نحو 85 دقيقة قضاها الرئيس عبدالفتاح السيسي، وسط عمال مصر في عيدهم، مُشاركًا بالاحتفالية التي نظمها الاتحاد العام لنقابات عمال مصر، بحضور المهندس شريف إسماعيل، رئيس مجلس الوزراء، ومحمد سعفان، وزير القوي العاملة، وجبالي المراغي، رئيس الاتحاد العام لنقابات عمال مصر، وعدد من الوزراء، وكبار رجال الدولة، والقيادات العمالية. حرص الرئيس علي الإشادة بدور عمال مصر علي مر التاريخ، حيث قدم التحية والتقدير لكل عامل وعاملة، وكل مواطن شريف يكافح من أجل أسرته ووطنه، ويهدف إلي بناء مستقبل أفضل ينشر من خلاله الخير والنماء بربوع الوطن. وفي كلمته، خلال الاحتفالية، وجه الرئيس السيسي، التهنئة لعمال مصر بمناسبة الاحتفال بعيدهم، قائلًا: "كل سنة وأنتم طيبين جميعًا، واسمحوا لي أن أوجه لكم كل التقدير والتحية والاحترام، لكل عامل وعاملة في مصر، وأنا أتشرف بوجودي معكم اليوم". وفي بداية الكلمة، قال الرئيس: "شعب مصر العظيم.. عمال مصر الشرفاء في كل ربوع الوطن.. أود أن أقول لكم إنني أتشرف بوجودي معكم اليوم، وأتوجه بالتحية والتقدير لكل مواطن مصري شريف يبني ويساعد في تقدم هذا البلد، وأقول لكم إن مَن حفظ مصر خلال السنوات الأخيرة هو شعب مصر بفضل الله، كما أتوجه بالتحية والتقدير لكل أسرة مصرية قدمت أحد أبنائها من القوات المسلحة والشرطة فداءً للوطن، وأؤكد أن مساهمة عمال مصر لم تكن خلال السنوات الأخيرة فقط، بل كانت علي مدار تاريخ مصر كله، وتضاعفت مساهمتهم في السنوات الأربع الأخيرة التي أنجزوا فيها عددًا كبيرًا من المشروعات القومية في وقت قياسي، ومازال أمامنا العمل الكثير خلال الفترة المقبلة، كما أدعو عمال مصر للمشاركة الإيجابية الفعالة في الانتخابات العمالية وانتخابات المحليات، وإيلاء أقصي درجات الاهتمام لاختيار أفضل العناصر التي تتسم بالموضوعية والإنصاف والأمانة". أضاف الرئيس: "إنني أتوجه بالتحية اليوم، لكل عامل علي أرض مصر. لكل مواطن شريفٍ مكافح، يدرك قيمة العمل ويقدرها، يبذل الجهد الصادق الدؤوب، من أجل أسرته ووطنه، يبني مستقبلاً أفضل، وينشر الخير والنماء، أقول لعمال وعاملات مصر: إن كفاحكم النبيل محل تقدير كبير. وإنكم ستجدونني دائمًا، حافظًا لعهدي معكم، باذلاً أقصي ما في وسعي، كي تثمر جهودكم البنَّاءة في تحقيق ما تتمنونه لأنفسكم، ولوطننا العزيز مصر". وتابع: "إن مصر تمضي علي مسارات متوازية في نفس الوقت، لتعويض ما فاتها، واللحاق بركب التقدم. إن التحديات التي واجهتنا خلال السنوات الماضية، تنوء بحملها الجبال، وما كان لنا الصمود أمامها، إلا بفضل الله وصلابة معدن شعبنا، وتكاتفه في الشدائد، لقد قمنا بإجراءات اقتصادية صعبة، لم يكن ممكنًا تجنبها وإلا كانت التداعيات كبيرة، وأسجل لكم جميعًا أن معظم من تحملوا عبء الإصلاح كان العمال والبسطاء، وكانت ثمرة هذا التحمل نجاح برنامج الإصلاح الاقتصادي وأيضًا، توضيح صورة مصر الحقيقية أمام العالم بأننا شعب يتسم بالوعي والفهم العميق ومستعد للتحمل من أجل وطنه، ولقد بذل المصريون خلال السنوات الماضية جهودًا استثنائية، للعبور ببلدهم إلي بر الأمان والاستقرار، وأظهر عمال مصر، علي وجه الخصوص، حجم ما يتمتعون به من تفانٍ وإخلاص، ومقدرة علي العمل، ومهارات لا تقل عن المستوي العالمي، بل تزيد، عندما تُتاح لهم الظروف الملائمة للعمل والإنجاز، وأقول لكم بكل الصدق ودون مجاملة، إن تفاؤلي لا حدود له بكفاءة الإنسان المصري، وقدرته علي ملاحقة أرقي مستويات العمل والإنتاج. وإن ما شاهدته خلال السنوات الأربع الماضية، من قصص نجاح كان يظنها البعض مستحيلة، تثبت أننا شعب يستطيع إذا أراد، وأنه لا سقف لطموحه وقدرته علي الإنجاز الكفء السريع". وقال السيسي: "علي مدار السنوات الأربع الماضية، كانت مهمتي الأساسية هي تثبيت أركان الدولة، وتعزيز تماسك مؤسساتها، واستعادة الاستقرار الضروري لمواصلة التقدم، وبجانب مهمة تثبيت أركان الدولة، في أوقات مضطربة تمر بها منطقتنا، لم نتأخر عن البناء للمستقبل ووضع أسس الانطلاق. فلا حل لمشكلاتنا إلا من خلال المواجهة الواقعية لها، ولم يكن ممكنًا أن نستمر في الحلول الوقتية، والمسكنات العابرة، تاركين المشكلات تزيد وتتعقد، ولذلك، فلم أتردد لحظة، في اتخاذ القرارات اللازمة، لوضع قواعد متينة وحقيقية، تتيح لنا واقعاً مختلفاً، وتُحقّق آمالَنا في دولةٍ حديثةٍ متطورة، وعلي مدار السنوات الأخيرة، كتب المصريون سطورًا مضيئة، بمشروعاتٍ كبيرة وإنجازات متلاحقة، سواء كان ذلك في المدن الجديدة. أو في مشروعات البنية الأساسية، التي نستمر في مواصلة العمل علي تحسينها، ومعالجة ما بها من أوجه قصور، نتجت عن إهمال الصيانة ومرور الزمن. أو مشروعات الإسكان الاجتماعي ومساكن الشباب، وتطوير المناطق غير الآمنة. أو المصانع الجديدة والمناطق الصناعية والحرة، بالتزامن مع تطوير بنية الاستثمار وتحديثها. وكذلك مشروعات الغاز الطبيعي والطاقة، وكل ذلك في إطار برنامج منضبط للإصلاح الاقتصادي، يعالج الأزمات المالية والنقدية، التي طالما كانت عائقًا أمام تقدم اقتصادنا، وتحسين ظروف معيشتنا". أضاف الرئيس: "والحق أقول لكم، فإنه مع كل ما سبق من مشروعات وإنجازات، إلا أن سعادتي كبيرة للغاية، بتطبيق منظومة حماية اجتماعية متكاملة. نعمل باستمرار علي تحديثها وتطويرها، لتشمل كل المستحقين، فلا يشعر أحدُ بالظلم في وطنه، ويشعر الجميع أن مصر، بينما تمضي نحو المستقبل، لا تنسي أحداً من أبنائها، فعلي مدي سنوات أربع، طبقت الدولة منظومة "تكافل وكرامة"، التي تستفيد منها ملايين الأسر، لتعيش حياة كريمة بعد طول معاناة، وكذلك شهادة "أمان"، التي بدأ إصدارها قبل أسابيع، لتضمن الأمن والحماية، للعمالة المؤقتة والموسمية والمرأة المعيلة، وإنني أتابع حجم التقدم في تنفيذ مشروع شهادة "أمان"، وأتطلع لأن تشهد معدلات إصدارها تقدماً أكبر سواء علي مستوي القطاع الخاص أو العام، لتأمين الحماية الكاملة للعمالة الموسمية، كما أنني أتطلع خلال الفترة المقبلة، لأن يقوم مجلس النواب، بسرعة الانتهاء من إصدار قانون العمل الجديد، الذي يهدف لتحقيق الأمان والاستقرار الوظيفي لعمال القطاع الخاص. وأتطلع كذلك إلي مواصلة أصحاب الأعمال الشرفاء، لتعزيز دورهم في حل مشكلات العمال، وصون حقوقهم، والاضطلاع بمسئولياتهم الاجتماعية تجاه العمال وتجاه الوطن". وفي ختام الكلمة، قال الرئيس السيسي: "أؤكد أنني علي يقين من قدرة عمال مصر، علي استكمال مسيرة التنمية، التي لن تكتمل إلا بعزيمتهم ووطنيتهم الصادقة، وأنهم لن يسمحوا لأحدٍ أبدًا أيًا كان، بتهديد استقرار مصر، الوطن العريق، الشامخِ بأبنائه الكرام الأقوياء، والسائر في طريقه، بإذن الله، نحو التقدم والرخاء، وأؤكد مجددًا أن من يحمي ويحافظ علي هذا الوطن بجانب جيشها وشرطتها هو شعب مصر بوعي كل أفراده من كل الفئات، وأنهم قادرون علي حماية مصر من أي تهديد أو مخاطر أو تآمر، وتحية من القلب لكل عمال مصر في عيدهم.. وكل عام وأنتم بخير.. تحيا مصر.. تحيا مصر.. تحيا مصر".