صدر كتاب جديد تحت عنوان »أجمل قصص كيبلنج« يضم أجمل ما كتبه الشاعر والقاص الإنجليزي كيبلنج من قصص، وقد جمع هذه القصص الأديب سومرست موم وترجم الكتاب إيزابيل كمال، والكتاب صادر عن المركز القومي للترجمة، وقدمت المترجمة الكتاب بدراسة وافية عن قصص المجموعة والمؤلف بأسلوب رشيق، وقدرة علي استيعاب الفن القصصي للأديب الانجليزي، فألقت الضوء علي حياة هذا الأديب الانجليزي الكبير جوزيف روديارد كيبلنج الذي ينتمي للعصر الفيكتوري 5681 6391 وهو أحد رواد الأدب الانجليزي، ونال جائزة نوبل عام 7091، وقد اشتهر هذا الأديب بكتاباته القصصية وأشعاره وكتاباته للأطفال، وتدور موضوعات كتاباته حول الهند، لأنه ولد بها من أبوين إنجليزيين، ودرس بإنجلترا وعاد إلي الهند واشتغل بالكتابة. والمترجمة تري في دراستها عنه أن الكتابة عن أدبه محفوفة بالمخاطر، ومهما كتبنا عنه لن نوفيه حقه باعتباره كاتبا حقق شهرة عالمية، وبوصفه شاعرا وكاتب أطفال، وكاتب رواية وقصة.. غزير الإنتاج وشديد التنوع.. وتقول إنه عالج في أدبه موضوعات كثيرة فلم ينشغل بقضية مابذاتها قدر ماانشغل بالإنسان وأحواله بشكل عام.. فكتب عن الحب والموت.. والفقر والمرض والفراق، كما تنوعت شخوصه بين المرأة والرجل والعلاقة بينهما، والطفل والعجوز.. كما تنوع سرده بين البساطة والتعقيد، وتنوعت لغته بين البساطة والإنسيابية الشديدة، وبين المراوغة والثورية، وسيطرت روح حزينة غائمة علي بعض كتاباته، لكنه لم يفقد روحه الساخرة، وحسه الكوميدي.. وعاش كيبلنج حياة ملهمة غنية بالأحداث والمشاعر أثرت كثيرا في إبداعه من ناحية اختيار الموضوعات والأفكار، ومن ناحية تنوع الشخوص واختلاف تركيباتهم النفسية وظروفهم الاجتماعية، فكتب عن الإنجليز الذين يعيشون في الهند، سواء كانوا مواطنين أو من رجال الجيش، وكتب عن الهنود ومعتقداتهم وأساليب حياتهم.. وقصص المجموعة ممتعة للغاية لما فيها من فن قصصي رائع، ولأنه يأخذنا إلي عالم هذا الأديب الشهير ورؤيته من خلال رؤي عصره للواقع، وربما لأن المؤلف قد تنقل بين الهند وإنجلترا وأمريكا قد اكتسب تجارب قصصه، كما اكتسب تجارب أيضا من حياته الخاصة وما ألم بها من أحزان وأفراح، وماشاهد من أحداث عصره.. ومؤلف الكتاب مات عن عمر يناهز السبعين عاما، حقق من خلال تجربته في الحياة شهرة عالمية، وكان إنتاجه غزيرا ومتميزا في الشعر والقصة للكبار والصغار.. ومترجمة الكتاب لها ترجمات كثيرة، ولها مجموعات قصصية للأطفال وحاصلة علي جائزة الدولة التشجيعية في الآداب »الترجمة« عام 3002 وأسلوبها راق وممتع، ويشعرك كأن القصص مؤلفة وليست مترجمة.