احتجاج السلفيين على مؤتمر السفير الإىرانى بالقاهرة تفجرت الخلافات بين الصوفية والسلفية ووصلت إلي حد الاشتباكات، بما ينذر بتفاقم الوضع بين أكبر تيارين دينيين في البلاد، في ظل مناخ عام يعاني من الاحتقان بين أبناء الشعب الواحد، فالصراع بين الصوفية والسلفية قديم منذ عقود، زاد زخمه بعد ثورة 25 يناير، خصوصا فيما يخص قضية هدم قبور الأولياء ثم دخول السلفية عالم السياسة وفشل الصوفية في سلوك نفس المسلك، وهي معارك فجرها تعارض المواقف حول العلاقات مع إيران والشيعة عموما. فقد ألغت الطريقة العزمية الصوفية احتفالية بمركز مؤتمرات الأزهر الذي كانت تنوي تنظيمه مطلع هذا الأسبوع بمناسبة إحياء ذكري السيدة عائشة، رضي الله عنها، بعد أن قام عدد من السلفيين بمحاصرة القاعة، اعتراضا علي حضور القائم بالأعمال الإيراني مجتبي أماني، في ظل اتهامات سلفية للصوفية بفتح أبواب مصر أمام التشيع، واقتصرت الاحتفالية علي مؤتمر صحفي لم يستمر لأكثر من نصف ساعة تم بعدها إلغاء بقية فاعليات الاحتفالية. الصراع بين السلفية والصوفية، يأتي علي خلفية بدء رحلات السياحة الإيرانية إلي مصر منذ السبت الماضي، وسط رفض سلفي وصل إلي حد تهديد "ائتلاف المسلمين للدفاع عن الصحب والآل" بمنع خروج السياح الإيرانيين من المطار وإجبارهم علي العودة إلي طهران بالطائرة التي جاءت بهم، بعد أن أقلعت أول رحلة طيرن مباشرة بين القاهرةوطهران، بعد نحو 35 عاماً من القطيعة بين البلدين، منذ توقيع الرئيس المصري الراحل أنور السادات علي معاهدة السلام مع إسرائيل 1979. وقال وليد إسماعيل منسق الائتلاف: استهجنت عدة تيارات إسلامية فتح المجال أمام السياح الإيرانيين، ما قد يسمح بنشر الأفكار الشيعية في مصر، وقد أعرب عدد من رموز التيار السلفي عن مخاوف من "الحرس الثوري الإيراني" ودخوله مصر متسترا في ثياب السياح الإيرانيين، مستهدفا المعارضين المصريين لطهران". وكانت وزارة الخارجية المصرية أعلنت ضوابط زيارة الأفواج السياحية الإيرانية والعراقية لمصر بغرض السياحة، من ضمنها تحديد المجموعات السياحية مابين 50 إلي 100 سائح، علي أن تكون زيارة الأفواج السياحة الإيرانية والعراقية للمدن المصرية الساحلية والشاطئية وبطائرات شارتر أي تتجه من ايران إلي المدن المصرية ومنها شرم الشيخ والغردقة والاقصر وأسوان و لهذه المناطق مباشرة وغير مسموح لهم بزيارة القاهرة. علي أن تكون هناك رسوم تأشيرات مختلفة وعبر 3 شركات سياحة مصرية فقط تعمل تحت إشراف وزارة السياحة وستحفظ جوازاتهم في هذه الشركات وستكون هي المخولة لاستقدام هذه الافواج ومسئولة عن تحركاتهم ومغادرتهم من البلاد في المواعيد المحددة لهم. ولم تقف الطريقة العزمية مكتوفة الأيدي إزاء ما جري في المؤتمر، فخرجت في بيان رسمي لها، حصلت "آخر ساعة" علي نسخة منه، هاجمت فيه التيارات السلفية، وكشفت عن سبب تنظيم المؤتمر قائلة: "كان الغرض من هذا المؤتمر هو توضيح مواقف السيدة عائشة رضي الله عنها وآل بيت رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم ، تلك المواقف التي تؤكد أنه لم يكن هناك عداء بين السيدة عائشة رضي الله عنها وآل بيت رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم. وفي سابقة هي الأولي من نوعها أيضا أعلن القائم بأعمال سفارة دولة إيران بجمهورية مصر العربية استعداده لحضور هذا المؤتمر، لتوضيح أنه لا أحد من الشيعة الإثني عشرية يسب الصحابة وإن (قناة أهل البيت) التي تسب الصحابة باسم الشيعة ، تدعمها المخابرات الأمريكية لبث الفتنة بين السنة والشيعة ، أما (قناة فدك) فتدعمها المخابرات البريطانية لنفس الغرض، وعدم تمكنه من الحضور بسب الإخوة السلفية، يعتبر انتصارا للمخابرات الأمريكية والبريطانية لبث الفتنة بين السنة والشيعة . والسبب في ذلك هو جهل الإخوة السلفية الذي يجعلهم يسيرون نحو المخطط الصليبي الصهيوني لتحقيق أهدافه بدلا من أن تكون هناك وحدة إسلامية لتحرير القدس". وقالت الطريقة العزمية إن "أهم ما يشغل المخابرات الأمريكية والبريطانية هو تمزيق الأمة الإسلامية إلي سنة وشيعة، حتي لا تكون الحرب القادمة لتحرير القدس، بل تكون بين السنة والشيعة!! وفي سبيل ذلك أنفقت المليارات، وصنعت الكثير من الأبواق يسبون السيدة عائشة والصحابة باسم الشيعة، وأبواقا أخري تكفرهم، وذلك لتوسيع الفجوة بين الأمة خدمة للمصالح الأمريكية والإسرائيلية". ودافعت الطريقة العزمية عن إيران بقولها: "إن هذا المخطط يوجب علي مسلم غيور علي دينه أن يعمل علي وحدة هذه الأمة ، خدمة للمصالح الإسلامية، خاصة أن إيران دولة مسلمة، حيث أقر كل علماء أهل السنة أنه لا فرق بيننا وبين الشيعة في الأصول، والفرق في الفروع لا يتجاوز نسبة الفرق بين أي مذهب سني وآخر سني". وقال الشيخ علاء أبو العزائم، شيخ الطريقة العزمية، ل"آخر ساعة": "تمت دعوة كل سفراء الدول الاسلامية للاحتفال بالسيدة عائشة، وكان السفير الإيراني من بين المدعوين، كما كان السفير السعودي والقطري مدعوين، ولم يحضر السفير الإيراني وإنما اكتفي بإرسال كلمة إلي المؤتمر ولم يتم إلقاؤها بسبب الأحداث"، متهما الحركات السلفية بالعمل علي تحقيق الأهداف الغربية والمطامع الأمريكية في المنطقة. وقال الدكتور أحمد كريمة، أستاذ الشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر: "كنت أحد المشاركين في المؤتمر لإحياء ذكري السيدة عائشة رضي الله عنها، وفجاة وجدنا الهجوم من قبل مجموعة من مدعي الإسلام، وحاصروا القاعة، بتهمة أن الاحتفالية ضد السيدة عائشة والمراد منها هو دعم إيران والشيعة، وهو ما لم يكن مطروحا للنقاش، بل جاءت مشاركة السفير الإيراني من أجل توضيح موقف إيران الرسمي من رفض سب الصحابة وأمهات المؤمنين، لكن العقول الضيقة منعت المؤتمر وهددت أرواحنا بالهلاك". في المقابل، شن المهندس عاصم عبد الماجد، عضو مجلس شوري الجماعة الإسلامية، هجوما علي ما وصفه مساعي التحالف بين الصوفية والشيعة في إيران، وقال: " بعض الصوفية في مصر أصبحوا رأس الحربة الشيعية في النفاذ إلي المجتمع المصري، وتفكيكه من خلال الصوفية التي كانت تناصر نظام مبارك طوال السنوات الماضية، والآن تناصر التشيع وإيران". وقال د. خالد سعيد، المتحدث الرسمي باسم الجبهة السلفية: " رغم أن الجبهة ترفض فكرة الاعتداء علي السفير الإيراني في جامعة الأزهر، إلا أنها ترفض كذلك السياحة الدينية للسياح الإيرانيين، لأن المقدسات في الإسلام تقتصر علي الكعبة المشرفة في مكةالمكرمة، والمسجد النبوي في المدينةالمنورة، والمسجد الأقصي في القدس، فمصر لا يوجد بها كعبة لتكون هناك سياحة دينية لأي من السياح الإيرانيين". ش