عملىات لماذا تقدم واشنطن قدما.. وتؤخر أخري.. في تأييد المعارضة السورية.. والإسراع بالإطاحة بنظام بشار الأسد؟! السؤال تردد منذ أسابيع.. ومازال يتردد.. حتي أن البعض وصل في تحليله إلي أن واشنطن وإدارة أوباما تري في بشار.. شرا لابد منه.. خاصة مع تنامي قوي المعارضة الإسلامية الجهادية داخل سوريا.. وأبرزها جبهة »نصرة الشام«.. التي وضعتها أمريكا وبلدان أخري حول العالم علي رأس قوائم الإرهاب الدولي.. وهو ماجدد السؤال حول الجبهة وأهدافها.. والأهم: توجهاتها وعلاقتها »بالقاعدة«.. التنظيم »الأم«. وآخر هذه الإجراءات التي اتخذتها الإدارة الأمريكية.. كان إعلان وزارة الخزانة الأمريكية عن إضافة اسمي كل من : »ميسر الجبوري« و»أنس خطاب«.. من الجبهة علي لائحتها السوداء.. وهو مايؤدي لتجميد حساباتهما داخل أمريكا.. وعلي أساس ملاحقتهما قضائيا علي خلفية تصنيف وزارة الخارجية الأمريكية للجبهة علي لائحة المنظمات الإرهابية الأجنبية. ورغم أن لائحة وزارة الخزانة تضم أيضا كلا من: »الشبيحة واللجان الشعبية« الموالية لنظام الأسد.. إلا أن ردود الفعل كانت قوية مع »النصرة« فالجبهة.. منظمة سلفية جهادية تكونت عام 1102.. خلال الحرب في سوريا.. ثم ازدادت شوكتها وقويت بعد عدة أشهر، وأصبحت من أبرز قوي الثورة مع الجيش السوري الحر.. وقام رجالها بعمليات انتحارية في حلب ودمشق.. وكانوا وراء الحصار الشهير لمطار منج العسكري.. والذي انتهي بسيطرة الثوار عليه. وكان بيان الجبهة الأول قد صدر في 42 يناير من العام الماضي.. ودعا السوريين للجهاد وحمل السلاح ضد النظام وبين أعضائها هناك خليط من: السوريين العرب والأتراك والأوزبك والشيشان والطاجيك وبعض الأوربيين. وتتميز الجبهة بالانضباط العسكري والأخلاقي الشديدين والالتزام بإقامة الفروض الدينية.. وخلال عام واحد كان لها صولاتها وجولاتها داخل المدن السورية في العمق وعند الحدود مع كل من: الأردن ولبنان وتركيا. وكان من أبرز عملياتها: تفجير مبني قيادة الأركان في دمشق في أكتوبر الماضي وتفجير مبني المخابرات الجوية في حرستا ومبني نادي الضباط في قلب حلب.. كما أن لها تنسيقها الواضح مع الفصائل السورية المقاومة وأبرزها: الجيش الحر وكتائب أحرار الشام وغيرهما. معارضون لتوجهات الجبهة حتي بين السوريين يقولون: »النصرة« تقاتل النظام »مغردة« وحدها.. خارج »سرب« الثورة السورية. وإنها تماما مثل: فرع الإخوان المسلمين العسكري المعروف »بالطليعة المقاتلة« الذي انشق عن الجماعة عندما كانت تعارض نظام الأسد.. وحتي سقط كل الإخوان في سوريا في مذبحة حماة الشهيرة عام 2891.. وداست قوات الأسد الأب أفرادهم بالدبابات. ورغم المفارقة والمقارنة بين الموقفين إلا أن ذلك يعززه آراء أخري تري أن الجبهة بأعضائها يرون أن سوريا بالنسبة لهم الآن هي »أرض جهاد«.. وعندما يتحقق سقوط النظام ستتحول إلي أرض »رباط«. وهذا هو نفس منطق الجماعات الجهادية حول العالم.. وتنظيمها الأم »القاعدة«.. ومن هنا.. فإن الجبهة التي تنتمي للطائفة السنية.. تعبر عن أغلب نسيج الشعب السوري.. لها أجندتها الخاصة بها داخل البلاد سواء في هذه الفترة أو بعد رحيل بشار ونظامه. وهنا أيضا.. كان رد فعل الإدارة الأمريكية سريعا تجاهها.. بزعم أنها تضم عناصر إسلامية جهادية متشددة.. ويجب تكثيف الجهود لوضعها ليس أمريكيا فقط بل.. دوليا.. ضمن قوائم الجماعات الإرهابية. وهنا ثالثا.. انقسم العالم بين مؤيد ومعارض لجبهة النصرة.. فهناك من يؤيدونها ويقللون من أهميتها مستندين في ذلك بالنموذج الليبي.. والتي ذابت فيه كل الفصائل الجهادية بعد الثورة وانخرط معظمها في العمل السياسي عن طريق الأحزاب والتنظيمات السياسية.. أو العمل التطوعي.. وهناك من يعارضونها علي أساس خطورتها وهيمنتها الواضحة يوما بعد يوم علي باقي فصائل الثورة السورية. وبخاصة بعد انتصاراتها الملحوظة في مدن كبري مثل: حلب وحمص ودرعا.. ودمشق ذاتها.. وهناك رابعا مخاوف من أمرين: الأول: أن يتصور البعض أن الحرب ضد الجبهة قد يصرف النظر عن الحرب الأصلية ضد بشار ونظامه.. وعلي أساس أن الحرب ضدها هي حرب ضد الإرهاب والتطرف.. وهنا تفرغ القضية كلها من مضمونها. والثاني: هو الخوف من وقوع مخزون الأسلحة الكيماوية الكبير في يد مثل هذه الجبهة بتوجهاتها المعروفة.. وصلاتها التي لا تنكرها مع أنظمة مجاورة.. أو منظمات جهادية بالمنطقة وحول العالم.