أسوأ حريق تشهده البرازيل منذ عام 2004 مأساة عاشتها البرازيل بعد أن قتل أكثر من 245 شخصا (حتي مثول المجلة للطبع) إما دهساً بالأقدام أو اختناقاً بالدخان، بعد أن اشتعلت النيران في ملهي ليلي كان مزدحماً في حفل جامعي. النيران التي اشتعلت لبضع ثوان في كل أرجاء المكان بثت الرعب في قلوب الحاضرين الذين تدافعوا ودهسوا بعضهم البعض بالأقدام وتسببت في أكبر مأساة إنسانية في البرازيل منذ عقود. المأساة وقعت في الساعة الثانية مساء السبت الماضي في مدينة سانتا ماريا جنوب البلاد في ملهي ليلي يسمي Kiss أو قبلة. وطبقاً للشهود فإن المطرب الذي كان يقدم فقرة غنائية علي المسرح أشعل لعبة نارية سرعان ما امتدت نيرانها للقماش الذي كان يغطي سطح الملهي. وامتدت النيران في ثوان معدودة إلي كل أرجاء المكان ولم تتمكن قوات الدفاع المدني من السيطرة علي الحريق إلا بعد 5 ساعات. رواد الملهي كانوا طبقاً للمصادر يتراوحون بين 500 و2000 شخص، جميعهم أصيبوا بحالة هلع هستيرية بعد أن رأوا اشتعال النيران. وهو مايفسر سقوط معظم الضحايا نتيجة التدافع الشديد بعد أن تم دهسهم من الجمع المندفع. أما آخرون فتوفوا اختناقاً من الدخان والغازات الضارة المنبعثة من المكان. وقال أحد شهود العيان "الحواجز الحديدية التي استخدمت لتنظيم الاحتفال تسببت في تفاقم الأمر ، حيث أعاقت هذه الحواجز الحركة ومنعت الموجودين من الهروب في الوقت المناسب. وجعلت التدافع يتسبب في وقوع ضحايا أكثر. حاولت أن أساعد في رفع الحواجز مع رجال الإطفاء لكن الدخان الكثيف كاد يودي بحياتنا. لقد توفيت فتاة وهي بين يدي. سمعت دقات قلبها وهي تتوقف، لم أر هذا المشهد في حياتي سوي في أفلام السينما. المتواجدون في المكان لم يتمكنوا من الوصول لباب الطوارئ ومعظم من كانوا بعيداً عن الباب الرئيسي لم يستطيعوا النجاة" وقال ناج آخر من الأحداث "لقد كان الأمر مروعاً. فقدت أحد أصدقائي هناك، شاهدته وسط الجموع وهو يستغيث بي ولا أستطيع إنقاذه" وفور انتشار خبر الحادث هرع أهالي رواد الملهي إلي مكان الحادث بحثاً عن أبنائهم، كل منهم يمني نفسه أن يكون ابنه أو ابنته من الناجين. وقالت شاهدة عيان للتليفزيون البرازيلي »قد رأينا النار مشتعلة في السقف المقابل لساحة الرقص وخرجنا في الوقت المناسب لأنه لم يكن هناك سوي باب واحد صغير ليسمح بخروج كل هذه الأعداد«. وقالت أخري "الدخان كان ينتشر بسرعة لذا استغرق رواد الملهي كثيرا من الوقت حتي يخرجوا من المكان لأنهم استنشقوا الكثير من الدخان". وأضافت أن قوات الأمن والإسعاف وصلت بسرعة لكن رجال الإطفاء اضطروا إلي هدم الحوائط لإنقاذ بعض الأشخاص العالقين. وقالت تقارير محلية إنه تم العثور علي 15 جثة علي الأقل في دورة المياه. وقال رئيس قوات الإطفاء جيدو ميلو "مازلنا في مرحلة البحث لذا لايمكننا أن نجزم بعدد الضحايا. فعندما أصاب الناس الذعر بدأوا في التدافع". وقال مراسل صحفي محلي في موقع الحادث إن الملهي يستوعب نحو 2000 شخص ومن المرجح أنه كان ممتلئا ليلة السبت. أما رئيسة البرازيل ديلما روسيف فقد ألغت زيارتها إلي شيلي التي كان المقرر أن تحضر فيها القمة المشتركة بين أمريكا اللاتينية والاتحاد الأوروبي. وألقت بياناً قالت فيه »أريد أن أعزي أهالي سانتا ماريا في هذه اللحظة الأليمة، كلنا معكم، كلنا ندعمكم«. الميجور كليبرسن باستيانيلو من وحدة العمليات الخاصة في مدينة سانتا ماريا قال إنه حتي الآن هناك 245 قتيلاً و48 شخصاً في المستشفيات". أما مسئولة الإطفاء في المدينة سيلفيا فوش فقالت: لقد تمت السيطرة علي الحريق والآن نقوم بسحب الجثث. وقضي معظم الضحايا اختناقاً. تم نقل 70 جثة عبر شاحنة وصلت إلي المركز الرياضي البلدي، بينما تقدر الشرطة وجود 20 جثة أخري داخل الملهي. يذكر أن سانتا ماريا الواقعة في الطرف الجنوبي من البرازيل قرب الحدود مع الأرجنتين وأورجواي مدينة جامعية مهمة يبلغ عدد سكانها مليون نسمة. ويعتبر هذا اسوأ حريق من نوعه منذ عام 2004 عندما قتل 194 شخصا في حريق بملهي في العاصمة الأرجنتينية بوينيس أيرس.