من جديد تتعرض كرة القدم في مصر لأزمة حقيقية تعرضها للتراجع مرة أخري.. جاءت أحداث الشغب في مباراة الأهلي ومونانا الجابوني لتدق ناقوس الخطر بقوة بعد أن كشف الشغب عن وجهه القبيح بعد أن كاد الجميع يتناسي أحداث العنف والبلطجة التي وصل إليها الحال في بعض المباريات. أحداث مباراة الأهلي ومونانا جاءت لتعيد مفاوضات الأندية واتحاد الكرة مع الجهات الأمنية من أجل عودة الجماهير إلي المدرجات لنقطة الصفر.. وسيتم خلال المرحلة القادمة التشديد بقوة علي عدم السماح للجماهير بحضور المباريات.. وهو الأمر الذي سيمثل مشكلة وأزمة خطيرة مع المباريات الأفريقية التي يخوضها عدد من الأندية في مصر وعلي رأسهم الأهلي والزمالك والتي يشترط لإقامتها الحضور الجماهيري. وتكثف الجهات الأمنية في الفترة الحالية جهودها للكشف عن الجناة الحقيقيين وراء تلك الأحداث.. وتبين أن تذاكر المباراة يتم طرحها إلكترونيا للجماهير المقيدة بالفعل علي قاعدة بيانات دقيقة للأهلي خاصة بحجز وشراء تذاكر المباريات إلكترونيا وليست تلك القاعدة مقصورة علي قيد جماهير الأهلي من أعضاء الجمعية العمومية وحدهم بل إنها قاعدة لعامة الجماهير وتم ممارسة هذا العمل من قبل وبنظام دقيق بحيث يتم بيع كل تذكرة باسم المشجع ورقمه القومي وكل بياناته وتسير الأمور وفق هذا النظام من مباراة لأخري.. وقام مسئولو الأهلي بتقديم كافة البيانات الخاصة بقاعدة المعلومات عن بيع التذاكر الأخيرة إلي النيابة العامة لفحص الأسماء وتحديد المشتبه فيهم والذين وراء الأحداث المؤسفة، ويقف الأهلي بالفعل في موقف حرج للغاية بعد تلك الأحداث التي تهدد مبارياته وكذا تدريباته والتي سوف يتم منع الجمهور من حضورها بصورة مؤقتة. ولكن ماذا حدث قبل وأثناء المباراة؟ بالفعل تبين وثبت حصول بعض المنفلتين والمأجورين علي تذاكر بطريقة أو بأخري عن طريق مجموعة من شباب الأولتراس الذين لم يحضروا المباراة بالفعل ممن يسمون أنفسهم »قادة الأولتراس» وتلك الفئة المأجورة كانت مكلفة بإحداث الشغب والبلطجة والتحطيم في المدرجات من أجل إثارة الفوضي في ستاد القاهرة والعودة في قرار عودة الجماهير إلي مدرجات الملاعب حيث تبين بالفعل أن مجموعة قليلة جدا من المنفلتين قاموا بتلك الأعمال في المدرجات العلوية للاستاد في توقيت كان أغلب الجماهير تغني للأهلي قبل الهتافات العدائية التي رددوها وراء تلك الفئة والتي بالفعل تم التحفظ علي مجموعة ويتم التحقيق للوقوف علي كل التفاصيل. ويخشي بعض مسئولي الأهلي والذين حصلوا علي تذاكر أن يكونوا قد وزعوها بدون قصد علي تلك الفئة الضالة. ومع انطلاق شراراة الأحداث جاءت التعليمات حاسمة ومباشرة لكل أفراد الشرطة والذين تواجدوا داخل وخارج الملعب بعدم التعامل مع الحدث من قريب أو بعيد حتي لا تتطور الأمور كما كان يحدث من قبل بين الطرفين حيث إن هدف هذه المجموعة المارقة استفزاز رجال الأمن والدخول معهم في معركة خاصة إلا أن التعليمات كانت واضحة والالتزام كان لأبعد الحدود حتي انصرف في سلام وأمان معظم الجماهير وتم حصار أغلب تلك المجموعة التي قامت بإحداث شغب وتلفيات في المدرجات والتي دعت أيضا إلي إطلاق الهتافات العدائية. ومن خلال التحقيقات المبدئية أبعد اتحاد كرة القدم المسئولية عنه أمام جهات التحقيق مؤكدين أن الأهلي هو المسئول عن التنظيم، وبالفعل جاءت هذه الواقعة كجرس إنذار خاص لاتحاد الكرة أيضا والذي يطرح تذاكر مباريات المنتخب بعشرات الآلاف للجماهير وفي ذات الوقت يبعثر هذه التذاكر علي شركات السياحة الخاصة التي تنظم رحلات للجماهير من أجل الكسب والربح دون الوعي أو الاهتمام أين تذهب هذه التذاكر وهو الأمر الذي ينذر بخطر آخر قادم إذا ما استحوذت تلك الفئات علي العدد الأكبر من التذاكر التي يتم التركيز في بيعها لتلك الشركات الخاصة، ووجب اتخاذ قرار بحتمية معرفة حقيقة الجماهير التي سوف تشاهد المباريات بدلا من تكرار الحدث هذا في حال الموافقة من جديد علي دخول الجماهير للمدرجات وهو مايتم مناقشته حاليا بين العديد من أطراف اللعبة.