الكثير منا يتذكر ما حدث عندما توقفت الحركة الفنية تماما في استديوهات السينما والمسارح بالقاهرة في أعقاب نكسة يونيو 7691.. ووقتها اضطر غالبية النجوم للهجرة إلي لبنان وسوريا بحثا عن أي فرصة عمل وبالفعل تم إنتاج أفلام ومسرحيات مشتركة ووصل الأمر لإقامتهم فترات طويلة هربا من البطالة، وحاليا بعد مرور عام وأربعة شهور علي ثورة 52يناير تعطلت الحركة الفنية وجلس الكثير من الفنانين في بيوتهم فبلاتوهات السينما لا تنتج سوي أفلام معدودة علي الأصابع والمسارح مغلقة والحركة الدرامية تراجع إنتاجها لأكثر من النصف ومازال الفنانون يعيشون حالة ذعر حقيقي من سيطرة التيار الإسلامي علي البرلمان بدليل صدور حكم بحبس وتغريم عادل إمام بتهمة إساءته للدين الإسلامي في أعمال فنية قديمة هذا بجانب صدور قرار نقيب الموسيقيين إيمان البحر درويش بمنع الفنانة اللبنانية مروي عن العمل ومعاقبتها عن فيلم بعنوان أحاسيس صورته منذ عامين وظهرت فيه شبه عارية كما قيل رغم أن المسئول الأول عن تنفيذ الفيلم الذي سقطت واقعته بالتقادم وهما المخرج ومنتج الفيلم.. ولكن يبدو أن هناك نية لمحاكمة جميع الفنانين الذين سبق أن قدموا أعمالا تحتوي علي »العري« مثل سهير رمزي وميرفت أمين ونادية لطفي وحتي المتوفيات أمثال سعاد حسني وناهد شريف.. ومع كل ما يتردد عن أننا نريد فنا راقيا.. مع ما حدث لعادل إمام ومروي التي يعتبرها الكثير أنها حرب قادمة لتنظيف الفن.. هل سيكون هناك بالفعل عقاب بأثر رجعي وسيشمل الرقابة التي أجازت هذه الأفلام وهل سيتغير وجه الفن كله وسيصبح نجوم الشاشتين الكبار منبوذين ولن يعمل سوي المحجبات أمثال حنان ترك وعفاف شعيب، وكذلك لن يعود الغناء أمرا مباحا أو مسموحا به.. وقد يضطر المطربون والمطربات وقبلهم الراقصات ومغنيات الإثارة والكليبات العارية وكذلك الملحنين والمؤلفين المصريين لنقل نشاطهم إلي بيروت وتتحول بيروت لعاصمة الغناء العربي.. وهل من المنتظر أن تشهد دولة الإمارات غزوا من نجوم الدراما المصريين وتتحول »دبي« باستديوهاتها ذات التقنية الحديثة إلي عاصمة الدراما العربية التي كانت تجلس علي عرشها مصر لفترات طويلة.. ولذا فالأمر يحتاج تدخلا سريعا من نقيبي الممثلين والموسيقيين وأيضا كل مسئولي وزارتي الثقافة والإعلام لإيجاد حل لحالة الذعر والقلق عند الفنانين والمطربين.. وليتذكر الجميع أن الحضارة المصرية لم يصنعها سعد زغلول أو عرابي ومصطفي كامل وحدهم، بل كان للفن والثقافة المصرية دورهما المهمان في إنعاش القوي البناءة في عقل الإنسان أمثال سيد درويش وعبدالوهاب وأم كلثوم وعبدالحليم وكذلك الأدباء أمثال العقاد وطه حسين ونجيب محفوظ والسباعي وعبدالقدوس وأحمد شوقي ورامي وطابور كبير آخر من المبدعين.