبا تاريخية معينة، وأحداث تاريخية قام فيها المسلمين بتعريف الأجيال الجديدة بشخصيات إسلامية مؤثرة في الدعوة، وماذا قدمت من أجل نشر الدين الإسلامي بالموعظة الحسنة. لأول مرة منذ سنوات طويلة، تخلو الدراما الرمضانية في مصر من أي عمل ديني، كان آخر عرض لهذه الأعمال في رمضان الماضي، وكانت تشكل حضوراً مثل مسلسلي "الإمام الغزالي" و"عمر بن الخطاب"، وحقق الاثنان نسبة مشاهدة عالية، ليأتي هذا العام والدراما الدينية منعدمة تماماً.