قبل أن نودع شهر رمضان الكريم شاهدنا علي القنوات الأرضية والفضائيات عرضا هائلا من المسلسلات الدرامية تصارع فيه كل النجوم والنجمات لفرض وجودهم وتأكيد مكانتهم علي الساحة، ولكن للأسف جاءت أغلب الأعمال الدرامية لا تتناسب ولاتتعايش نهائيا مع أجواء الصيام الروحانية وبدلا من أن نري دراما جديدة لا تتجمل وتتعامل مع الواقع بكل همومه بحثا عن الحلول والعلاج فوجئنا بدراما تتميز بالإسفاف والمط والتطويل والحوارات البذيئة والملابس الفاضحة لم تزد المشاهدين سوي تعقيد بعد أن عرفوا بعد ثورة يناير كم عانت فئات كثيرة من الفقر والبطالة والفساد وهناك ملايين الشباب يعانون من أزمة البطالة وآخرون عازفون عن الزواج رغم أنفهم بسبب تلك الأزمة.. والغريب أننا نجد الفنان مصطفي شعبان يعبث كما يشاء بالفلوس والنساء بمشاهد وحوارات يخجل المشاهد من رؤيتها في الأيام العادية، فما بالك من مشاهدتها في رمضان نفس الشيء في مسلسل البلطجي بكل ما فيه من حشو يدفع ويؤهل الشباب للدخول في عالم البلطجة ويضاف لهذه المسلسلات التي لاتحمل أي هدف أو رسالة لخدمة قضايا المجتمع مسلسل (كيد النسا« وخناقات وردح أبطاله ويستثني من هذه الدراميات القليل مثل (مع سبق الإصرار) الذي تألقت فيه النجمة غادة عبدالرازق وأكدت قدرتها علي التنوع خصوصا في دور الدكتورة فريدة وكنت أتمني ألا يصدر منها بعض الألفاظ الخارجة ولكن العيب هنا يرجع للمؤلف والسيناريست ومخرج العمل الذين أضافوا حوارات ومشاهد الخيانة بحجة الحبكة الدرامية وأتساءل من المستفيد من إفساد الشهر الكريم وملء ساعاته الجميلة بدراما أغلبها حوارات ومشاهد مستفزة يجني من ورائها منتجوها ونجومها الملايين؟!.. فيا حسرة علي ماتتعرض له الدراما المصرية من ضياع فنوننا وقيمنا وتراثنا ودخلت في ممرات التدهور والانحدار.. وليت المسئولين عنها يتبعدون عن التمدد والتلون لكسب الأموال.. لأننا نعاني أزمة إبداع حقيقية في كل شيء.