فيلم »أليس في بلاد العجائب« مأخوذ عن رواية شهيرة كتبها في نهاية القرن التاسع عشر،عالم الفيزياء والرياضيات الانجليزي لويس كارول،وطوال مايزيد علي مائة عام استطاعت هذه الرواية التي تسبح في بحور من الخيال المطلق، أن تلعب دورا كبيرا في تشكيل عقل ووجدان ،أطفال العالم الذين تابعوا بكل شوق وإثارة مغامرات فتاة صغيرة ،تدعي أليس دخلت عالما من العجائب والتقت بكائنات أسطورية وحيوانات تستطيع أن تتكلم ، وأصبحت طرفا في صراع بين مملكتين تمثل إحداهما الخير والاخري الشر، وأرنب أبيض علي عجلة من أمره، يحفز دائما فضول الفتاة كي تتبعه! وقدمت السينما العالمية مجموعة من الأفلام السينمائية مأخوذة عن قصة "لويس كارول" وكان معظم تلك الأفلام رسوما متحركة، ليلائم الخيال المفرط للأحداث ، ومنذ ثلاثة أعوام فكر المخرج الذي يعشق تقديم الحكايات الغريبة والمثيرة تيم بيرتون أن يقدم فيلما عن أليس في بلاد العجائب،ولكنه فكر أيضا أن يضيف بعض التفاصيل والاختلافات التي ربما تناسب مشاهدي الالفية الثالثة،وعهد لكاتبة السيناريو ليندا وولفيرتون صياغة فيلم أليس ، وكانت أول فكرة أن تتحول أليس إلي فتاة مراهقة جميلة في التاسعة عشرة من عمرها، واستدعت التغيرات الجديدة إضافة بعض الشخصيات التي لم تكن ضمن أحداث الرواية الأصلية، ومنها الملكة الحمراء الشريرة ،التي استولت علي العرش من شقيقتها الصغري الجميلة الملكة البيضاء "آن هيثواي"التي يعشقها الشعب ويتمنون جلوسها علي العرش بدلا من شقيقتها الشريرة! ومن أهم الشخصيات التي أضافتها كاتبة السيناريو "صانع القبعات المجنون" الذي يناصر الملكة البيضاء، ويقوم بحماية أليس من بطش الملكة الشريرة، ويساعدها حتي تنجح في مهمتها وتقتل الطائر الأسطوري المخيف ، ومن ثم تعود إلي عالمها الحقيقي! ورغم أن الفيلم يضم مجموعة ضخمة من نجوم الشباك ، كما يضم أحدث المؤثرات البصرية والسمعية،إلا أن وجود النجم جوني ديب الذي يجسد شخصية صانع القبعات المجنون، أضفي علي أحداث الفيلم درجة ملحوظة من البريق والمتعة! وهو أحد أسباب تحقيق الفيلم لدرجة هائلة من الشعبية ! وجوني ديب من أغلي نجوم هوليوود، وأعلاهم أجرا ومع ذلك فهو لايعيش في أمريكا وفضل الحياة في باريس مع زوجته فانيسيا بارادي، وطفليه ، وفي حوار معه أجرته مجلة »people« أكد أن أمريكا هي مجرد قرية كبيرة بالمقارنة لأوروبا ، وأن الشعب الامريكي ينقصه الثقافة ، وهو شعب بلاحضارة ولاتاريخ ، وأضاف تاريخ أمريكا لم يبدأ إلا منذ مائتي عام وكام سنة، ولذلك فنحن ينقصنا الكثير حتي نستطيع أن نقف في نفس الصف مع الشعوب ذات التاريخ والحضارة! ومع ذلك فأنا أحب أمريكا جدا، ولايستطيع أي مخلوق كان أن يزايد علي في هذا الشأن ولكني أفضل الحياة في أوروبا"باريس " فهناك أتعلم كل يوم الجديد! جوني ديب -44سنة– واحد من أشهر وألمع نجوم السينما الامريكية، وهو ممثل استثنائي ، تستطيع عن يقين أن تؤكد أنه أكثر نجوم أمريكا جنونا وهوسا ، يطلقون عليه أحيانا لقب "المخبول " أو" اللاسع " فهو يقدم علي أداء أدوار غريبة ، تدهش المشاهدين والنقاد معا ولاتستطيع أن تتوقع خطوته التالية أبدا ، وعندما فكرت الشركة المنتجة لسلسلة أفلام قراصنة الكاريبي، في الممثل الذي يمكن أن يجسد شخصية جاك سبارو ، لم يجدوا بعد طول بحث ،غير واحد فقط هو جوني ديب الذي يهرع دائما الي الشخصيات الغريبة ، التي تحتاج الي ممثل له مهارات خاصة وفذة!.. وخلال مشواره الفني ، ارتبط جوني ديب بالمخرج تيم بيرتون وقدم معه مجموعه كبيرة من الأفلام الاستثنائية فكل منهما، يعشق تقديم الأفلام الخيالية، والحكايات الغريبة، والشخصيات التي لاتنسي، ومن أشهر الافلام التي جمعتهما سوني تود، والفارس مقطوع الرأس، شارلي ومصنع الشيكولاتة، إيد وود، وإدوارد ذو الأصابع شبيهة المقصات! وفي كل من تلك الأفلام قدم جوني ديب شخصية لاتخطر علي البال ولم يقدمها ممثل قبله ولابعده!
ومع ذلك فالفنان ليس مجموعة من الأدوارالرائعة فقط ، أنه كتلة من التجارب المتناقضة التي يمكن أن تصنع منه شخصا نبيلا، أو وضيعاً ، وجوني ديب نموذج لفنان نادر كان يمكن أن يكون من الفرسان والنبلاء إذا كانت الأقدار قد سمحت له أن يوجد قبل القرن العشرين! ولد جوني ديب في يونية عام 1963 وعندما وصل الي سن الخامسة عشر، قرر أن يترك مدرسته "بعد انفصال والديه " ويكون مع رفاقه فريقا غنائيا تحت اسم "kids" واكتسب هذا الفريق شهرة ما بين المراهقين ، وكان جوني ديب يضطر لاستئجار، أحد الجراجات ليحولها إلي مايشبه المسرح ،ليقدم موسيقاه ، وكان حلم حياته في هذا الوقت أن يحقق بعضا من شهرة فريق البيتلز ، ولكن الاقدار كانت تحمل له طريقا آخر، وذلك بعد أن التقي بالممثل نيكولاس كيدج وكان هو الآخر في بداية عمله بالسينما ،وأقنعه كيدج بأن يفكر في احتراف التمثيل لأنه يحمل وجها جميلا ، ومواصفات يمكن أن تجعل منه نجما ، وقبل جوني ديب النصيحة وظهر في مجموعة من الأدوار الصغيرة في التليفزيون والسينما ،ولكنه لم يلفت الأنظار إلا من خلال شخصية ضابط شرطة صغير السن في مسلسل" شارع 21" الذي استمرت حلقاته من عام 1991 -1986ورغم تلك الشهرة التي حققها المسلسل إلا أن جوني ديب لم يكن راضيا عن نفسه.. لم يهتم كثيرا بأن يكون نجما للشباك وأن يحصل علي أجر ضخم ولكن كل ماكان يسعي إليه أن يقدم أفلاما تمتعه هو شخصيا ويجد سعادة في أدائها، ولكن رغم أنفه كان اسمه يقفز من نجاح لنجاح نتيجة لغرابة الأدوار التي يلعبها، وكان فيلم دونجوان دي ماركوالذي التقي به بالفنان العملاق مارلون براندو، والممثلة المخضرمة فاي دونواي نقطة انطلاق جديدة جعلت منه أكبر عاشق في التاريخ.. ولكن جوني ديب قفز من الرومانسية لأجواء من الغموض والإثارة ، وقرر أن يقوم بإخراج أول أفلامه وكان من بطولة مارلون براندو الفيلم كان باسم الشجاع، وتم عرضه عام1988 في كان ورشح للسعفة الذهبية!
قبل عام 1999كانت حياتي سلسلة من التصرفات الحمقاء ، ولكن بعد ولادة ابنتي ليلي روز ، وجدت لحياتي معني جديدا ، أروع شيء في الوجود أن يكون لديك أطفال ولذلك فأنا أسأل نفسي دائما هل سيستمتع أولادي بمشاهدة هذا الفيلم عندما يكبرون أم لا ؟ جزء من حوار لمجلة إمباير الأمريكية، التقي جون ديب الفنانة الفرنسية فانيسا بارادي ،وتعلم الفرنسية حتي يتمكن من التفاهم مع أسرتها، وترك أمريكا وقرر البحث عن شقة في باريس حتي ،لايمنعها عن ممارسة نشاطها الفني ،وأنجب منها طفلين "فتاة وصبي"، وهو يؤكد أن وجوده الدائم في باريس لايقلل من فرص عمله ، وحتي يؤمن حياة أطفاله قام بافتتاح مطعم ونايت كلوب في لندن مع زميليه شون بين ،وجون مالكوفيتش ،وصل أجره بعد نجاحه في شخصية جاك سبارو التي قدمها في قراصنة الكاريبي الي عشرين مليون دولار، تبرع بخمسة ملايين دولارالي أحد مستشفيات لندن، الذي عولجت فيه ابنته من مشاكل في الكلي، جدول عمله مشغول حتي نهاية عام 2010 ومن الأفلام التي سوف يقدمها الجزءان الثاني والثالث من سلسلة أفلام "مدينة الخطيئة " ،كما قبل المشاركة في فيلم" خيال دكتور بيرناسوس " وهو الفيلم الذي توفي الممثل هيث ليدجار قبل أن يكمل تصويره، وتم الاتفاق علي أن يقوم ثلاثة من نجوم هوليوود بتكملة الفيلم بعد إجراء تعديل في السيناريو منهم جود لو، كولين فاريل وجوني ديب الذي رفض قبول أي أجر عن مشاركته في الفيلم! ولأن أطفاله كانوا من عشاق قصة أليس في بلاد العجائب التي كان يضطر لقراءة أحداثها لهم، عشرات المرات ،فقد وافق علي الفور أن يشارك في الفيلم المأخوذ عن الرواية ،حتي يسعد طفليه ومعهم الملايين من أطفال العالم!