ماذات تفعل (القاعدة) في العراق؟ السؤال كان قديما منذ اندلعت الثورة السورية ضد نظام بشار.. منذ نحو العامين.. وكان الجميع يخشي الإجابة عليه، حتي أيام قليلة مضت.. حينما أعلن تنظيم (دولة العراق الإسلامية) الذراع العسكري لتنظيم القاعدة في العراق اندماجه مع (جبهة النصرة السورية) التي تنتمي للقاعدة هي الأخري.. لتترك الإجابة لكثير من التساؤلات عن مستقبل سورية بعد الإطاحة ببشار.. ولماذا امتنعت أمريكا والغرب عن تزويد المعارضة السورية بالسلاح خشية الإرهاب.. والأهم: ماهو موقف الجيش السوري الحر.. وماهي مخاوف الدول المجاورة من تزايد نفوذ الجهاديين والإرهابيين في سوريا؟! ورغم نفي (جبهة النصرة) القاطع لاندماجها مع دولة العراق الإسلامية.. مع تأكيدها علي مبايعة زعيم القاعدة الدكتور أيمن الظواهري.. إلا أن الواقع علي الأرض.. يقول أشياء أخري. (فدولة العراق الإسلامية): تنظيم مسلح تأسس منذ 7 سنوات.. ويعد تجمعا للعديد من الجماعات الإسلامية الجهادية والتي تدين بالولاء للتنظيم الأم (القاعدة).. وفوق ذلك.. فهي متهمة بأنها كانت وراء الكثير من الهجمات ضد عسكريين ومدنيين في العراق.. هي والمنظمات التي تحت قيادتها أو التي تدعمها وأبرزها: مجلس شوري المجاهدين وجند الصحابة وقاعدة بلاد الرافدين والتوحيد والسنة والطائفة المنصورة، والهدف واحد وهو قيام دولة الخلافة بالعراق والشام. وتقول دولة الإسلام.. إنها لها نفوذها علي الأرض في محافظات عراقية منها: بغداد والأنبار وديالي ونينوي وبابل وصلاح الدين. بينما تدعي أن مدينة (بعقوبة) شمال العاصمة.. هي عاصمتها المعتمدة؟! وأميرهاهو أبو عمر البغدادي. وتنسب لها .. عدة أحداث وتفجيرات داخل العراق. بدأت منذ 4 سنوات .. في بغداد وأدت لمقتل 551 شخصا وإصابة المئات، ثم إصابة 721 شخصا آخرين وإصابة نحو 054.. في نفس العام. وفي العام التالي عام 0102.. أعلنت مسئوليتها عن تفجيرات بالعاصمة والهجوم علي كل من: البنك المركزي وكنيسة.. بل وتفجيرات أعلنت مسئوليتها عنها في العاصمة السويدية استكهولهم؟! وفي عام 1102.. عانت من عدة اعتقالات واغتيالات طالت بعض رجالها وكوادرها ومنهم: اعتقال 21 من أعضائها.. ومقتل أمير دولة العراق الإسلامية وممثل أميرها في شمال البلاد. وفي كل الفيديوهات والتصريحات الصادرة عنها لاتخفي صلتها بالقاعدة ومبايعة أسامة بن لادن زعيم القاعدة ومن بعده د. أيمن الظواهري.. وبأنها تدعم الحرب المقدسة ضد نظام بشار الأسد في سوريا.. بل وتعلن عن وجود مقاتلين لها يحاربون ضده مع بعض فصائل المعارضة الإسلامية هناك. وعلي الطرف المقابل.. هناك جبهة (النصرة) وهي مدرجة علي قائمة الإرهاب الأمريكية مع دولة العراق الإسلامية.. وهي منظمة سلفية جهادية أسست منذ عامين.. ولها رجالها وقواتها وتنظيمها الخاص بها.. بل وعملياتها الانتحارية منذ بداية الثورة خاصة في حلب ودمشق، وتضم بين أعضائها السوريين خليطا من : الأتراك والأوزبك والشيشان والطاجيك والبعض ممن أعلنوا الجهاد من أوروبا وأمريكا واستراليا. ومن أبرز العمليات التي قامت بها كان تفجير مبني قيادة الأركان السورية في العاصمة ومبني المخابرات الجوية.. ونادي الضباط في قلب حلب. وبسبب كل المخاوف من مثل هذه التنظيمات الجهادية السلفية، تبرز تساؤلات حول موقف التنظيمين علي الأرض: النصرة ودولة العراق الإسلامية. فهناك السؤال حول مدي التنسيق بينهما خاصة في شمال سوريا حيث تسيطر هذه الجماعات علي المقدرات هناك. وتقيم شبه دولة مستقلة عن باقي التراب السوري. وهناك السؤال حول مدي هذا التنسيق.. خاصة مع تدفق السلاح المعروف عبر الحدود العراقية السورية، وبصورة مكثفة خلال العام الماضي. وهناك سؤال ثالث.. حول توجهات مثل هذه الجماعات التي ترتبط عاطفيا وعقائديا علي أقل تقدير.. خاصة مع توحدها في القول إن الأراضي العربية والإسلامية ومنها سوريا هي (أرض جهاد) وأنها ستتحول بعد سقوط النظام لأرض رباط إلي يوم الدين. وهنا يبرز سؤال رابع.. عن ماذا إذا تمكنت هذه الجماعات من السيطرة علي كل أو معظم أو جزء من الأراضي السورية بعد رحيل بشار.. وسقوط أغلب أسلحة الجيش السوري بين أيديها.. ومنه بالطبع مخزون السلاح الكيماوي الرهيب. وهنا.. تبرز مخاوف أمريكا بالذات.. خشية توجيه مثل هذه الأسلحة الفتاكة لبلدان حليفة وأولها إسرائيل بالطبع.. أو سقوطها في يد من يهدد باستخدامها. وهناك بالإضافة لذلك.. موقف باقي فصائل المعارضة السورية المسلحة وأبرزها بالتأكيد: الجيش السوري الحر.. والذي سارع بالتأكيد علي أنه لاينسق ولايتحالف بأي حال من الأحوال مع جبهة (النصرة) أو مثيلاتها من التنظيمات الجهادية السلفية سواء داخل سوريا أو خارجها وأن توجهاته معروفة ومختلفة فهو مع وحدة التراب السوري دون تفرقة أو تمزيق. وهو مع تحالف كل الفصائل السورية بطوائفها المختلفة من : سنة وشعية وعلويين ومسيحيين وأكراد.. دون مساس بهذه الوحدة. أما أمريكا وحلفاؤها.. فمازالوا يراقبون.. وهو ما يفسر تأخيرها هي وحلفاؤها قدما وتقديمها لقدم أخري.. دون مراوحة علي الأرض.. فالخوف لازال موجودا ومبررا.. من إرسال أسلحة للمعارضة السورية.. قد تصل لأيد لا تريد أمريكا وحلفاؤها أن تصل إليها.. وحتي لاتوجه إليها.. بعد رحيل بشار.