5 مصانع تغش السمن بدهون وزيوت منتهية الصلاحية تتفنن إعلانات السمن الصناعي وزيوت الطهي في جذب أكبر عدد ممكن من المواطنين لشراء منتجاتهم دون التفكير في المخاطر التي يسببها المنتج المصنع من أضرار صحية للمستهلك فغالبية شركات إنتاج السمن الصناعي والزيوت المهدرجة تهتم بأشياء كثيرة ليس من بينها صحة المستهلك وإنما تركز علي تحقيق الربح. ومؤخرا أظهرت دراسة علمية حديثة أن 90٪ من أمراض القلب يسببها السمن الصناعي. المصريون من أكثر الشعوب العربية المقبلة بنهم علي كل أنواع الغذاء خاصة الأغذية المطبوخة بالسمن البلدي أو حتي بأشباهه كالسمن الصناعي والتي لا تكف إعلانات التليفزيون عن الترويج له ولا تترفع عن استخدام أساليب الجذب المختلفة كالاستعانة بممثلين لهم قيمتهم الفنية أو حتي كومبارس قريبي الشبه بفلاحات مصر فيقسمن علي أن ذلك المنتج مصنوع من السمن البلدي ولافرق بينهما ويتحداك لو اكتشفت الفارق بينهما بخلاف رخص أسعارها مقارنة بالمنتجات المنافسة. المفاجأة التي تحزن الكثير من ربات البيوت اللائي يعتمدن علي هذه المنتجات في الطهي هو ما كشفت عنه دراسة حديثة أجراها العالم المصري الدكتور جمال الدين إبراهيم أستاذ علم السموم بكاليفورنيا ومدير مركز علوم الحياة بالولايات المتحدةالأمريكية، حيث أكد أن 90٪ من أمراض القلب في مصر ترجع إلي استخدام المسلي الصناعي المصنوع من الزيوت المهدرجة في إعداد الطعام، مشيرا إلي أن أمريكا منعت استخدام تلك الدهون في إعداد الطعام منذ فترة طويلة. فعند تحليل جزيء المسلي البلدي وجد أن ذرات الهيدروجين موضوعة بشكل هندسي طبيعي وعند دخولها جسم الإنسان يتعرف عليها الجسم ويتعامل معها بتكسيرها، فيما تكون ذرات الهيدروجين في المسلي الصناعي موجودة بطريقة عشوائية قبيحة لا يستطيع الجسم التعامل معها فيقوم بتخزينها علي هيئة دهون علي القلب والكبد وعلي جدار شرايين الأوعية الدموية في المخ مما يؤدي إلي الإصابة بتصلب الشرايين والجلطات وأمراض القلب المختلفة. وشدد علي أن أفضل طريقة صحية لطهي الطعام وجعلها أسلوب حياة هو استخدام الزيوت الطبيعية بدون نكهة "عباد الشمس والذرة" مع خلطها بنسبة لا تتجاوز 20٪ من المسلي البلدي لإكساب الطعام النكهة المفضلة لدي المصريين أسوة بالأمريكيين الذين بدأوا يعتمدون علي زيت العنب الذي يستوردونه من إيطاليا بكميات كبيرة فهو دواء لكل أمراض القلب إضافة إلي رخص سعره . وطالب وزارة الصحة المصرية بضرورة تنظيم حملات إعلامية مكثفة مشابهة لتلك الموجودة علي علب السجائر للتحذير من أضرار الزيوت المهدرجة والابتعاد عن جميع أشكالها، مع ضرورة أن يقدم أطباء القلب التوعية المستمرة لمرضاهم بأخطار تلك الزيوت... وفي السياق ذاته تقدم النائب إبراهيم زكريا يونس عضو مجلس الشعب السابق بطلب إحاطة حول تورط خمسة من المصانع الكبري المتخصصة في إنتاج وتعبئة السمن الصناعي في غش السمن بإضافة دهون نباتية وزيوت منتهية الصلاحية والهدف من ذلك معلوم وهو تحصيل أكبر قدر من الأرباح بعد أن تعمدوا في تسليط الإعلانات الوهمية علينا لنقع تحت تأثيرات سمومهم . رصدنا آراء ربات البيوت اللواتي يقبلن علي استخدام هذه المنتجات حيث تقول مرفت حسن (ربة منزل)، لدي خمسة أطفال وراتب زوجي متواضع لذلك أبحث عن أرخص مستلزمات الطعام في محاولة لأن يكفيني مصروف البيت إلي آخر الشهر لأن السمن الصناعي والزيوت المهدرجة رخيصة الثمن بالإضافة إلي أنهم يضعون بها مكسبات طعم تجعلها مثل السمن البلدي. أما سامية رضا فتقول: زوجي عامل بإحدي الشركات لايكفي مرتبه إلي آخر الشهر فكيف لي أن اشتري السمن البلدي والزبد.. وعلي رأي المثل " علي قد لحافك مد رجليك " وتعتبر هذه المنتجات الصناعية مناسبة لحالة المعيشة كما أن الشركات تقدم لها عروض تجذب السيدات والجميع يبحث عن الأرخص والأوفر . وتقول نادية متولي لا ألوم ربات البيوت علي استخدام السمن الصناعي رخيص الثمن لأن ما باليد حيلة، المعيشة أصبحت غالية ومرتب زوجي لايكفي إلي آخر الشهر لذلك الطبيعي أن أي منتج بديل ورخيص للسمن البلدي تبحث عنه ربة المنزل أما عن المخاطر التي تذكرونها فلا أحد يلتفت إلي الإصابات التي تسببها. وتعلق علي هذه الدراسة الدكتورة فريال زاهر أستاذ بقسم الزيوت والدهون بالمركز القومي للبحوث وتقول: يتم تحويل الزيت إلي سمن صناعي بعملية كيميائية تسمي الهدرجة يستخدم فيها النيكل كعامل مساعد وإذا لم تراع الظروف المناسبة لإجراء عملية الهدرجة فقد يتعارض المنتج مع الاشتراطات الصحية كمادة غذائية فعلي سبيل المثال إذا بقيت آثار من العامل المساعد في المنتج وارتفعت نسبة أحماض ترانس المعروفة بتأثيرها السلبي علي الصحة أثناء عملية الهدرجة فهذا يضر بصحة المستهلك لذا يجب أن توضع الاشتراطات علي أغلفة المنتجات الغذائية وجميع مكوناتها بالتفصيل، مثل المحتوي الحراري ونسبة الكربوهيدرات والبروتين مع توصيف أنواعها ونسبتها في المنتج . بينما يري الدكتور فوزي الشوبكي أستاذ التغذية بالمركز القومي للبحوث، أن الدهون تعتبر من العناصر الغذائية المسئولة عن توليد الطاقة في الجسم إضافة إلي أنها تؤدي وظائف أخري فهي تحتوي علي فيتامينات مثل " ا، د، ك " التي تلعب دورا مهما في العمليات الحيوية في الجسم إضافة إلي الكوليسترول الذي يعتبر نواة لتكوين الكثير من الهرومونات الضرورية لتنظيم العمليات الحيوية في الجسم ويحتاج الإنسان البالغ إلي 2400سعر حراري يوميا وتشكل الدهون حوالي 10 - 15٪ من هذه الكمية أي حوالي من 240 - 300 سعر حراري ويحتوي كل جرام دهن علي 9سعرات حرارية ولذا فمعدل الاستهلاك الطبيعي الذي يحتاجه الإنسان البالغ من المواد الدهنية يتراوح ما بين 25 إلي 30 جم يوميا ومن أسس التغذية الصحية أن تشتمل الوجبة الغذائية علي ثلث من مصادر حيوانية أو زيوت مشبعة والثلثين من مصادر نباتية ودهون غير مشبعة كما تؤكد معظم الأبحاث أن تناول الدهون التي نحصل عليها من مصادر حيوانية أو زيوت مشبعة تؤدي إلي خلل في المواد الدهنية بداخل الجسم بتصلب الشرايين والإصابة بأمراض القلب . ويوضح الشوبكي أن الأفضل صحيا الاعتماد علي الزيوت النباتية مثل زيت الذرة وزيت عباد الشمس وزيت بذرة القطن وغيرها فهي أكثر صلاحية وأقل ضررا ورغم أن زيت النخيل والزيوت النباتية جيدة إلا أنه يحتوي علي نسبة عالية من الأحماض الدهنية المشبعة ولذلك يفضل عدم تناوله بكميات كبيرة واستخدامه في القلي والتحمير لأنه يتحمل درجات الحرارة العالية أما المنتجات المدون علي غلافها زيوت مهدرجة فيفضل عدم تناولها حفاظا علي الصحة . ويشير د. الشوبكي إلي أن الدهون الصناعية المهدرجة أو الأحماض الدهنية المتحولة عندما تخضع الزيوت النباتية لعملية هدرجة جزئية تتغير خصائصها الفيزيائية والكميائية بحيث تتلاءم بصورة أكبر مع متطلبات مصنعي الأغذية وكثير من الأبحاث أوضحت أن تناول ما يوازي 5 جرامات من الزيوت المهدرجة مثل المرجرين أو السمن النباتي يزيد مخاطر الإصابة بالأزمة القلبية بنسبة 25٪. فالزيوت المهدرجة تؤدي إلي خفض نسبة الكولسترول العالي الكثافة المعروف بالكولسترول "الحميد" وترفع نسبة الكولسترول المنخفض الكثافة أو الكولسترول "السيئ" كما تتسبب هذه الدهون في الإصابة بالالتهابات بصورة متكررة، وباختلال وظيفي في بطانة الأوعية الدموية، وبمقاومة الأنسولين أو إضعاف مفعوله كما تؤدي إلي ترسب الدهون حول الأحشاء الداخلية وعدم انتظام ضربات القلب وظهور أعراض السكري، وتزيد عوامل الخطورة للإصابة بمرض القلب في السعرات الحرارية التي يتم الحصول عليها من الدهون المهدرجة بكثير عن تلك التي يتم الحصول عليها من الأغذية الرئيسية بما فيها الدهون المشبعة الحيوانية المنشأ. أما عن رأي جمعيات حماية المستهلك في غزو تلك المنتجات للأسواق يقول محمود العسقلاني (رئيس جمعية حماية المستهلك): لاشك أن تلك المنتجات تحمل الكثير من علامات الاستفهام حول قيمتها الغذائية وأسعارها الرخيصة مما يجعل الكثير من المواطنين يقبلون علي شرائها دون النظر إلي خطورتها الصحية ولكن هناك تساؤل آخر لابد من أخذ الاعتبار به وهو أن المستهلك لايجد سوي تلك الأنواع لشرائها كما أن السمن البلدي يعاني من ارتفاع الأسعار ناهيك عن أن بعض مورديه يقومون بغشه والتلاعب فيه. ويستكمل العسقلاني: هناك العديد من الشركات التي لها باع في تصنيع تلك المنتجات قد ثبت تورطها في عمليات غش تجاري وقد طالبنا مرارا بإيقافها ولكن دون جدوي ولكن جاءت تلك الدراسة لتعيد الحديث مرة أخري حولها ولهذا نطالب المستهلكين بضرورة تغيير نمط ثقافتهم الغذائية بالاستعانة بأنواع أخري من الزيوت كزيت الزيتون أو زيت العنب .