حارسات القذافى العذراوات طوال 42 عاماً كان يعد القذافي مثالاً للحاكم المستبد الذي اعتقد مغروراً أنه يملك الدنيا وما فيها، ولم لا وهو حاكم إحدي أغني الدول النفطية، ولم لا وهو لم يجد طوال كل هذه السنوات من يسائله ويحاسبه. إن حلقات استبداد وطغيان القذافي لا تقف عند حدود السياسة والفساد المالي فقط، بل وصلت أيضاً لجرائم جنسية وصلت لحد العنف والاغتصاب والرق أيضاً. وقد كشفت الكاتبة الفرنسية والصحفية في جريدة لوموند أنيك كوجان حكايات مفزعة عن هذه الجرائم الجنسية للقذافي من خلال كتاب صدر بالفرنسية هذا الأسبوع اسمه "فريسات في حرم القذافي" 20 سيدة كن يقبعن في أحد السراديب السرية في باب العزيزية في انتظار استدعاء الأخ العقيد. كن يعملن كحريم السلطان في عصور قديم الزمان. كن يسقن كالبعير إلي القذافي الواقع تحت تأثير الخمر والكوكايين وأيضاً حبات الفياجرا التي كان يبتلعها في هذه الأوقات. كان أعوان القذافي يخترن المرشحات للانضمام إلي حريم القذافي من خلال جولات في المدارس والجامعات ومراكز التجميل والمركز العسكري للسيدات الذي كان ستاراً حسن صورة القذافي في الغرب باعتباره مناصراً لقضايا المرأة لكنه واقعياً كان الهدف من إنشائه أمرا بعيدا تماماً عن احترام المرأة ومكانتها وكرامتها. الكتاب الذي ألفته أنيك كوجان لا يظهر العقيد فقط كشخص بصباص أو يقوم بالمعاكسة والإغواء ولكن الاغتصاب أيضاً، وقال أحد المقربين من العقيد جملة وافية تلخص الكتاب كله "كان لايفكر إلا في هذا" كان يحكم ويهين ويستعبد محيطيه بالجنس، كان يبني نظاماً وظيفته الوحيدة هي إرضاء شهواته ورغباته. كل المسئولين في نظام القذافي كانوا علي علم كامل بما يفعله، وبعضهم كان يستخدم نفس أساليبه ويقلد تصرفاته، والآخرون لم يتحدثوا أبدا عن هذا الأمر، وحتي اليوم هناك تحفظ كبير في الحديث عن هذه المسألة، فالاغتصاب هو أحد التابوهات التي يصعب الحديث عنها في ليبيا كونها مجتمعا شرقيا يعتبر هذه الجريمة نوعا من العار الذي يصاحب الضحية وأهلها إلي آخر العمر. الديكتاتور الليبي الذي حكم 42 عاماً، لم يكن يعتدي فقط علي المواطنات العاديات، بل امتد جبروته ليعتدي أيضاً علي بعض زوجات وزرائه وبنات قادة الجيش وعلي زوجات الدبلوماسيين، وبعض النجمات المشاهير. وكان يغريهن بحقائب من الدولارات ومن ترفض يستخدم معها الترهيب والقوة، وكان هناك مثال شهير للصحفية الفرنسية ميمونا هنترمان التي أعلنت أن القذافي حاول اغتصابها في أحد اللقاءات الصحفية. إحدي ضحايا القذافي اسمها ثرية، فتاة تونسية شابة قابلتها أنيك في ليبيا في نهاية أكتوبر 2011 عقب رحيل القذافي مباشرة، كان عمرها 15 عاما في 2004 وكانت آنذاك فخورة بعد اختيارها كواحدة من جميلات المدرسة اللاتي سيقدمن أكاليل من الزهور للعقيد، وكافأها القذافي بأن مسح علي رأسها وكانت هذه بمثابة إشارة منه إلي أنها هي التي يريدها. في اليوم التالي اتجهت 3 سيدات للبحث عن المراهقة في صالون التجميل الذي تملكه والدتها. وقام القذافي باغتصابها بعدها بثلاثة أيام بعد أن قامت ممرضاته الثلاثة الأوكرانيات بالكشف عليها والتأكد من أن صحتها جيدة حيث إن العقيد كان يخاف من الإصابة بالإيدز. ثريا ظلت بعدها سنوات في مكان خفي تحت الأرض في باب العزيزية مع عشرين فتاة أخري، تنتظر النداء المعتاد "هيا فالزعيم يريدك" حريم السلطان كان يتم تجديدهن كل فترة بفضل معاوني العقيد الذين كانوا يبحثون عن الجميلات في المدارس والكليات ومراكز التجميل. أما السيدات اللاتي كن يحرسن مواكبه دائماً فلم يكن سوي ديكور مظهري لأن الحراس الحقيقيين له كانوا لا يظهرون وكانوا يعملون في الخفاء وكانوا ينتمون دائماً لقبيلته المخلصة له في مدينة سيرت. وإذا لم يستطع الديكتاتور الحصول علي ما يريد من خلال حقيبة الدولارات التي يقدمها، كان يأخذ ما يريد بالقوة. محمد العلجي الرئيس الحالي للمجلس الأعلي للحريات العامة، أكد أن الاغتصاب كان أحد أسلحة القذافي السياسية وأنه لم يقتصر فقط علي الإناث بل امتد للذكور والدليل هذا الصبي وهو ابن أحد شيوخ القبائل الذي أراد القذافي الانتقام منه من خلال هذا الفعل المشين والمهين. القذافي عندما كان يطلب أي امرأة كان لابد أن تكون له بأي شكل من الأشكال، ولو تحدث أي أحد مبدياً امتعاضه أو اعتراضه يكون مصيره القتل علي الفور. وحكت أنيكا عن هذا الفيديو الذي كان يتداوله المحيطون بالقذافي لأحد أعضاء الحاشية الذي تجرأ ورفع صوته لأن القذافي زار زوجته وهو غائب وكان مصيره أن دهسته سيارة وألقيت جثته في أحد الأركان. في السابق كان الاغتصاب يعد بالنسبة للقذافي سلاحاً سياسياً أو إشباعا شخصيا، لكن بعد الثورة اعتبره سلاحاً ضد معارضيه وضد الثوار. حيث وجدت في مخازن ميليشيات القذافي عبوات من الفياجرا وكانت تصدر لهم أوامر مباشرة بالاعتداء الجنسي علي المعارضين. العديد من النقاد طرحوا أسئلة حول مصداقية ما كتبته كوجان في كتابها وإن لم يكذبوه لكنهم رأوا أنه من المحتمل أن يحتوي علي بعض المبالغة، لكن أنيكا من جانبها أفصحت عن مصادر معلوماتها التي علي أساسها ظهر هذا الكتاب حيث تحدثت المؤلفة إلي منصور الضو قائد حراسة القذافي القابع اليوم في السجن والذي لم يخف أي شيء بخصوص ما كان يفعله القذافي، لكنه لم يحك أي شيء عن حياته الخاصة، سوي تفصيلة صغيرة أنه كان يخاف علي أهله جداً من بطش القائد حيث روي أنه زوج ابنه في سرية، ومنع دخول الكاميرات والتليفونات المحمولة للزفاف خوفاً من أن يري القذافي أو معاونوه أحدا من أسرته ويتعرضون للخطر. وتعد أنيك كوجان مؤلفة الكتاب إحدي الصحفيات الشهيرات في جريدة لوموند وحققت شعبية واسعة بعد سلسلة مقالاتها عن الأميرة الراحلة ديانا وعرفت بكتابتها للسير الذاتية وحصلت علي جائزة ألبرت الأدبية في لندن وهي تبلغ من العمر 55 عاما. ولن تكتفي أنيك بطرح كتابها باللغة الفرنسية ولكن ستطرحه أيضاً باللغة العربية الشهر القادم وعن هذا تقول "الموضوع حساس للغاية وأنا بالفعل خائفة علي ثريا وعلي الأخريات لكن أتمني أن يتيح هذا الكتاب الدعم النفسي والمعنوي لكل الضحايا وأن يكون هناك تعويض مناسب لهن" يذكر أن المحكمة الدولية قد فتحت تحقيقاً في هذه الجرائم باعتبارها جرائم حرب، لكن هناك عوائق عديدة تقف أمامها بسبب رفض معظم الضحايا الحديث عن هذا الشأن نظراً لحساسيته الشديدة.