وزير الثقافة فى حواره مع الزميل عصام عطية الدكتور علاء عبد العزيز .. الذي وافق علي تولي منصب وزير الثقافة في الوقت الذي رفضه الكثيرون في هذه الفترة الحرجة التي تمر بها مصر. وبعد قسمه أمام الرئيس فتحت النيران في وجهه من المثقفين الذين نصبوا أنفسهم حراساً للثقافة حتي أصبح المشهد الثقافي الآن علي صفيح ساخن.. صراعات.. اعتصامات.. وقفات احتجاجية لدخول الثقافة لنفق مظلم اتهامات للوزير بأنه غير مثقف ومغمور التشكيك في الدكتوراه التي حصل عليها في المونتاج السينمائي.. وكذا قصة تداول أسطوانة مدمجة مسجل عليها مكالمة ساخنة له مع إحدي الفتيات.. في المقابل رفض الوزير الرد علي هذه الادعاءات وقام بجولات مفاجئة لقطاعات وزارة الثقافة وبدأ عمله بمجموعة من القرارات التي لم ترض بعض المثقفين ومنها إقالة الدكتورة إيناس عبدالدايم من رئاسة دار الأوبرا.. وكان الحوار مع الوزير الجديد للتعرف علي قراراته الجريئة: اتخذت قرارات بإقالة عدد من المسئولين وإنهاء انتداب آخرين ما دفع البعض لاتهامك بتصفية حسابات خاصة، فما ردك؟ أنا أنفذ خطة تداول المناصب من منطلق ثقافة التغيير وتجديد الدماء في الحركة الثقافية والتواصل بين الأجيال لكن للأسف هناك جيل واحد يحتكر المعرفة والثقافة وهناك أجيال أخري مدفونة لانعلم عنها شيئا وعندما قامت ثورة 25يناير قامت من أجل ذلك ولكن البعض مازال يقاوم . ولكن ما سر استبعاد إيناس عبدالدايم من رئاسة دار الأوبرا؟ اكتشفنا أن هناك كما كبيرا من المشاكل الإدارية تم إخفاؤها بسبب سوء الإدارة واضطهاد شباب العازفين والفنانين بالأوبرا ومنعهم من تولي المناصب الإدارية وأن من أهم أسباب الإقالة تدني مستوي العروض والتي لم تلق قبولا في الآونة الأخيرة فقد تم إنتاج عرض في الإسكندرية تكلف أكثر من 200 ألف جنيه ولم يتجاوز عائده 3000 جنيه كما قامت الإدارة بزيادة عدد الدعوات المجانية الممنوحة للأصدقاء لسد العجز في الحضور وبسبب عدم الإقبال علي شراء التذاكر. ولكن ما سر كثرة قرارات الإقالة التي شملت رؤساء القطاعات؟ من أجل تيسير العمل لأنني محتك بكل القطاعات بحكم الصداقات والمعارف وهناك بعض العاملين في القطاعات قدموا كما من الأوراق ضد فساد يسري في جسد الوزارة لكن للأسف هناك من يريد أن يكون شهيدا تحت شعار الأخونة . تعني أنه ليس صحيحا ما يتردد حول أخونة الوزارة؟ هذا غير صحيح وقد حان الوقت لتصحيح المسار فحينما يتقدم مجموعة من التشكيليين بظلم واقع عليهم وننتهي بقرارات لم تنفذ حتي يتم مبدأ تكافؤ الفرص رغم أنني لم أتدخل في قرارات اللجنة الفنية في اختيار الأعمال. لكن البعض يري أنها تصفية حسابات قديمة؟ هم أنفسهم قالوا إنهم لا يعرفونني وقالوا إنني مغمور فكيف يتم تصفية حسابات وعموما أنا مغمور ويشرفني أن أكون مغمورا لأن من قاموا بثورة يناير هم المغمورون. تردد أن سبب ترشيحك لوزارة الثقافة مقالان كتبتهما في صحيفة »الحرية والعدالة« ؟ هو مقال واحد فقط ولو تم اختياري وزيرا للثقافة بسبب مقال واحد فالروائي إبراهيم عبدالمجيد كتب عددا ضخما من المقالات وكان الأولي أن يتم اختياره لتولي أي حقيبة وزارية وبالتالي هذا ليس منطقا وعموما أن كتبي قليلة والمسألة ليست بالكم ولكن بالكيف فشادي عبدالسلام قدم فيلما واحدا هو »المومياء« مازال يدرس حتي الآن .غير ذلك كتبي موجودة في المجلس الأعلي للثقافة وكتب أخري في الدول العربية ولي كتاب في وزارة الثقافة السورية وأنا أمارس الكتابة والعمل الفني والمهني ومحاضر في أكثر من جامعة ومحاضر في كلية الاقتصاد والعلوم السياسية وكون أحد من المثقفين لم يقرأ ما أكتبه فهذه مشكلتهم . هل هناك توجهات خاصة تلقيتها من الرئيس بالنسبة لوزارة الثقافة ؟ إن يتم تفعيل كل قطاعات الوزارة وذلك خلال فترة خمسة أشهر وهذه فترة قصيرة لكن لابد من وضع خطط سريعة فأنا أحب هذا البلد وأعشقه وأتمني أن يكون في أحسن حال . حركة التغييرات التي أجريتها في بعض القطاعات وصفها البعض ب»مذبحة المثقفين« ما تعليقك؟ أحترم وجهة نظرهم ولكن فكرة البقاء الأبدي غير صحيحة أنت كمثقف قدم خدماتك للوطن من موقعك وأنا ناقشت مع الدكتور أحمد مرسي فكرة توثيق التراث الشعبي لأنه أمر هام وعاجل لأن الثقافة الشعبية تحمل الهوية الخاصة للدول. هل سيتم توثيق ثورة يناير؟ الثورة لابد أن توثق وتأخذ حقها في الظهور ولابد أن يكون هناك فيلم وثائقي يتكلم عن الثورة . يقال إنك التقيت بوفد من حزب »الحرية والعدالة« ماذا حدث في هذا اللقاء؟ أطلقت دعوة لجميع المصريين بأن لهم الحق في مناقشة أمور الثقافة في مصر وأنا لا أستثني أحدا وقلت إن الدعوة مفتوحة للجميع والقوي الثورية والائتلافات والأحزاب والحركات. وأنا أدعو كل أحزاب مصر للجلوس معي لنصل إلي توصيات وقرارات . علي أي أساس يتم ترشيح القيادات الجديدة ؟ هناك معايير في الاختيار أهمها الكفاءة والأمانة . ولكن بسبب قراراتك السريعة اتسعت دائرة المعارضين لك ماذا ستفعل لمواجهة الغضب الذي يسود أوساط المثقفين؟ الحملة مرتبطة بتركيبة قديمة وهي ماقبل الثورة وفكرة التغيير التي طرأت علي وزارة الثقافة ولكن الذي لايقتنع به المثقفون أن فكرة التحكم في الثقافة والفكر انتهت من العالم أجمع فالكل له الحق أن يشارك ويفكر ويتساءل الوزير: من هو المثقف؟ السؤال الذي يطرح نفسه وما هو ارتباطه بالحياة الثقافية لماذا لا توجد نقابة للمثقفين وما هو إنتاجه الثقافي ولكن هل لأنني أعرف فنانين أو أجلس مع مثقف فأنا أصبحت مثقفا!! هل يعني ذلك أن من يتولي منصب وزير الثقافة لا يشترط فيه أن يكون مثقفا؟! الوزير منصب سياسي وإداري فأنا وزير لكل الشعب. هل تعتقد أن هناك حملة يقودها بعض المثقفين ضدك؟ بعض المثقفين أعلنوا موقفهم وحدث ذلك عندما اخترت جمال التلاوي رئيسا لهيئة الكتاب وخرج بعض المثقفين بقولهم لقد أحرجنا وزير الثقافة. أيضا بالنسبة لاختيار أحمد سخسوخ مستشارا وطنيا للمسرح المصري وهذا الرجل كفء وأمين فلماذا يتم تجاهل هذه الاختيارات .وهناك كثيرون يدعمونني من التيار اليساري والماركسي وفكرة احتكار الثقافة لفئة معينة انتهت فهناك شباب يقدم رؤي وهذا حقهم وأنا أستمع لكل الشباب . غيرت قيادات كثيرة ولكن أبقيت علي الشاعر سعد عبدالرحمن رئيس الهيئة العامة لقصور الثقافة لماذا؟ نجري الآن حصرا لقصور الثقافة المغلقة خصوصا أن هناك قصر ثقافة في سوهاج بني منذ 15عاما ولم يفتتح حتي الآن والآن يعاد ترميمه حيث سيتم تفعيل قصور الثقافة لتقوم بدورها في اكتشاف المواهب . ماحقيقة السي دي الذي يتردد أنه يتضمن تسجيلا صوتيا لمكالمة لك مع فتاة؟ هو الآن بين أيدي القضاء وأتساءل لماذا صمت سامح مهران لمدة عام وهو يمتلك مثل هذا السي دي أما فكرة أن تتحول إلي محقق دون سند قانوني يسجل ويرصد ويخترق ده الكارثة. أما بخصوص ما يقال عن إنه تم طردي من المعهد لماذا لم يقدم صورة حكم المحكمة. أنا حصلت علي درجة ماجستير بتقدير ممتاز والدكتوراه أيضا ممتاز مع مرتبة الشرف في المونتاج ومن ثم لاتعليق علي هذا الأمر.. أما بالنسبة للغياب لم تقدم الأكاديمية دفتر الحضور والانصراف وحدث ذلك في أوائل التسعينات وبذلك لايمكن الاعتداد به أيضا لماذا لم يقدم سامح مهران حكم مجلس التأديب الذي ذكر فيه أنهم يسعون للتنكيل به لذلك حكمت المحكمة بالبراءة أيضا لما تم التصالح معي من قبل الأكاديمية مع محضر صلح سجل في الشهر العقاري علي أن تنتهي هذه القصة في التفاوض من أول درجة. كلامك يعني أن هناك خلافات قديمة مع رئيس أكاديمية الفنون ؟ خلافات مع أسباب موضوعية فعندما نتكلم عن منشأة تعليمية فأنا طالبت بإقالة رئيس الأكاديمية فعندما نتكلم في أحد معاهد الأكاديمية عندما تتحول البلاغة إلي مادة علمية شيء غريب وعندما يتحول الفيديو إلي مادة شفهية شيء أغرب. عندما تتكلم عن لوائح تعليمية يكون هناك ضوابط موجودة منها المعارف التي حصل عليها الطلاب والمهارات وهذه غير موجودة. ما أوجه الفساد التي تتحدث عنها في الوزارة؟ - هناك دوريات تصدرها قطاعات وزارة الثقافة وعلي سبيل المثال هناك دورية تكلف الوزارة 58 ألف جنيه وتبيع فقط بما قيمته 812جنيها الآن يتم حصر جميع المطبوعات للحد منها خصوصا أن الثقافة للشعب وهي أيضا من أموال الشعب وسوف نقيم حجم المبيعات لكل مطبوعة لنعرف أسباب عدم وصولها هل التسويق أم التوزيع وهناك فساد أخر وجه إلي الرقابة الادارية منها اللجان الثقافية التي تعقد واجتماعاتها وأيضا اللوائح المالية للمهرجانات فهناك مهرجان بدون لوائح ولا نعلم من يحصل علي مخصصاته المالية! هل معني ذلك منع المهرجانات المسرحية والسينمائية؟ المهرجانات شيء أساسي وموجود ولن نلغي مهرجانا ولابد من الاستفادة منه ثقافيا وسياحيا وماديا، والمهرجانات لها دور مهم جدا لابد من تفعيلها علي المستوي الداخلي والخارجي وهناك لجنة لفحص هذه المهرجانات وكيفية الاستفادة منها. ولكن علمنا أن هناك إلغاء لبعض المهرجانات؟ هذا الأمر غير صحيح ولكن إعادة النظر لهذه المهرجانات أمر لابد منه . ما هي خطتك القادمة للنهوض بالثقافة ؟ عندما أتيت إلي الوزارة.. القطاعات قدمت لي الإيجابيات ولم تقدم السلبيات أنا أريد السلبيات حتي أعالج أوجه القصور في القطاعات ولكنني خلال فترة صغيرة جدا سوف يتم تطوير كل القطاعات في كل المجالات وقد حدث اتفاق علي إصدار سلسلة تتعلق بالفن التشكيلي وترجمته أيضا عمل سلسلة سينمائية والمسرح جاري إصلاحه أيضا الاهتمام بالأفلام التسجيلية والروائية القصيرة لك ان تتخيل إننا في مصر ننتج 02 فيلماً قصيراً في العام نريد ضخ دماء جديدة حتي نصل بعدد الافلام إلي أكثر من 400فيلم، أما بالنسبة للمجلس الاعلي للثقافة فهناك شكاوي كثيرة جدا بأن المجلس يقتصر علي مثقفين بعينهم دون آخرين فلابد من تغيير القيادات القديمة بعقول أكثر انفتاحا لشباب حرم من المشاركة . طالب النائب السلفي جمال حامد بإلغاء فن الباليه معتبرا أنه ينشر الفجور هل تؤيد هذا الفكر؟ - الباليه فن راق هذا التصريح يعبر عن وجهة نظر صاحبه فقط ولم يخرج هذا التصريح من وزارة الثقافة.