تختلف أيام جدتي عن أيام أمي وعماتي وخالاتي وجيراننا وصديقاتنا من مثيلاتهن فقد كن بمجرد بلوغهن سن الاربعين أو يزيد قليلا يتصورن إنهن تحولن إلي عجائز لايحق لهن شيء في الحياة إلا مزيدا من التفاني في خدمة من لم يتزوج من الأبناء والزوج والأبناء المتزوجين والأحفاد أم تزور أو تزار.. الخروج فقط لمستشفي أو للعزاء لاتعرف أي منهن طريقها للسينما أو المسرح بالكاد كن يشترين بعضا من أغراضهن وكما اختلف زمن الأمهات عن الجدات اللائي كن يقبعن في صعيد مصر لاحول لهن ولا قوة ولا رأي إلا مايراه ذكر العائلة وقائدها يقول وعلي الكل وأولهم النساء السمع والطاعة، اختلف زماننا بذهابنا للمدارس والجامعات المختلفة ونزلنا للعمل وعشنا معارك الحياة بحلوها ومرها علي أصعدة ومستويات عدة فأصبحت المرأة أكثر حرية وحيوية تهتم بنفسها تحل مشاكلها دون الرجوع لأهلها، وأعطاها قانون الخلع مزيدا من الحرية ودخلت البرلمان وعينت وزيرة ورئيسة جامعة وانعكس هذا علي جيل الأبناء فعاشوا حياتهم طولا وعرضا يتمتعون بحصاد جهد وتعب الآباء والأمهات ودللت كل عائلة أولادها وبناتها وفتحت الجامعات والمعاهد الخاصة وكثرت البطالة وقلت فرص العمل وتأخر سن الزواج للولد والبنت وكلها متغيرات في إطار حركة مجتمعية تحكمها عوامل عدة وإن بقيت المرأة حتي عشر سنوات مضت تتمني عند بلوغها سن ال 45 العمرة والحج وأن تستكين في حياتها جاعلة طموحها خلفها لا تسعي لشيء حياتي علي الإطلاق أما وقد تغيرت الخريطة الاجتماعية والاهتمامات بعد أن أصبح العالم قرية واحدة وأصبحنا في عصر الإنترنت فلا عجب أن يكون اهتمام النساء الآن واتجاههن إلي ماجاء في الرسالة التي وصلتني علي بريدي الإلكتروني وهذا نصها: رسالة إلي كل الأمهات كبرتوا وجوزوتوا البنات وربيتوا رجالة بشنبات كفاية تضحية وآهات إديها فيس بوك وشات وبوتكس بقي وتاتوهات وشفط من كل الجهات مساج وجيم وخروجات عيشوا حياتكم ياستات ده اللي جاي أقل من اللي فات!