الأسباب التي أدت إلي إحالة المشير طنطاوي والفريق عنان للتقاعد، لا تنفي الدور العظيم الذي قامت به قواتنا المسلحة عندما أدركت حاجة البلاد والعباد إليها مستنشقة الطقس الثوري الذي تنفسه الشعب الذي أطاح بنظام فاسد، متلمسة الحاجة إلي التغيير، مما جعل المصريين يهتفون الشعب والجيش إيد واحدة، وهو ما أظهر جليا أمام العالم أنه شتان بين جيوش استباحت دم الأبرياء من بني أوطانها- وليس ما فعله الجيش السوري بأشقائنا السوريين ببعيد- وجيش هو خير أجناد الأرض، عقيدته القتالية تأبي عليه أن يوجه سهام بنادقه ودباباته وأسلحته الثقيلة إلي صدر أي مواطن مصري، جيش يؤمن بأن دور القوات المسلحة هو الدفاع عن الأوطان، وأن مهمة الجيوش الذود عن الحدود، لا اقتحام المدن وقتل وترويع المواطنين، وهو ما عبر عنه الرئيس مرسي عندما أشاد بالدور الوطني لقواتنا المسلحة، وإسهامها في المرحلة الماضية بفاعلية في عملية التحول الديمقراطي، وأن القرارات الرئاسية ليست موجهة لأحد بل هي تكريم لهؤلاء القادة الذين أدوا دورهم بأمانة، وأيا كانت الأسباب التي من أجلها اتخذ الرئيس قراراته، فإن الحقيقة المؤكدة انحياز الجيش للشعب عندما ثار علي النظام الفاسد، وهاهو مرة أخري ينحاز للشعب، باستمرار المسيرة من خلال كفاءات كانت في الانتظار، وهي علي قدر عال من الكفاءة، والمهنية والاحترافية والتدريب، ليرسي قاعدة أصيلة، وعقيدة راسخة في قواتنا المسلحة وهي التدرج المستمر في المناصب، وضخ دماء جديدة في شرايينها باستمرار، ولا يجب أن ننسي أن المجلس الأعلي للقوات المسلحة، كان يؤكد بين الحين والآخر، أنه يدير البلاد لفترة انتقالية ولا يحكمها ولا ينوي الاستمرار في السلطة، ولا هدف إلا الاستقرار وتحقيق أهداف الثورة، وتحية تقدير لوزير الدفاع الجديد الذي أشاد بالدور الوطني الذي قام به القادة السابقون للقوات المسلحة وعلي رأسهم المشير طنطاوي والفريق عنان، الذين ضربوا- علي حد قوله- أروع الأمثلة في التضحية والفداء، من أجل الوطن ومن أجل أن تكون مصر أولا وقبل كل شيء، وأنهم بحق رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه، ووضعوا المصلحة العليا للبلاد فوق كل اعتبار، فكانوا خير من حمل الأمانة..