تظل العلاقات بين الشعوب دافئة ومتطورة طالما كان الحاكم راضيا عن هذه العلاقة فإذا ما غضب الحاكم استعرت آلة الحرب الإعلامية تسمم الأجواء وتطلق الشائعات وتستدعي زمن الخلافات والقطيعة حتي يتشرب الشعب هذه الروح العدائية وينقلب علي مودته وتفتر أو تتقطع صلاته بالشعب الآخر.. ولذا قالوا: الناس علي دين ملوكهم.. وقالوا: ليلي علي دين قيس فحيث مال تميل وكل ما سر قيسا فعند ليلي جميل أعجب للعلاقة المتوترة دائما بين الشعبين المصري والسعودي.. وهي في الأصل علاقة متميزة جدا جدا.. لكن السياسة دائما ما تحك أنفها في هذه العلاقة نتيجة تباين في وجهات النظر بين النظام هنا وهناك وقد لاحظنا أنه كلما نشأ خلاف بين الحكومتين انقلب الشعب علي الشعب ويكون انقلاب الشعب السعودي ملحوظا خاصة في معاملة الحجاج والمعتمرين بالمطارات وتأخيرهم عمدا علما بأن مصر هي التي وقفت إلي جانب السعودية في محنتها عندما اقتحم الخوارج الحرم فانتقلت قوات الأمن المصري تحرره من قبضتهم ومصر هي التي وقفت ضد مطالب إيران والعراق بتدويل الحرمين الشريفين حتي لا يكونا تحت إدارة السعودية وإنما تديرهما دولة إسلامية لعام واحد أو لعامين بالتناوب بعد الاتفاق ولو أرادت مصر لأحرجت السعودية أيما إحراج في هذا الصدد وربما نجحت إيران في مسعاها بتدويل الحرمين الشريفين.. إذن لماذا كل هذا الغضب وسوء المعاملة للمصريين.. وهم يعلمون أنه في حالة امتناع المصريين عن الحج والعمرة يعني كساد تجارتهم وبوار سلعتهم.. كما أن موقف الأشقاء في الخليج من ثورة مصر غريب عجيب مريب.. مرفوض بل لا يليق أن يكون منهم. منذ أيام قابلت زميل الدراسة إدريس دونر وهو تركي كان يدرس بالأزهر وعاش بمصر بعد تخرجه والعام الحالي يتخرج أولاده من طب عين شمس.. عمل إدريس مذيعا بقسم الموجهات بالإذاعة المصرية ثم مستشارا تجاريا بالسفارة التركية.. بادرني إدريس: مصر إلي أين..؟ والله يا أخ تهامي إن مصر أغلي علينا من أي شيء في الدنيا.. والله إننا كشعب تركيا ندعو لمصر أن تخرج من محنتها وتجتاز كبوتها وإنا لنتألم كشعب إذا أصابها مكروه.. تري هل لهذه المشاعر صلة بحب أردوغان لمصر؟