بترايوس وبرودويل على متن الطائرة أوباما شعر بخيبة الأمل ويبحث عن البديل الذي يعوض غياب بترايوس كيد النساء لا غالب له، فمهما كانت سلطاتك ونفوذك وقدراتك تستطيع المرأة بسحرها وجمالها أن تسقطك وتوقعك في الخطأ، تماماً كما فعلت بولا برودويل مؤلفة كتاب المذكرات الشخصية لديفيد بترايوس رئيس جهاز المخابرات المركزية الأمريكية التي كشفت تحقيقات إعلامية عن وجود علاقة خارج إطار الزواج بينهما ودفع كشف هذه الفضيحة بترايوس لتقديم استقالته لباراك أوباما. برودويل كتبت في مذكراتها أنها قابلت بترايوس لأول مرة في جامعة هارفارد حيث كان يلقي محاضرة عن الاستراتيجية الأمريكية في حماية أمنها القومي. بعدها تقربت منه وأبدت اهتماماً بمسيرته العملية والشخصية. بعدها بفترة قررت أن تتقدم للحصول علي الدكتوراة عن بترايوس نفسه، وعن قيادته وأسلوب عمله، وعندما تولي مسئولياته في أفغانستان طلبت منه الذهاب إلي هناك لمراقبته وهو يعمل ووافق. وألمحت برودويل بحدوث انجذاب كبير بينهما في أفغانستان حيث اكتشفت تقارباً كبيراً في شخصيتيهما، فهي انضمت للكشافة العسكرية وهي صغيرة تماماً كما فعل بترايوس، وكانت مجنونة بالتدريبات البدنية خاصة الجري، وكان بترايوس بالنسبة لها الشخص الذي يقارب تفكيرها وشخصيتها. لكن كيف تم اكتشاف الحدث؟ هذا السؤال ليس له إجابة يقينية الآن، فهناك أقاويل متضاربة بشأن هذا الموضوع وهناك تحقيق يتم الأن مع بولا حول احتمال نشرها للرسائل الخاصة مع بترايوس ومحاولاتها اختراق بريده الإلكتروني وربما الحصول علي معلومات خطيرة، لكن هناك حديث آخر يدور حول احتمالية أن يكون الموضوع برمته قد تم كشفه من خلال عناصر بالFBI كشفت عن تحقيقات سرية عن بترايوس. الحديث دار أن أوباما اتصل ببترايوس وطلب منه التراجع عن قرار الاستقالة، لكن بترايوس وجد أنه في وضع حرج وأنه من الأفضل أن يقدم علي قرار الاستقالة احتراماً للمنصب الذي تولاه كرئيس للاستخبارات الأمريكية. ورغم أن بترايوس لم يكن مضطراً بشكل عاجل لتقديم استقالته من منصبه خاصة أن باراك أوباما طلب منه شخصياً التريث وعدم العجلة في اتخاذ القرار إلا أنه من الواضح أن السبب الرئيسي للاستقالة هو المؤشرات أن القضية قد تم فضحها عن طريق اختراق للبريد الإلكتروني لبترايوس ممايعني احتمالية تسرب معلومات خطيرة عن أمن الولاياتالمتحدة ويضع بترايوس في موقف حرج جداً. خلفيات الفضيحة كثيرة ومتعددة لكن يبدو أن أكبر عامل ساهم في فضح بترايوس هو الغيرة النسائية، حيث ذكرت مصادر التحقيق أن امرأة قامت بإبلاغ الشرطة بوصول خطابات تهديد لها من برودويل بسبب تقربها مؤخراً من بترايوس وشعور بولا أن هذه السيدة التي لم يذكر اسمها حتي الآن تمثل تهديداً لعلاقتها به. ويبدو أن برودويل كانت تريد تكرار فضيحة مونيكا الشهيرة مع الرئيس الأمريكي السابق بيل كلينتون إلا أن مراقبين يرون أن الخاسر الأكبر في هذه القضية ستكون برودويل كما كانت مونيكا في السابق هي الخاسرة بعد أن استطاع كلينتون أن يعود للحياة السياسية ونسي الجميع نزوته وخطيئته، ولأن بترايوس أيضاً يتمتع بشعبية كبيرة لدي الأمريكيين لدوره في أفغانستان والعراق فإن من المتوقع أيضاً أن يتناسي الناس هذه الفضيحة بعد فترة قصيرة من الزمن. وكان مدير وكالة المخابرات المركزية الأمريكية "سي آي إيه" ديفيد بترايوس قد قدم استقالته من منصبه علي خلفية إقامته علاقة خارج إطار الزواج. وكشفت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، أن المرأة المذكورة كاتبة سيرته الذاتية، تدعي بولا برودويل، وهي متزوجة وأم لطفلين. وأقر الجنرال بترايوس في رسالة بعث بها إلي العاملين في الوكالة بأنه أقام علاقة "خارج إطار الزواج"، معتبراً أن "تصرفاً من هذا النوع أمرا غير مقبول (من قبلي) لا كزوج ولا كمسؤول في منظمة مثل منظمتنا". وأضاف بترايوس ولهذا تقدمت باستقالتي إلي باراك أوباما وهو وافق عليها، وفي النهاية قال"بعد أكثر من 37 سنة زواجا تصرفت بسوء تقدير هائل عبر تورطي في علاقة خارج الزواج" وكان بترايوس قد ترك الجيش الأمريكي ليتسلم مقاليد وكالة المخابرات المركزية الأمريكية في صيف 2011. ويحظي بترايوس بشعبية وهو يعتبر صاحب الاستراتيجية التي أتاحت للولايات المتحدة الخروج من المستنقع العراقي. وتم تعيين مايكل موريل، نائب بترايوس مديرا للوكالة بالإنابة. وستسبب هذه الاستقالة إحراجا للرئيس الأمريكي الذي عليه أيضا أن يفكر فيمن يخلف وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون ووزير الدفاع ليون بانيتا. ولم تبدِ برودويل خجلاً من التصريح من اقترابها من الجنرال أثناء الترويج لكتابها عن سيرته الذاتية، وقامت بتسجيل مقابلات مطولة معه. وكانت تمارس معه رياضة الجري في جبال أفغانستان. وأصبحت لاعبا أساسيا علي الساحة الإعلامية في واشنطن بعد نشر كتابها عن بترايوس. وقادت حلقات نقاش في مراكز بحثية. أما عن رد فعل أوباما فقد نقلت نيويورك تايمز عن مسؤول في البيت الأبيض أن الرئيس "فوجئ وخاب أمله كثيرا بسبب هذه القضية وأنه "لم يكن يتوقع سماع مثل تلك الأنباء بعد إعادة انتخابه". وقد طرحت عدة أسماء لخلافة بترايوس من بينها جون برينان مستشار البيت الأبيض لشئون مكافحة الإرهاب والمخضرم في الوكالة والذي لعب دورا أساسيا في إطلاق حرب الطائرات بدون طيار علي تنظيم القاعدة. وبين الأسماء الأخري كما ذكرت وول ستريت جورنال، مايكل فايكرز مساعد وزير الدفاع لشئون الاستخبارات وعضو الكونجرس مايكل روجرز الذي يرأس لجنة الاستخبارات الدائمة في مجلس النواب.