اثبتت الدراسات أنه بحلول عام 2030 سيكون نصف سكان الكرة الأرضية من الهنود والأفارقة والصينيين، وهي قوة ديمغرافية واقتصادية لها وزن كبير في المبادلات التجارية العالمية في المستقبل، وكانت الهند والصين من الدول الرائدة للاستثمار في أفريقيا كخيار استراتيجي وذلك لقدرة القارة علي توفير الموارد الطبيعية الضرورية لنمو اقتصاد كلا البلدين، وأيضا لسرعة النمو في دول القارة السمراء التي تشهد بداية تشكل أسواق هامة قادرة علي استيعاب كمية كبيرة من المنتجات الآسيوية. وقد بلغ حجم المبادلات بين الهند وأفريقيا 60 مليار دولار ومع الصين 166 مليار دولار، ويستحوذ قطاع الاتصالات علي الجزء الأكبر من الاستثمارات الهندية، بينما تستثمر الصين في قطاع المحروقات. وأمام هذه الطفرة الاستثمارية الآسيوية بدأت الثقافة الصينية الهندية بالتسلل شيئا فشيئا إلي القارة السمراء. وكان وصول المستثمرين الصينيين إلي القارة متأخرا مقارنة بالمبادلات مع الهند التي تعود إلي أكثر من 8 قرون عبر طريق الحرير الشهير. وبدأت الجالية الهندية بالتواجد في أفريقيا منذ فترة الاستعمار البريطاني وطوال القرن الماضي تميزت هذه العلاقات بين القارتين بالانسجام.. ويقدر عدد الهنود اليوم في أفريقيا بمليونين أغلبهم في شرق وجنوب القارة. ومع توسع الاستثمارات نحو دول أفريقيا بدأت القوة الهندية الناعمة بالبروز أكثر وأصبحت لافتة في السنوات الماضية.. فبجانب العوامل الثقافية المشتركة مع المجتمعات الأفريقية، اعتمدت الهند علي التاريخ النضالي المشترك ضد الاستعمار البريطاني، والانضواء تحت حركة عدم الانحياز في الستينيات والسبعينيات لكسب ود القارة السمراء، وكثيرا ما ساعدت الروابط التاريخية والثقافية رجال الأعمال والمستثمرين الهنود في عملهم ومشاريعهم في أفريقيا. وأدركت الصين بدورها أهمية القوة الناعمة. فراهنت علي الاستثمارات الكثيفة، كما منحت مؤسسة كونفوشيوس العديد من المنح الدراسية للطلبة الأفارقة لمواصلة دراستهم في الصين.