أسعار المانجو في سوق العبور اليوم الثلاثاء 17-9-2024    سعر الدولار مقابل الجنيه اليوم الثلاثاء 17 سبتمبر 2024 في بداية تعاملات    أسعار الدولار اليوم الثلاثاء 17 سبتمبر 2024    حديد عز يسجل انخفاضًا ب829 جنيهًا.. سعر الحديد والأسمنت الثلاثاء 17 سبتمبر 2024    الاتحاد الأوروبي يعلن إجلاء ناقلة نفط أحرقها الحوثيون في البحر الأحمر    موقف أحمد فتوح النهائي من المشاركة في السوبر الإفريقي والعودة إلى تدريبات الزمالك    مواعيد مباريات اليوم الثلاثاء 17 سبتمبر والقنوات الناقلة.. ليفربول ضد ميلان    «الأرصاد»: طقس الثلاثاء حار على أغلب الأنحاء..والعظمى بالقاهرة 33 درجة    حالة الطرق اليوم، كثافات متحركة بشارعي رمسيس وشبرا مصر ومحور 26 يوليو    اليوم.. الجنايات تستكمل محاكمة متهمي "تنظيم الجبهة"    وكيل صحة قنا يوجه بحصر نواقص الأدوية للبدء في توفيرها    حرائق مدمرة في بيرو.. مصرع 15 شخصا واندلاع النيران بجميع أنحاء البلاد    اختفاء مروحية على متنها 3 أشخاص في منطقة أمور الروسية    توقعات أرباح ستيل دايناميكس للربع الثالث أقل من تقديرات المحللين    60 دقيقة متوسط تأخيرات القطارات بمحافظات الصعيد.. اليوم 17 سبتمبر    تفاصيل انطلاق اختبارات «كابيتانو مصر» لاكتشاف المواهب الشابة بمحافظة قنا    نائب محافظ سوهاج: مستعدون لتنفيذ مبادرة «بداية» لتحسين جودة حياة المواطنين    اليوم.. انطلاق أكبر ملتقى للتوظيف بمحافظة المنيا لتوفير 5000 فرصة عمل    يديعوت أحرونوت: خطط حكومة نتنياهو في شمال غزة تورط إسرائيل    تامر حبيب يهنئ منى زكي باختيار فيلمها «رحلة 404» لتمثيل مصر في الأوسكار    أكرم حسني يحتفل بعيد ميلاد ابنته بطريقة كوميدية (صورة)    الأردن تُعلن استلام جثمان منفذ هجوم جسر الملك حسين    فيديو.. استشاري تغذية يحذر من الطبخ في «حلل الألومنيوم».. ويوضح طريقة استخدام «الإيرفراير» للوقاية من السرطان    نوستالجيا.. 20 عاما على أول ألبوم منفرد ل تامر حسني "حب" لمناقشة مواقف حياتية ب حالات الحب    ب أغاني سينجل ..محمد كيلاني يكشف عن خطته الغنائية المقبلة    أهالي قنا يحتفلون بالمولد النبوي بمسجد سيدى عبد الرحيم القنائي    ضبط مسجل خطر لسرقته الهواتف المحمولة بالمرج    بتكلفة 300 ألف دولار، تفاصيل الزواج الأسطوري لرجل أعمال سوداني بالقاهرة (فيديو)    مختار جمعة يرد على فتوى اسرقوهم يرحمكم الله: هدم للدين والوطن ودعوة للإفساد    استثمارات سعودية بمليارات الدولارات في مصر.. تفاصيل    حزب الله يستهدف تحركات لجنود إسرائيليين في محيط موقع العباد    هل يجوز الحلف على المصحف كذبا للصلح بين زوجين؟ أمين الفتوى يجيب    محافظ البحيرة تشهد فعاليات مبادرة «YLY»    مناقشة رواية «أصدقائي» للأديب هشام مطر في مهرجان «فيستيفاليتريتورا» الإيطالي    أحمد فتوح.. من الإحالة للجنايات حتى إخلاء السبيل| تايم لاين    استخدام جديد للبوتكس: علاج آلام الرقبة المرتبطة بالهواتف المحمولة    طبيب أعصاب روسي يحذر من آثار تناول القهوة    محمد عبدالله: مباريات القمة مولد النجوم الجدد.. وهذه رسالتي لجوميز    تعرف على أقل سعر لرحلات العمرة هذا العام    خاص.. غزل المحلة ينجح في ضم "بن شرقي" خلال الميركاتو الحالي    محافظ المنيا يشهد احتفالية الليلة المحمدية بمناسبة المولد النبوي    كرة نسائية - رغم إعلان الأهلي التعاقد معها.. سالي منصور تنضم ل الشعلة السعودي    إصابة شخصين إثر تصادم دراجة نارية وسيارة فى بنى سويف    تكريم 100 طالب والرواد الراحلين في حفظ القرآن الكريم بالأقصر    عضو الرابطة: الأهلي طلب تأجيل استلام درع الدوري.. واجتماع الأندية سيحسم شكل الدوري    محسن صالح: كنت أتجسس على تدريبات المنافسين لهذا السبب    استبعاد مدير مدرسة اعتدى على مسئول عهدة في بورسعيد    احتجاج آلاف الإسرائيليين بعد تقارير إقالة "جالانت" من وزارة الدفاع    الشوفان بالحليب مزيجا صحيا في وجبة الإفطار    نشأت الديهي: سرقة الكهرباء فساد في الأرض وجريمة مخلة بالشرف    تعرف على إحصائيات التنسيق الفرعي لمرحلة الدبلومات الفنية بمكتب جامعة قناة السويس    دار الإفتاء: قراءة القرآن مصحوبة بالآلات الموسيقية والتغني به محرم شرعًا    د. حامد بدر يكتب: في يوم مولده.. اشتقنا يا رسول الله    ضبط المتهمين بسرقة مبلغ مالى من تاجر في الهرم    المنافسة بالمزاد على لوحة "م ه م - 4" ترفع سعرها ل 13 مليون جنيه فى 6 ساعات    قطر: الإبادة التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني مثال صارخ لتردي وغياب سيادة القانون    وزير الثقافة يفتتح "صالون القاهرة" في دورته ال 60 بقصر الفنون.. صور    إبراهيم عيسى: 70 يوم من عمل الحكومة دون تغيير واضح في السياسات    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الأقصر .. صباح دافئ ومساء يخيف!
نشر في آخر ساعة يوم 28 - 01 - 2013

يثق الجنوبيون في ضيوفهم، يقدمون لهم مع الشاي الصعيدي طلبات صداقة، ويتعاملون مع الغرباء بمنطق الكرم، ينال زوارهم حظوة من الرفق ، وود يتمني من يقيم بينهم أن يصير منهجا يلتزم به في التعامل كل من يعيش علي كوكب الأرض. بمجرد أن تطأ قدماك أرض الأقصر تطاردك ابتسامات أهلها مرحبة بقدومك، وتشملك نظراتهم بعطف، وتتدفق ألسنتهم بلهجة قريبة من إحساسك.
أجواء عُرس.. ظننته عيد ميلاد الشمس، الناس في الشوارع كأنهم يحتفلون؛ ووجوههم وأجسادهم قد تم طلاؤها بالدفء، النيل يشرب من نور يتعامد علي مياهه التي تلمع مثل كنز اكتشف في التو، فانهالت عليه العيون لتشبع فضولا لا ينتهي، بينما ظل معبد الأقصر بأعمدته صامدا لا ينحني، يسرف في التعالي، ويأبي أن يشكو من ضعف أرقام زواره، وقلة أعداد سياح يأتون إليه في مثل هذا الموعد من كل فج عميق.
كل شيء يكتسي بالشمس التي تحقق (الآن) في المدينة التاريخية انتصارا عظيما علي الشتاء في عقر أوانه، وتهدي للزائرين وضوحها علي صفحة السماء، وتغلق الطريق أمام برودة الجو في نهارات "طيبة" الساحرة.
أما الوجوه السمراء لأهل البلاد فقد كانت تشي بحزن تهمله ابتساماتهم المرسومة بإتقان، وتفضحه حكاياتهم المسكونة بالتفاصيل.
أيام في الأقصر قضيناها لنقترب من أهلها، نسألهم عن أحوالهم، ونتعرف علي همومهم، ونرصد ملامح المعيشة داخل عاصمة مصر الفرعونية التي فتنت العالم بحضارتها واحتفظت بالسر داخل جدران معابدها.
موسم سياحي »مضروب« وشركات خاصة تفرض شروطها!
في الصعيد، لا تحتاج لمقدمة إذا أردت التخاطب مع أحدهم. فالبوح هو عملة جنوبية يشتري بها الرجال متانة لعلاقات عابرة؛ يجيدون الحكي ويحافظون علي انتباه من يتحدثون إليه كأنهم يجسدون أدوار البطولة في فيلم ليحيي الطاهر عبد الله، يخرجه خيري بشارة.
وإذا صمت الأقصري يشعرك أنه أصيب بالخرس.. ثمة لغز يكتنف الشخصية، وطقس جنائزي يفرض شروطه علي الملامح المهمومة بالفرح!
في مثل هذه الأيام من كل عام كانت الأقصر تزدحم بالسياح، لكن الحالة السياسية بعد الثورة، وما صاحبها من انفلات أمني كان بمثابة تحذير للوافدين بعدم المجئ، وبعثت المظاهرات والاحتجاجات في التحرير وميادين مصر المختلفة برسائل تهديد إلي كل من يفكر أن يأتي إلي هنا.
"ما يحدث في القاهرة ينعكس مباشرة علي الأقصر". هذه العبارة وجدناها علي كل الألسنة التي لم تتوقف عن الشكوي من مصير مجهول يحاصر مستقبل السياحة في الأقصر إذا لم تستقر أحوال البلاد ويهدأ المتناحرون.
أما الظاهرة الأكثر وضوحا فكانت سيطرة أصحاب الشركات السياحية علي السائحين، وفرض إرادتهم، وعدم اكتراثهم بما يمثله ذلك من قطع لأرزاق أصحاب المحال والبازارات والمراكبية وحتي سائقي الحنطور الذين يصطفون علي الكورنيش ويقفون ساعات طويلة من النهار علي أمل الفرج الذي غالبا لا يأتي، وهو ما يجعلهم يتهمون المحافظ بعدم النظر إليهم بعين الرأفة، خاصة بعد أن ذهبوا إليه أكثر من مرة وعرضوا عليه ما وصل إليه حالهم من ضيق.
"حرام".. صرخ بها حسين سعد منصور سائق حنطور وهو يتحدث عن البواخر السياحية التي ترسو بجانب كوبري الأقصر بعيدا عن المدينة بأكثر من 20 كيلو متراً، وهو ما يجعل شركات السياحة تفرض شروطها علي تنقلاتهم فيأتون بهم إلي المدينة بالأتوبيسات التي تلف بهم الشوارع ويتجاهلون عربات الحنطور، في حين أنفقت الدولة ملايين الجنيهات علي المرسي المقام أمام متحف الأقصر، سألته عن سبب يجعل المحافظ يقوم بتعطيل المرسي فأجاب زميله محمود سالم عبدالحي: الخوف من التوقيع علي الأوراق، وهو ما يجعل الحال يبقي علي ما هو عليه، يصمت ليواصل: لا نجد عملا، سواء نحن أو المراكبية علي "الفلايك" أو أصحاب التاكسي أو التجار في السوق .. "حتي بتاع الورنيش نايم"
ولم يختلف الوضع في السوق السياحي الذي جدد فيه العاملون الشكوي من الشركات السياحية وهدد البعض منهم بإحراق مقراتهم إذا لم يتدخل المحافظ لكف أذاهم عنهم.
رمضان عبد الفتاح الذي وجدناه يعمل في بازار يبيع فضيات وأدوات جلدية " حقائب، أحزمة، محافظ.. الخ" قال إن السياحة في الأقصر مضروبة منذ اندلاع الثورة وإنه تقريبا لا يبيع شيئا طيلة اليوم، ويتذكر عصر البازار الذهبي قبل الثورة، ويؤكد أن حالة من الركود تجثم علي المحل" الجو واقع"
ويختلف معه في الرأي موسي حسن عثمان (صاحب بازار) الذي يتحدث عن ما وصفه بانفراجة في البيع والشراء وتدفق نوعي من السياح في أوقات الاستقرار واختفائهم اثناء المظاهرات، وقال إنه عقب الاستفتاء علي الدستور شهد السوق بعض الحركة في البيع والشراء، لكنها في الغالب تأتي من زبائن فقيرة لا يمتلكون قوة شرائية مثل السويسريين والإيطاليين والإنجليز والأمريكان.
وقنن نسبة السياح في الأقصر ب 40٪ علي ما كانوا عليه في مثل هذا الموعد قبل الثورة وأضاف بأن هذه النسبة تصل إلي أدني مستوياتها (5٪) أثناء المظاهرات، وأقل من ذلك مما يجعل أصحاب المحال يقفلون الأبواب.
يشير موسي إلي أمن ينعم به الناس في المدينة نتيجة لاحتواء رؤوس العائلات لأي مشكلة قد تطرأ وهو ما لا يوجد في القاهرة التي تدار فيها الأمور عن طريق أجهزة الشرطة التي أحدث عدم تواجدها عقب اندلاع الثورة انفلاتاً أمنياً وبلطجة في العاصمة.
وقال إن قسم الشرطة في الأقصر لم يتعرض للاحتراق مثلما حدث مع غيره نتيجة سيطرة كبار العائلات علي الموقف، وفرض سطوتهم علي الشباب، وقال: إن هذا لم يمنع حيوية الأحاديث السياسية ووجود آراء متقابلة ومظاهرات تتسم بالسلمية، وحذر من إعلام خارجي يؤثر علي السائح ويحدد له المسار، واتهم إعلام مبارك بتصوير الملتحين علي أنهم إرهابيون وهو ما يتم تصويبه في الوقت الحالي.
ويتهم محمد سمير أحمد محافظ الأقصر السفير عزت سعد بالسلبية لأنه لم يحدث منذ وصوله أي تطور يذكر علي عكس سمير فرج الذي أقام مشروعات ضخمة تشهد له رغم أخطائه بتهجير المواطنين من بيوتهم وعدم الوفاء بالتزاماته ناحيتهم.
ولفت سمير إلي ظاهرة اليوم الواحد التي يتعامل بها السائح الآن في زيارته للأقصر بحيث لا يستغرق وجوده أكثر من 24 ساعة ينهي خلالها كل جولاته بينما كان يمكث في الماضي لفترة لا تقل عن أسبوع، وأرجع الحالة المتردية للسياحة إلي عدم الاهتمام من المسئولين بوضع برامج تغري السائحين بزيارة الأقصر، وتحدث عن وضع أمني لا يليق ببلد سياحي مثل مصر، وقال إن الوافد يتعامل مع الوطن كقطعة واحدة ولا يعرف أن الأقصر في مأمن عن غيرها.
ورصد سمير ركوداً كبيراً في الأقصر تزامن مع الاحتجاجات علي الدستور، وهو ما ينذر بتكراره في المظاهرات التي قد تواكب الاحتفال بعيد الثورة ولم يستثن مشروع النهضة الذي وعد به الإخوان المسلمون البلاد ولم يتم تنفيذه مما يتسبب في حالة اضطراب نتيجة فراغ اقتصادي يساهم في خلق الفوضي.
2000 جنيه هي قيمة الإيجار التي قال محمود عبد المعطي أحمد إنه يقوم بدفعهم كل شهر لبازار لا يوفر له أي ربح منذ قيام الثورة.. لا يرتدي محمود نظارة سوداء لكنه يري المستقبل بلون النظارة التي لا يرتديها: »مشيفينش أي أمل.. ومفيش حد متكلم علينا.. يجي السياح ياخدوهم الشركات الكبيرة اللي توديهم المحلات الكبيرة، الشركات معاهم محلات وبازارات خاصة بيهم، وحتي لو دخلوا السوق المرشد السياحي بيشاورلهم ميشتروش.. طب يسبوهم ساعتين حتي.. أومال هناكل منين.. كل أصحاب البازارات مديونين.. كلنا علينا ديون.. قبل الثورة كان فيه حجم زباين كتير الشركات مبتعرفش تسيطر عليهم.. القوة الشرائية حاليا صفر.. طالما انت بتاكل من راس المال يبقي صفر.. مفيش مقارنة حتي بالسنة اللي فاتت«.
يري محمود أن المسئول عن الركود هو الحاكم لأن السياحة قطاع مثله مثل التعليم، أسأله ماذا سيفعل الحاكم فيقول: دعاية بره تجيب الناس.. وزارة السياحة هي المسئولة والغرف السياحية.. ويتمني أن تهدأ البلاد وتكف المظاهرات حتي يعود السائح.
ينصح محمود الإعلام بعدم نشر الجرائم التي تحدث في مصر وكل الأشياء السيئة التي بإمكانها أن تؤثر علي السائح: »أنا معايا 6 عيال في مراحل تعليم مختلفة.. ومقترض 30 ألفاً أسددها 40 ألف جنيه في 48 شهر كسبت إيه.. أنا بعت كل اللي عندي.. أنا حارق 10 كيلو فضة عشان أعيش!«
يترحم محمد الشاذلي عبد الحكم علي أيام قبل الثورة التي كان يأتي فيها إلي الأقصر في الموسم أكثر من 5000 سائح في اليوم الواحد (من شهر ديسمبر إلي شهر أبريل).
الزبون الآن يشعر بالخوف ونتمني ألا تحدث مظاهرات كبيرة في 25 يناير القادم، ويتهم الثورة بأنها أجلت زواجه وجعلته يفسخ خطوبته، يقول إن مظاهرات التحرير تؤثر علي كل مكان في مصر، ويتحدث عن أقاربه في الغردقة الذين كانوا يمتلكون بازارات قاموا بتصفيتها وأن الأمر وصل به إلي التفكير في بيع أثاث منزله، ويضيف بأن الثورة أتت بعكس نتائجها فحجم البطالة في ازدياد والغلاء ينتشر، والفساد ينمو، أما الآمان فقد اختفي حتي في الأقصر التي ظهر فيها حوادث سرقة.
وجه محمد لومه إلي المحافظ وقال إن الأقصر لم تستفد منه بشيء، وانتقده بوضع موقف للحنطور في مناطق استراتيجية مثل معبد الأقصر.
ويتدخل زميله حجاج أحمد قائلا: إن أصحاب الثورة الحقيقيين هم الشهداء ممن لا يستحقون ما وصلت إليه بلادهم من تناحر واستقطاب، وطالب باستعادة الثورة والعمل علي تحقيق أهدافها، وقال: إن ثورة يناير لم تمنع تدفق السياح ولكن الحال الآن توقف، ولم يحمل المحافظ أي مسئولية وأضاف بأن الفترة القصيرة التي قضاها حتي الآن لا تسمح له بتحقيق شيء.
أنفقت عليه الدولة 11 مليون جنيه
موقف سيارات الأقصر وإهدار المال العام!
علي مساحة أربعة أفدنة، وبتصميم سياحي فاخر، وبهدف تخفيف العبء المروري وتكدس السيارات في المدينة، تم إنشاء »موقف سيارات الأقصر« عام 2005 بالزناقطة التي تبعد عن الأقصر المدينة بسبعة كيلو مترات ليخدم كل المسافرين إلي الأقاليم الأخري.
نجحت تلك الخطوة في تفريغ المدينة من الزحام المتكدس في شارع المطحن (مقر الموقف السابق) وتخفيف العبء عن الحركة السياحية، واستمر العمل فيه بأفضل صورة، إلي أن قامت ثورة يناير وحدث انفلات أمني ومروري استغله بعض السائقين فتمردوا علي الوضع، ليهاجروا من جديد إلي الأقصر ويتمركزوا أسفل كوبري أبو الجود شرق السكة الحديد، وهو الأمر الذي أحدث صدمة مرورية أمام المزلقان فضلا عن تضرر أهالي المنطقة من ازدحام شوارعهم بالباعة الجائلين وتعرض بناتهم للتحرش والسكان لمعاكسات لا تنتهي.
أهالي الزناقطة قاموا بمخاطبة المسئولين في كل مكان لعودة الأمور إلي ما كانت عليه قبل الثورة ولكن.. لا حياة لمن تنادي. وكشف الأهالي في شكاواهم المتعددة عن المتسبب في تلك المشكلة وطالبوا بمعاقبته هو وكل من تورط معه.
"آخر ساعة" ذهبت لمشاهدة الموقف لترصد المشكلة وتتحاور مع المتضررين.
يتذكر أحمد مصطفي أبو الحمد مدير مدرسة ومرشح سابق لمجلس الشعب الدسوقي البنا رئيس مدينة الأقصر السابق (قبل أن تتحول لمحافظة) الذي أنشأ الموقف بغرض تفكيك زحام السيارات في المدينة عن طريق نقل موقف الأقصر خارجها، فتم شراء مساحة 4 أفدنة من مجلس مدينة الأقصر بتكلفة حوالي 4 ملايين وأسندت عملية الإنشاء لإحدي الشركات ونفذت جزءاً كبيراً من المشروع وجاءت الشركة الوطنية للقوات المسلحة ليكتمل المشروع في عهد سمير فرج المحافظ السابق لمدينة الأقصر ويفتتحه عام 2005 واستمر العمل فيه حتي يوم الثورة 25 يناير 2011 وأغري الانفلات الأمني والمروري السائقين أن يغادروا المكان ويتجهوا إلي مدينة الأقصر لتحميل الركاب من علي محطة القطار وهو ما يعني هجرتهم من الموقف.
ويضيف: المفاجأة أن إدارة المرور أغلقت الموقف ووضعت علي بابه قفلا بحجة عدم استتباب الأمن، وحتي الآن وبعد أن استتب الأمن لم نر أي تدخل من أي جهة لمنع السائقين من التجمع أمام محطة القطار والالتزام بالموقف المجهز بمسجد ودورة مياه ومحلات التجارية.
أعلمنا المحافظ الجديد بأمر هذا الموقف وقدمنا مذكرات لجميع الجهات المعنية من رئيس المجلس ومدير الأمن والمحافظ حتي الوزير ورئيس الوزراء ولم يستجب أحد!
ويقارن حسن موظف بالشهر العقاري موقف الزناقطة المهجور بموقف أبو الجود فيقول عن الأخير إن السكة الحديد رفعت علي السائقين قضايا التبول أمام الناس لأنه لا يوجد فيه أي دورات للمياه بينما تم تجهيز موقف الزناقطة بدورات مياه حديثة، فضلا عن إمكانياته الكثيرة، كما أن الزناقطة لا تبعد عن الأقصر أكثر من 7 كيلو والشوارع ممهدة للوصول إليه، وسيارات السرفيس تنقل الركاب إليه ب 50 قرشاً فقط.
ويكشف إسلام مرزوق حامد مشرف غرفة عمليات بالشركة القابضة لمياه الشرب والصرف الصحي أن مدير الموقف محمود عبد العزيز كان موظفا في الموقف العام الذي يجاور المبني التجاري، وقدمت ضده مذكرة تتهمه باختلاس 10 آلاف جنيه فتم فصله من مدير الموقف، ونقل إلي إدارة البياضية وأثناء الثورة اجتمع السائقون علي المدير الأول نور محمود المدير السابق لإدارة المواقف بهدف إرجاع محمود إلي مكانه بعد أن وعدهم الأخير بمساعدتهم في العودة إلي الأقصر!
وندد إسلام بقرار المحافظ انشاء تندات للسائقين الذين يمارسون عملهم في موقف مخالف للقانون لأن الموقف ببساطة لوزارتي النقل والري ومقام علي صرف مغطي وقال إنه تحدث مع المحافظ الذي أتي إلي هنا وأعجب بتجهيزات الموقف الذي لم يكن يعلم عنه شيئا بعد ستة شهور من توليه.
ويلتقط منه طرف الحديث أحمد مصطفي: المحافظ قال لنا انتظروا الي أن يعود الأمن مرة اخري وأعطانا فرصة إلي بعد عيد الاضحي ولم يحدث شيء حتي هذه اللحظة، وكان يجب الالتزام بقرار نقل المواقف خارج الكتل السكنية المعمم علي جميع المحافظات لأنه قرار وزاري ولا يتم الاحتكام إلي آراء السائقين، فالسائق بطبيعة الحال يتمني أن يكون الموقف أمام بيته!
وقمنا بإرسال شكاوي إلي جميع المسئولين، من المحافظ حتي رئيس مجلس الوزراء، كله لديه خلفيه عن هذا الموقف!
وقبل عيد الأضحي التقينا اللواء عادل مهران سكرتير عام المحافظة ووعدنا برجوع الموقف أمام رئيس مكتب السياحة.
الموقف كان به حوالي 50 منشأة كانت تدر دخلا للمواطنين كلها توقفت بعد إغلاقه بسبب إرادة السائقين التي لا تخضع لأي جهة رقابية أو تنظيمية أو أمنية كان بإمكانها أن تتدخل في الموضوع.
ولم يتركنا أهالي الزناقطة إلا بعد أن وضعوا بين أيدينا صورا لشكاوي عديدة أخطروا بها المسئولين بحقيقة الأمر واتهموا فيها صراحة مدير الموقف محمود عبد العزيز الذي قال لهم: إنه أبلغ العميد علي مهران رئيس وحدة مرور الأقصر وأمره بإغلاق الموقف قائلا »إغلق الموقف عشان إحنا مانقدرش نوقف عملية تحميل سيارات السرفيس للركاب الذاهبة إلي موقف الزناقطة« وبسبب تواطؤ وحدة المرور تمادي السائقون في عشوائية التحميل من أسفل الكوبري ومغادرة الموقف الأصلي.
وإذا عرفنا أن المنطقة التي يقام عليها الموقف تخدم أيضا مستشفي حميات الأقصر الذي أنشئ خلفه بتكلفة تقترب من خمسين مليون جنيه سندرك عجز المرضي وكبار السن ومصابي الكبد من عدم القدرة علي الوصول إلي المستشفي وكله بسبب فرار السيارات من داخل الموقف.
واعتبر الأهالي أن ما يحدث جريمة طبقا لنص المادة 361 من قانون العقوبات، وكذلك المادة 116 مكرر بشأن الإضرار بالمال العام، وتعطيل المرافق العامة عمدا.
المرضي والعاملون في مستشفي حميات الأقصر:
أغيثونا .. والله الموفق !
الإهمال.. عنوان يتكرر في كل مستشفياتنا الحكومية، وكأنه كتب علي مرضانا إن لم يموتوا بالمرض الذي أتوا به إليها، يموتوا من المرض الذي ينتقل إليهم عن طريقها.
يخدم مستشفي حميات الأقصر كل مواطنيها، بينما يفتقر المكان لأبسط قواعد النظافة التي لا تحتاج إلي إمكانيات مذهلة، أو أدوية مستوردة، وإنما فقط إلي ضمير!
الطبيب النوبتجي رفض التحدث إلينا، وحاول منعنا في البداية من الدخول لمطالعة الحالة البائسة التي تعانيها غرف المستشفي ودورات مياهه القذرة، قال إن الأوامر الصادرة إليه تمنع دخول الصحفيين إلا بإذن من مديرية الصحة، ولكنه لم يقف في طريقنا فتجولنا بحرية بين العنابر لنشاهد العنكبوت يعشعش فلا يجد من يزيل بيوته، والبعوض يحوم حول وجوه المرضي دون أن يصل إليه ما يقتله، أما الأسقف فهي مصابة برشح ورطوبة لم تؤرق بال الأطباء فيطالبوا بمعالجتها بينما دورات المياه تحتفظ بفضلات بشرية فوق البلاط في غياب كامل لعمال النظافة سبقه عدم إشراف من مدير المستشفي، والمذهل أن الأطفال يستطيعون زيارة أهلهم والجلوس في صحبتهم وكأن الحمي لا تؤثر عليهم ولا تصيبهم بأي عدوي.
وإذا كان المستشفي يفتقر لإشراف طبي وإداري، فإنه أيضا محروم من وصول وسائل المواصلات إليه وهو ما يجعل المرضي يستقلون الموتوسيكلات والتكاتك، فضلا عن عدم توفر الأمن بوصف المكان يقع في منطقة أشبه بالصحراوية ومعزولة عن العمران مما يسبب الرعب للعاملين فيه إذا انتهت ورديات خدماتهم ليلا وخاصة البنات ويعرضهم للخطر الدائم.
أما عدم توفير البطاطين للمرضي فيمكنك أن تلاحظه حتي بدون أن تدخل إلي الغرف وأنت تشاهد أقاربهم يحملون بطاطين من أجل مرضاهم ويمرون أمامك كل لحظة وأخري.
تحدثنا مع أحدهم محمد المصري موظف بمركز شرطة الأقصر الذي قال: أتيت إلي هنا لمرافقة مريض، وجئت له ببطاطين لأن التي بالمستشفي صغيرة ورهيفة ولا تعمل علي التدفئة في هذا البرد القارص، ولست وحدي الذي يفعل هذا، كل مريض يدخل المستشفي يأتي بالبطاطين الخاصة به، وقال إنه يقوم بشراء الأدوية التي لا تتوفر لمرضه داخل المستشفي وتطرق إلي أن أسعار الأدوية باهظة الثمن بالنسبة له في حين أنه موظف لا يتقاضي إلا راتبا زهيدا لا يمكنه من الإنفاق علي المرضي في أسرته.
السيدة هناء زوجة أحد المرضي التي وجدناها تهش عن وجهه الناموس قالت: أنا خايفة أجيب ابني يزور أباه ينقل له العدوي.. المستشفي مليان ميكروبات ولا يوجد اهتمام بالنظافة والروائح الكريهة منتشرة والحشرات كثيرة ولا نستطيع النوم من كثرة الناموس حتي اننا اصطحبنا معنا جهاز صاعق للناموس والضرورة هي التي جعلتنا ندخل هذا المستشفي.
وأضافت: لا يوجد نقص في الدواء ولا نشتري أي شيء من الخارج ومن ناحية تعامل الأطباء والتمريض معنا فهي جيدة.. "وشكونا كثيراً للدكتور ولكنه لا يفعل شيئاً لان النظافة ليست تخصصه!"
وأضافت: أخاف أمسك الباب أو السرير أو أي شيء فأصاب بالعدوي.. واتيت بالملايات للسرير من بيتي واشتريت صابونة ضد الميكروب وزهقت من الحمام ولا أعرف سبباً لعدم النظافة في حين أن الحكومة تصرف الكثير علي هذا المستشفي!«
الحاج محمود يوسف محمد أحد المرضي قال: »الرعاية تمام والعناية تمام والنظافة تمام منذ أن دخلت والأطباء يهتمون بي وبحالتي وليس هناك أي مشكلة«
وتشكو فاطمة الزهراء ممرضة من افتقار المستشفي للأمن: »لا يوجد سوي البواب عند مدخل المستشفي وتخلو العنابر من أي عنصر أمن مما يجعلنا كممرضات ندخل لنعطي العلاج للمريض الدواء في أوقات متأخرة من الليل دون أي حراسة وكذلك لا يوجد أي وسيلة مواصلات مريحة باستثناء التوك توك الذي يضاعف الأجرة والطريق مقطوع وهو ما يسبب لي الرعب أثناء العودة مساء.. أضف إلي ذلك الانقطاع المتكرر للماء الذي يصلنا ملوثا وممتلئا بالرمال، أو الكهرباء التي تنقطع أكثر من مرة في اليوم ونضطر لاستخدام المولدات لتشغيل الأجهزة بالمستشفي، وأحيانا كثيرة لا نستطيع إجراء معظم التحاليل والأشعات عند انقطاع الكهرباء كما أن العلاج أحيانا لا يكون متوافرا في المستشفي والناموس والباعوض كثير ولا يوجد أي اهتمام بالنظافة مع أنه من المفترض ألا يخلو مستشفي من الرش والتعقيم والجدران غير نظيفة.
ويتفق معها طاهر عبدالرحيم فني أشعة فيقول: الممرضة عندما تسهر بالليل في المستشفي الموجودة في هذا المكان الجبلي لا توفر لها أي وسيلة مواصلات وتعتبر فترة »النوبتجية« الليلية حماية لهن، وخاطبنا الجهات المعنية ولكن لا يوجد أي رد!
»شكسبير« يبحث عن أصوله الفرعونية!
يحتفظ الجنوب بأسرار الحضارة، الجدود تركوا له التاريخ العملاق يتحدث عن نفسه، ويتفاخر بتواضع جم!
وكأن التباهي تكريم يليق بالصعيدي علي مر العصور، يصنع له مكانة خاصة في الأنساب، ويؤسس له انفرادا أسطوريا في المعرفة لا يستطيع أحد انتزاعه، أو محاكاته، أوحتي تقليد وجدانه المثقل بالهوي.
يفاجئك الجنوبي الأقصري بالقدرة، وصناعة المعجزة، وحفر أثره بداخلك دون أن يتعرض لك بخدش، هي طقوس فرعونية متوارثة، انتقلت جيناتها من الأرحام إلي الأرحام عبر آلاف السنين، يمارسها فتنطق الوجوه بالدهشة وتشخص الأبصار إلي ما يسرق الألباب ويثبت الأفئدة علي بوصلة المحبة.
في الأقصر فقط تجد مئات الأميين ممن لم ينالوا قسطهم من التعليم يتحدثون بلغات مختلفة، ويتعاملون مع ثقافات متعددة بروح تحتوي الجميع داخل جسد المدينة الذي قسمه النيل إلي برّين يصلهما مركب شراعي تربي عليه أحمد حسين علي الشهير ب "شكسبير".
ولماذا شكسبير؟
لأني أتحدث أكثر من لغة وأجيدها كتابة وقراءة رغم أنني لم ألتحق بمدرسة.
أسأله من الذي علمك؟ فيقول: البحر (والبحر في الجنوب هو النيل) الذي قدر لشكسبير أن يركبه وهو في السابعة.
شكسبير تخطي الآن الثلاثين وشهرته منحها له زبائنه، الإنجليز بالتحديد هم من أطلقوا عليه اسم كاتبهم، كان ذلك منذ 12 عاما، ومن وقتها وأصدقاؤه في بريطانيا يرسلون له "تي شرتات" مكتوب عليها شكسبير.
"عندما تكونوا في الأقصر لابد أن تقابلوا شكسبير" ما سبق ترجمة اسم موقع الكتروني قام بتدشينه أصدقاؤه السياح المعجبون به ويتواصلون فيه بدونه لأنه لا يستخدم الانترنت! .
يحفظ شكسبير المصري أسماء روايات نظيره الإنجليزي في الوقت الذي يمتلك فيه شجاعة الاعتراف بأنه لم يقرأ له، ولا يفوت فرصة الحصول علي معلومات تخص أسماء الشوارع والمناطق التي يسكن فيها زبائنه السياح، فإذا تعرف بوافد جديد تصادف أنه يسكن في نفس شارع أحدهم ذكره له وأرسل معه تحياته.
أما أصدقاؤه الأمريكيون فهو لا يكف عن مطالبتهم بتغيير لون البيت الأبيض إلي الأسود لتتناسب مع بشرة رئيسهم باراك أوباما(!)
يؤمن شكسبير بالحكم الأجنبية وبالأخص " متشتغلش بقوة.. بس اشتغل بعقل"، "متدنيش سمكة وعلمني كيف اصطاد" وهو ما جعله يطبق ذلك علي نفسه فيمتهن هذه "الشغلانة".
والد شكسبير توفي وهو صغير مما جعله وهو أكبر إخوته يتحمل المسئولية طفلا، لم يفكر في أن يرث مهنة والده النجار، كانت للنيل نداهته التي جرفته إليه، يقول: مشكلتنا في مصر أننا بنشتغل شغلانات مش حبينها عشان كده مش بنديها أكتر .. عارف لو حطيت أي واحد في شغلانة بيحبها هيبقي أحسن فيها.. احنا عندنا إمكانيات كتير بس مش بنستخدمها.. نطلع علي التلفزيون نقول مصر حضارة.. كلاااام.. الحضارة اللي بنتكلم عنها ماضي ناس عملته.. ومطلوب اننا كمان نعمل حاجة لبكرة..
أقول له: كيف استطعت إتقان لغات كثيرة بطلاقة؟.. ويجيب: لما تحب الحاجه هتعملها!
من خلال تعامله مع ثقافات مختلفة يؤكد شكسبير أن الإنجليز هم أقرب الشعوب الغربية للمصريين.. حلوين في معاملتهم.. حابين مصر.. تحسهم واحد معانا..
لا يمتلك شكسبير مركبا، طبيعته ترفض التقيد.. يستأجر واحدا إن كان معه زبون.. "مابحبش حد يبقي لي (بوس) .. أنا ريس نفسي..
يشبه مهنته بصيد السمك: صياد السمك يرمي شبكته وهو مش عارف نوع السمك اللي هيصطاده.. واحدد أجري علي حسب الزبون.. أعرف الزبون من النظرة.. إللي مأثر فيا أن الزبون بقي يخاف بعد الثورة من إللي سمعه عن البلطجية.. تقرب له يقولك سلم من بعيد.
لم يفكر شكسبير في الزواج من أجنبية، يستنكف أن يبيع جسده بينما هو قادر علي العمل، كما أن عواطفه حريصة علي عدم الوقوع في علاقة حب مع زبونة.. ويتحدث عما يصفه بأسبوع الحب الذي تأتي فيه السائحات فتعرض نفسها لمن تريده. "تعرضت لهذا الموقف كما طلبت مني أكثر من زبونة الاقتران بها، لكني رفضت.
ليه؟
"السهل بيروح بالساهل".. شغلانة السياحة زي أي شغلانة " أكل عيش مش أكتر" وأكتر من كده مش عايز.. وغير كده انا بحب قعدة الزبون.
وكيف تصنع اختلافك فيختارك السائح لترافقه رحلته.. كيف تبدأ؟
زملائي يسألونه إن كان يريد مركبا.. وأنا أسأله: شكلك زي الزبون.. انت شبه الأوربيين!.. فيقول أنا أوربي... ويسألني بدوره عن عملي فأقول له: هناك من يصطاد سمك وأنا أصطاد زبائن!
وعندما يستفسر عن اسمي أخبره: شكسبير.. فيقول لي: هل تعرف شكسبير فأسرد له معلوماتي عن الكاتب.. لازم أجر معاه كلام قبل ما اشتغل معاه بزنس.
يواصل شكسبير علاقته مع الزبائن في المستقبل ولا يتعامل معهم علي أنهم "صيدة"، فيؤسس معهم صداقة وطيدة، ويحفظ مواعيد مجيء زبائنه رغم اختلاف جنسياتهم، وهو ما يحرضه علي عدم استغلالهم والحرص علي حسن معاملتهم.. مبدؤه الذي يسير عليه »100 جنيه دايمة ولا ألف ويمشوا«.
ينصح محافظ الأقصر بزرع أكشاك خلف معبد الأقصر وأمام مسجد سيدي أبو الحجاج ليعمل فيها الشباب العاطل، ويرفض تطور المدينة الذي قام به سمير فرج، يقول إنه لا يفيد المصريين الذين يلتفتون إلي قوت يومهم وليس للفسحة، ولا يناسب زبون غربي يأتي خصيصا إلي الأقصر من أجل البساطة والتمتع بميراثها القروي يركب الحمار والجمل ويأكل العيش الشمسي، التطور بالنسبة له صدمة تشعره بالتشابه مع بيئته.. يفتقد شكسبير الأقصر القديمة حيث كان زبائنه يسيرون معه للفرجه علي البيوت والشوارع القديمة أما الآن فهو لا يجد ما يلفت انتباهه.
وينتقد الشباب الذين ينصرفون إلي الأحاديث عن الثورة ولا يهتمون بالعمل وتقدم حياتهم ويقول إنه مازل يبحث عن شجرة عائلته، فهو لا يعرف إن كان جده رميسيس أم أحمس أم آمون.. يثق في أنه أتي من نسل هؤلاء الملوك ولكنه لا يعرف علي وجه الدقة إلي من ينتمي وهو ما يجعله يطيل النظر إلي سحناتهم ويقارن بينها وبين وجه المنحوت.
عصابة جمال مبارك أرست القواعد:
بالمستندات.. سخرة عمال السكة الحديد مازالت مستمرة!
ما زالوا يواصلون السباق من أجل لقمة العيش، والوصول إلي مستقبل آمن باستطاعته أن يبدد قلق ينهش ضلوعهم، ويحميهم من ذل فقر مدقع يعيشون فيه ويحلمون بإزاحته، إنهم عمّال شركة السكة الحديد الذين يتبعون شركات خاصة تقوم بتسخيرهم لأعمالها التي تتضمن النظافة والصيانة والخدمات الطبية، بأجر زهيد ومتدن فضلا عن خضوعهم لإرادة أصحاب الشركات الذين يفصلون من لا يروق لهم ويعينون بدلا منه (بعقود مؤقتة) من يشاءون.
العمال تقدموا بطلب إلي وزير النقل الأسبق في شهر نوفمبر عام 2011 ليتم التعاقد معهم وضمهم إلي الهيئة القومية للسكة الحديد، لتصبح الهيئة هي المسئولة عن جميع حقوق هذه العمالة بصفتهم عاملين بها، وتوفر علي الدولة ملايين الجنيهات التي تجنيها الشركات الخاصة بدون وجه حق.
الوزير وافق من جانبه بتاريخ 2013/2/13 وأرسل مكتب نائب رئيس مجلس الإدارة للموارد البشرية حسين محمد زكريا الفضالي خطابا إلي رئيس مجلس إدارة السكة الحديد ليرسل له الأخير بيانا بأسماء العاملين الذين تم التعاقد معهم، كل وظيفة ومدة علي حدة، بالكشوف طبقا للنموذج المرفق وطلب منه تحميلها علي اسطوانة (cd) مرفق بها صور معتمدة من العقود المبرمة، مع التنبيه بعدم التعاقد مع أحد بعد هذا التاريخ.
لكن قرار الوزير لم يتم تنفيذه حتي الآن، في حين أن الشركات الخاصة تخالف قرار الوزير بفصل عاملين من المفترض أن يكونوا الآن علي قوة هيئة السكة الحديد، وتعيين عمال جدد، وحتي لا يتم اكتشافهم هذا الأمر الخطير فإن هذه الشركات تقوم بدفع تأمينات العاملين المفصولين.
"آخر ساعة" التقت في الأقصر ببعض العاملين الذين رفضوا ذكر أسمائهم خوفا من غضب يخافون وقوع آثاره عليهم إذا علم أصحاب الشركات أنهم يقومون بالشكوي فيكون رد فعلهم طردهم من الوظيفة.
الأغرب أن العمال المفصولين أيضا يحملون نفس مشاعر الرهبة والخوف ويتمسكون بأمل العودة إلي العمل وهم يواصلون مسلسل الاستعطاف ولكن أمام من لا يمتلك الرحمة.
وبعيدا عن الرحمة فإن العدل يقتضي أن يكون هؤلاء العمال الآن تابعين لهيئة السكة الحديد والسؤال: لمصلحة من يتم وقف قرار الوزير؟.. ومن المستفيد من تعطيله؟
المحامي رفلة ذكري رفلة رئيس لجنة حقوق الإنسان بنقابة المحامين بالأقصر قال إنه تقدم بشكوي ضد رئيس مجلس إدارة الشركة المتكاملة للنظافة والأمن (إحدي هذه الشركات الخاصة)، لعدم ضم العاملين، والاستقطاعات بدون وجه حق في المرتب والفصل التعسفي، مثلما حدث مع العامل سيد إبراهيم الطاهر، وقال رفلة إن الشركة قامت بفصل حوالي 30 عاملا منهم من يتخوف من الكلام علي أمل رجوعه من جديد، وتحدث رفلة عن ذهابه إلي رئيس مكتب الشركة المتكاملة للنظافة والأمن محمد سعد يستعطفه لكي يقوم بإعادة العمال، لكنه لم يستجب، وقال: إن العمال المفصولين يتم تسكين آخرين بدلا منهم مباشرة حتي لا تواجه الشركات نقصا في العمالة.
وأضاف بأن الاتفاقيات وحق الامتياز من جانب هذه الشركات مع السكة الحديد كانت تتم في عهد مبارك عن طريق جمال مبارك وشلة المنتفعين حوله من خلال دائرة مغلقة من رجال أعمال الحزب الوطني المنحل. وتساءل: إذا كانت هذه الشركات لها مستحقات لدي السكة الحديد فهل يجوز فسخ التعاقدات القديمة.. 8000 عامل يتبعون 6 شركات خاصة لا يزالون يتحسسون طريق النجاة وهذه الشركات هي شركات: السكة الحديد للخدمات المتكاملة وأعمال التأمين والنظافة، والوطنية لإدارة خدمات عربات النوم والخدمات الفندقية والسياحية، والمركز الطبي لسكك حديد مصر، والمصرية لتجديد وصيانة خطوط السكك الحديدية، والمصرية لمشروعات السكك الحديدية والنقل، والمصرية للصيانة وخدمات السكك الحديدية (إيرماس).
علما بأن العاملين في الأقصر قاموا من قبل باعتصامات في شهر فبراير من العام الماضي، وتم فض الاعتصام عن طريق منحهم وعودا لم تتحقق حتي اليوم وهو ما يجعل اليأس يتملكهم خاصة أن العامل منهم لا يتقاضي أكثر من 005جنيه إضافة إلي 02جنيها كبدل وجبة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.