»اصطبحنا وصبح المُلك لله«.. تلوك ألسنتنا جملا ذات معان وضاءة، وجوهر ثمين لا نجيد استهلاكه علي مستوي الضمير لأن الضمير المذكور في إجازة مفتوحة وقداسة المعاني دخلت خانة التكرار السطحي فأصبح تأثيرها معدوما.. يعني بالبلدي: المتاجرة بالفضيلة والدين والضمير الناصع هي عناوين المرحلة الراهنة التي تتسم بالغوغائية والجشع والسفالة والدناءة والغش والتهليب و»إن غاب القط إلعب يافأر«.. فالشرطة ماتزال غائبة عن الوعي، وصغار اللصوص نشطوا واستفحلت جرائمهم فأرهبوا المواطنين دون رادع، فجرائم سرقة السيارات تحت تهديد السلاح زادت بمعدلات مخيفة والجديد فيها أن اللصوص يفشلون في بيع السيارات المنهوبة فيتصلون بأصحابها كي يساوموهم علي إعادة شرائها بمبالغ تقترب من سعرها الأصلي! كل هذا في غياب الأمن والشرطة تماما وقد أصبحت هذه الجرائم متكررة ومنظمة شأننا فيها شأن المافيا العالمية ناهيك عن جرائم الخطف وطلب الفدية! أما أطرف السرقات فتمت دون أي تهديد ولا سلاح، فقد استغل اللصوص انشغال طيب صيدلي بالعمل داخل الصيدلية وقاموا بتغطية سيارته الواقفة أمامها واتصلوا به من مكان قريب علي رقم تليفون الصيدلية المدون عليها وساوموه ليدفع ثمن استعادة سيارته وتحت تأثير الصدمة وافق الرجل علي الصفقة ودفع لهم فدية سيارته فقالوا له إكشف الغطاء عن السيارة المركونة أمام صيدليتك وسوف تجدها آمنة مطمئنة كما وضعتها بنفسك آخر مرة! هنا تتدخل في حوادث السرقة اللعينة الإضافة المصرية لما نسميه الفهلوة والشطارة حتي في الجريمة وهي تدل علي تدخل عناصر فاسدة الضمير في دائرة اللصوص ولكنهم أقل قدرة علي الشر المستطير فلا يبتغون سوي نهب المال بأيسر الطرق وأسهلها بلا سلاح ولا أذي.. فقط الغنيمة المادية.. إذن هي شريحة جديدة من لصوص ما بعد ثورة 52 يناير الذين أفقرهم الوضع الاقتصادي علاوة علي كونهم من معدومي الضمير أصلا، وما أكثرهم في هذا البلد الذي شوه الفقر نفوس الضعفاء من أهله ودفعهم دفعا إلي احتراف الشر والرذيلة في غياب الأمن الهائم النائم! »خللي شنطتك تحت باطك ناحية الرصيف مش الشارع عشان الموتوسيكلات«.. تكاد الجملة السابقة تصبح نداء موجها لكل سيدة تسير في الطريق لأن حوادث خطف حقائب يد السيدات وسحلهن خلف الدراجات البخارية للمختطفين أصبحت مشهدا يوميا يتكرر عشرات المرات بسلاسة وسهولة في كل طرق وشوارع مصر الخالية والمزدحمة! والمثير أن الناس لايسرعون لإغاثة المنهوبة وكأن الأمر عادي أو مشهد مسل في فيلم »أكشن«.. وطبعا البوليس في غيبوبة، ويتعامل مع هذه الحوادث بإهمال لأنها بنظره تافهة و»جت سليمة يامدام المهم سلامتك وفداكي اللي راح«!! أعرف سيدة بسيطة كانت تحمل في حقيبة يدها تحويشة عمرها لتدفع فاتورة مستشفي لزوجها المريض، فإذا بها تتعرض لكارثة خطف الحقيبة بما فيها قبل أن تسدد المبلغ!!! هذه السيدة أصيبت بارتفاع حاد في ضغط الدم كما أصيبت من فورها بارتفاع في مستوي السكر وكادت تدخل في غيبوبة لولا عناية الله وأهل الخير الذين حملها أحدهم وزوجته بسيارته إلي المستشفي ودفع لها المبلغ كاملا.. فكم من ضرر فادح وقع بسبب سرقة حقائب السيدات بينما الشرطة تكاد تسخر من تلك الحوادث ومن حوادث التحرش أيضا التي تعتبر أن الإناث مسئولات عن تعرضهن لها وهو نفس منظور أحد المشايخ المتطرفين الذين يودون خنق الأنثي في الدار لأنها تبث الرذيلة أينما ذهبت! متغافلا عن ضرورة خروج أكثر النساء لسوق العمل لأنهن يسهمن في إعالة الأسرة مع الرجل ذي الدخل المحدود، أو يقمن بإعالة الأسرة إعالة كاملة لغياب الرجل بالوفاة أو الطلاق وتلك قضية أخري كبري تحتاج للنظر العميق فيها.. المهم أن حقيبة المرأة هي وزارة خزانة الأسرة، وكما نحاسب لصوص خزينة الدولة يجب أن نردع لصوص حقائب النساء لا أن نعتبر الأمر سرقة تافهة وعابرة وإلا نكون قد أعلنا رسميا وفاة الضمير المصري علي مستوي »الحرامية« والشرطة التي تترك لهم حرية البطش بالشعب! صفعة علي وجه رامز جلال من أبيه في الفن عادل إمام! يمكننا أن نري الواقعة من منظور الدعابة الثقيلة بين جيلين.. لكن الأستاذ النجم عادل إمام لم يكن في شبابه ليقبل بصفعة علي سبيل الدعابة من أستاذه عبدالمنعم مدبولي أو حتي يوسف وهبي عميد الفن الراحل أو الأستاذ فؤاد المهندس الذي ضرب المثل في تتابع الأجيال واعتراف كل جيل بنجومية الجيل الذي يليه عندما لعب دور البطولة الثانية مع تلميذه النجيب عادل إمام في فيلم »خللي بالك من جيرانك« وكأن الأستاذ يتواري معترفا بريادة عظيمة وواقعية محترمة بأن الزمن الذي جاء هو زمن ابنه عادل إمام ولم يحتج الابن إمام من أبيه المهندس إلي صفعة علي وجهه كي يتعلم أي درس في الحياة أو الفن! إن العلاقة السوية بين الأجيال تستوجب الاحترام المتبادل بين الطرفين، فما بالنا بأجيال الفنانين الذين يتخذهم الجمهور قدوة ومثلا أعلي!