في الوقت الذي تعاني فيه شوارع القاهرة والمدن الكبري بالمحافظات من الاختناق المروري، يبدو النقل النهري كحل سحري قد يقضي علي مشكلة ازدحام النقل البري، ففي العديد من المدن المطلة علي النيل يحتل النقل النهري ذيل القائمة، فاقتصر حضوره علي وجود صنادل صغيرة من أجل التنزه في الأعياد وبعض البواخر التي تحوي فنادق أو مطاعم كبري. الهيئة ترد : نقوم برصد المخالفات وإصلاحات دورية للمعديات بالرغم من أهمية النيل كوسيلة مواصلات رئيسية تصل شمال مصر بجنوبها، إلا أن النقل النهري غير مؤهل للاعتماد عليها كوسائل نقل أساسية وذلك يرجع لعدم متابعة الإصلاحات الدورية لها فأغلبها غير صالح للاستخدام علي مدي زمني طويل. ناهيك عن الإهمال المتعمد لأسطول النقل البري من قبل وزارات "مبارك" التي أهملت عن عمد ملف النقل النهري، إضافة إلي قيام مالكيها بترميمها ذاتيا دون الرجوع إلي هيئات متخصصة مما أدي إلي خروج معظم قطع النقل النهري عن قواعد السلامة النهرية نتيجة غياب الرقابة، ولكن احتياج المواطنين لها هو ما يضطرهم لاستقلالها دون غيرها علي الرغم من معرفتهم بمخاطر استقلال تلك المواصلات، وذلك لعدم توافر وسائل نقل بري بشكل كبير في تلك المناطق وهذا ما يؤدي بحياة العشرات منهم غرقا سواء في المناطق السياحية مثل أسوانوالأقصر أو في محافظات الدلتا مثل بني سويف وكفر الشيخ ورشيد وذلك بخلاف المعديات الموجودة علي كورنيش النيل بالقاهرة في العديد من المناطق مثل إمبابة والوراق والقناطر وروض الفرج. لم يتم تطوير جهاز النقل النهري من قبل المسئولين مما يتعارض مع المصلحة العامة فالنقل النهري يمكن - إذا أحسن تنميته واستغلاله - أن يوفر مزايا اقتصادية فضلا عن اختصار الوقت في وصول الشاحنات التي تحوي البضائع بدلا من نقلها بريا وسيقلل ذلك تكاليف النقل. رصدت آخر ساعة بعض سلبيات منظومة النقل النهري، حيث إن عدم تحديد أماكن المراسي بداخل كل محافظة في كل من الضفتين هي واحدة من أهم السلبيات التي تواجه النقل النهري في كافة محافظات مصر المطلة علي نهر النيل، ونتج عن ذلك خلق مراسي عشوائية تعمل بدون الالتزام بقوانين الهيئة.عند تجولنا داخل المراسي المختلفة لم نجد موظفين من هيئة النقل النهري بالرغم من ضرورة تواجدهم لقيامهم بمتابعة التشغيل اليومي لتلك المعديات. أشرف كمال "صاحب إحدي المعديات" أكد أن هذه المهنة مهمة للغاية والأقاويل المحيطة بها عن عدم توافر الأمان بداخلها بعضها صحيح ولكن هذه الأخطاء لا تقع علي عاتق المراكبي وحده إنما هو دور هيئة النقل فيجب عليها تعيين أفراد تكون مهمتهم الرئيسية ضبط الحمولات قبل التحرك وتقليل الحمولات الزائدة إن وجد وتوفير مراكب ذات حالة جيدة بها أسرع وسائل إنقاذ لحماية أرواح المواطنين. أضاف المهندس " شوقي سعيد "أن استخدام الأشخاص للمعديات سوف يحد من استخدام الطرق البرية التي تشهد العشرات من ضحايا الحوادث اليومية وأيضا في نقل البضائع بدلا من سيارات النقل التي تواجه العديد من المشكلات مثل نقص السولار أو الاستيلاء علي الشاحنة ذاتها من قبل قاطعي الطرق . نهرالنيل يعد شريانا للحياة هذا ما أكدته سميرة محمد موظفة بهيئة النقل مشيرة لضرورة الاستفادة منه في نقل البضائع و ذلك لكونه وسيلة أسهل وأسرع وأضافت أن حمولة الصندل النهري تصل إلي 002طن أي ما يوازي حمولة 001سيارة نقل مما يؤدي إلي تخفيف العبء علي الطرق البرية مؤكدة أن هذا القطاع يحتاج إلي استثمارات وشركات خاصة لتمويله سواء لنقل البضائع أو أتوبيسات النقل النهري نظرا لتجاهل الحكومة دور النقل النهري.. ولم تقتصر مشكلات المعديات النهرية علي محافظات الدلتا والقاهرة فقط ولكن محافظات الوجه القبلي تعاني العديد من الأزمات مثل المنيا تلك المحافظة الطولية الممتدة بطول 051كم علي نهر النيل وبها قري كثيرة تقع شرق النيل و لاتوجد معابر لهذه القري سوي المعديات النهرية التي شهدت العديد من الكوارث النيلية المتكررة بسبب استخدام المواطنين لها بصورة كبيرة، و بالطبع يزداد الخطر في الأعياد و المناسبات. أكد يسري قدري مرشد سياحي أن النقل النهري لايتعارض مع السياحة النيلية ويمكن أن يصبح أحد مصادر الدخل القومي في حالة استخدامه بصورة سليمة نظرا لأنها أرخص بكثير من النقل البري بالسيارات ولا تنتج عنه حوادث مؤسفة مثل الطريق البري.. وأضاف "قدري" أن التوسع في الأتوبيسات النهرية بين مراكز محافظة أسوان من الممكن أن يحدث رواجا كبيرا في السياحة الداخلية للمصريين خاصة بين أسوان وكوم أمبو مشيرا إلي أن هناك إقبالا كبيراً من المصريين علي الرحلات النيلية القصيرة من الأقصر إلي معبد دندرة حيث يحرص عدد كبير من المواطنين علي الاستمتاع بهذه الرحلات لأنها ممتعة وغير مكلفة ويجب التوسع في هذه الرحلات النيلية في أسوان أيضاً. ماشية وعربات كارو تزاحم الأطفال أثناء ذهابهم للمدرسة وهو ما يشتكي منه أهالي منطقة الوراق فالمعديات في تلك المنطقة متهالكة ولم يطرأ عليها التغيير منذ زمن بعيد. أشارت شيرين السيد "ربة منزل " إلي أنها اعتادت يوميا الذهاب مع أبنائها للمدرسة وذلك خوفا عليهم من أخطار تلك المعديات ولكن رخص ثمنها هو ما يربطهم بها بالرغم من معرفتهم بسوء حالتها. وأضاف كريم مندور أن منطقة الوراق تعد من أكثر المناطق احتشادا بالمعديات النهرية ووصفها بأنها متهالكة للغاية ولكن سكان المنطقة لا يملكون سوي هذه الوسيلة ليستقلوها فهي وسيلة نقل رخيصة الثمن وأجرتها "52قرشا" للفرد الواحد ويستخدمها الأفراد في الانتقال من الوراق إلي جزيرة " بين البحرين". وأضاف أهالي المنطقة أن هذه المعديات تقوم بتحميل عدد هائل من الأشخاص يفوق طاقتها وأيضا بعض الأشخاص يقومون بتحميل العربات الكارو والبهائم مع الأشخاص ويتزامن ذاهب الأطفال لمدارسهم مع ذهاب سائقي هذه العربات مما يسبب أضرارا صحية ونفسية لهؤلاء الأطفال. النقل النهري في مصر لم يساهم في حل مشكلة النقل حتي الآن هذا ما أكده اللواء كريم أبو الخير حول مشكلات النقل في مصر و أشار إلي أن الهيئة تقوم برصد المخالفات بالتنسيق مع الوزارات الأخري ولها سلطة كافية لوقف المخالفات النهرية وحرصت الهيئة علي أن تتوافر أجهزة المعالجة داخل المراكب السياحية والفنادق العائمة. وأكد أن الهيئة تستطيع ممارسة سلطتها كجهة مسؤولة عن منظومة النقل النهري في حال ثبوت أي مخالفات تصدر عن وزارة البيئة لمشروع معين، حيث إن الهيئة تسعي دائما للنهوض بمنظومة النقل النهري ككل، وفي الأوقات الأخيرة قلت حوادث المعديات بشكل كبير ويتم عمل إصلاحات دورية لها ومتابعتها من قبل الجهات المسئولة . وأضاف أبو الخير أن الحكومة الآن تهتم بتطوير البنية الأساسية للهيئة عن طريق إنفاق أكثر من 008مليون جنيه علي القطاع وتم تطوير البنية التشغيلية أيضا لتعمل علي تشجيع المستثمرين للعمل في مجال النقل النهري ، و يتم تدريب كوادر الهيئة من خلال المعهد الإقليمي للنقل النهري.