كانت التقسيمة أن تشارك دنيا سمير غانم بطولة أفلام ومسلسلات أحمد مكي ، بينما تظهر شقيقتها إيمي في أفلام أحمد حلمي الأخيرة" عسل أسود"، وبلبل حيران ! ولكن ماحدث في فيلمي العيد المتنافسين أن اتجهت دنيا مع شقيقتها إلي فيلم إكس لارج بطولة أحمد حلمي ، وذهبت إيمي وحدها إلي فيلم أحمد مكي "سيما علي بابا"، وكانت النتيجة اثنين لواحد! في الفيلم الكوميدي الأمريكي "الرعد الاستوائي" الذي لعب بطولته مجموعة من أهم نجوم الكوميديا منهم بن ستيللر وجاك بلاك، و"روربت داوني جينيور" كانت الأحداث تدور علي مجموعة من الممثلين، يقومون بتصوير فيلم عن حرب فيتنام، ويقوم منتج الفيلم وهو رجل بدين وأصلع وجشع جدا، بالتحايل علي الممثلين والزج بهم في حرب حقيقية، لتوفير النفقات، بحجة المصداقية، وضم أفيش فيلم "الرعد الاستوائي" صورا لكل أبطاله وأسمائهم إلا هذا الممثل البدين الأصلع الذي لعب دور المنتج الجشع! وخرج الناس من الفيلم يسألون عن اسمه وخاصة أنه لعب دورا مميزا للغاية، وأخيرا عرفنا أنه النجم الوسيم توم كروز! طب إيه اللي دفع نجم كبير ولامع مثله لأن يقدم هذه الشخصية ويقبل أن يظهر في هذا الشكل الغريب؟ إنه الخروج عن المألوف والرغبة في الإبداع والابتكار! وزمان قالوا الفنون جنون، ولولا هذا الجنون أو مايبدو جنونا للبعض ما شهدت البشرية تطورا ولاعرفت الإنسانية أيا من المخترعات التي سهلت الحياة وجعلتها أكثر إمتاعاً ويسراً! يتنظر الجمهور أفلام أحمد حلمي وداخلهم توقعات بمفاجآت سارة، فهو يحترف تقديم الأفكار المختلفة، وشخصيات أفلامه غير تكرارية علي الأقل في السينما المصرية، قد تكون بعض هذه الشخصيات قادمة من أفلام أمريكية، ولكنه غالباً ماينجح مع كاتب السيناريو والمخرج في زرعها في البيئة المصرية، فتبدو وكأنها من نسيجه، وهذا ماكان يفعله نجيب الريحاني مع صديق عمره بديع خيري في معظم المسرحيات والأفلام التي قدماها معا وإن كان مصدرهما الأساسي الأدب والمسرح الفرنسي! وليس الأمريكي كما فعل بعد ذلك معظم من جاء بعدهما! فيلم "إكس لارج" كتب له السيناريو أيمن بهجت قمر وأخرجه شريف عرفة في ثالث لقاء له مع أحمد حلمي بعد فيلم الناظر وعبود ع الحدود، والفيلم يقدم مأساة شاب بدين جدا، هو مجدي "أحمد حلمي" وهو رسام كاريكاتير ناجح وموهوب ، إلا أنه يعيش في فراغ رهيب، ويعاني الوحدة ربما بسبب ضخامة وزنه، وعدم قدرته علي الحركة، ومع ذلك فإنه يصبح حائط مبكي لصديقاته اللائي لايشعرن بالخجل من الفضفضة له بمشاكلهن الخاصة، ولايجد فيه الأصدقاء الشباب ندا أو خصماً فليس منه خوف علي نسائهن! وهو أمر يسعده ويشقيه في نفس الوقت، فهو يتمني مثل أي شاب في الدنيا أن ينال الاهتمام من أجل شخصه، ويتمني أيضا أن ينال إعجاب أي فتاة معقولة، ولكن هذا لايحدث ، فيفرط في تناول الطعام ويتفنن في ملء معدته حتي ينقلب علي ظهره، ويصعب عليه أن ينهض بدون مساعدة، شخص واحد يدرك حجم مأساة مجدي، هو خاله عزمي أو "إبراهيم نصر"، الذي يشاركه في ضخامة الحجم، وفي هواية التهام الطعام، ولكن الخال الطيب ينصح مجدي بتخفيض وزنه، حتي لايلقي نفس المصير الذي آل إليه الخال"عزمي"، الذي يعاني من أمراض متعددة، وفوق ذلك لم ينجح في حياته الخاصة، ولم يجد امرأه تقبل به زوجا فقضي حياته في وحدة لايملؤها إلا الطعام! وتتغير حياة "مجدي" عندما يلتقي عن طريق الفيسبوك بزميلة الطفولة "دنيا سمير غانم"التي تخبره أنها تعيش في إحدي دول الخليج، ويتبادلان النقاش والدردشة علي الفيسبوك وتطلب منه أن يعرض لها صورة حديثة له للتعرف علي ماآل إليه شكله، ولكنه يتعلل بحجج واهية، حتي لايخسرها، ويقع مجدي في ورطة عندما تخبره بنزولها الي مصر لإكمال رسالة الماجستير التي تعدها، وتطلب منه أن يلقاها في المطار، وعندما يشاهدها ويجدها في غاية الجمال والأنوثة، يخشي أن يعرفها بنفسه" فتطفش منه" ويلجأ إلي الكذب ويدعي أنه عادل ابن عم مجدي، الذي كلفه بملازمتها نظرا لسفره في الخارج، ويسعي مجدي ليكون قريبا دائما من دنيا سمير غانم، ويقدم لها كل الخدمات الممكنة لعلها تفكر فيه، أو تجد فيه مايشجعها علي حبه، ولكن الفتاة لاتفكر بالطبع أن تحب شخصا في حجم الخرتيت! ورغم أن الخال عزمي "إبراهيم نصر" يؤكد في حوار كتبه أيمن بهجت قمر أن كثيرا من الرجال الناجحين كانوا يعانون من السمنة المفرطة مثل صلاح جاهين، وكامل الشناوي ونسي أو تناسي أن يذكر والده الكاتب الساخر بهجت قمر الذي قدم عشرات المسرحيات والأفلام الناجحة! إلا أن معظم هؤلاء رغم عبقريتهم كانوا يعانون من أحجامهم الضخمة التي عاقت حياتهم الشخصية، أما مجدي أو أحمد حلمي فقد سعي بعد تكرار الفشل لإنقاص وزنه، ونجح في ذلك بعد عام كامل من المحاولات الدؤوب، وربما كان وفاة صديقه وخاله عزمي أحد أسباب قراره هذا الذي تزامن مع إصدار مجلة كاريكاتير نقدية ساخرة أبطالها وشخصياتها من بين أصدقائه المقربين !فيلم إكس لارج مثل معظم أفلام أحمد حلمي يجمع بين الضحك والمشاعر الإنسانية التي قد تفجر الدموع أحيانا، ويعتبر الفيلم عودة للفنان إبراهيم نصر الذي كان أحد أهم مفاجآت الفيلم، في دور مليء بالمشاعر الإنسانية قدمها إبراهيم نصر بسلاسة ودفء يجعلنا نتساءل عن سبب غيابه الطويل عن شاشة السينما، ونلومه علي استغراقه في تقديم شخصية زكية زكريا في برامج الكاميرا الخفية التي لاتصنع تاريخا للفنان رغم نجاحها الكبير، أما الوجوه التي تظهر لأول مرة مع أحمد حلمي فكان أبرزها إيمي سمير غانم في دور الفتاة المهووسة بالبحث عن عريس من خلال مواقع الإنترنت الاجتماعية مثل الفيس بوك والتويتر ! وياسمين رئيس الفتاة المسترجلة التي تجيد ألعاب الكونغوفو والكراتيه مما يسبب ضيقا لزوجها "لؤي عمران" الذي يبحث عن امرأة تتمتع بالأنوثة! ممكن واحد يقولك ليه مالعبش بطولة الفيلم ممثل تخين من أصله زي أحمد رزق أو ماجد الكدواني طبعا هذا الواحد مايستحقش ترد عليه، لأنه في هذه الحالة يبقي مش فاهم لعبة الفن، لأن أي ممثل تخين يلعب شخصية واحد تخين يبقي ما أضفش حاجة، ويبقي الموضوع كده عادي لكن أن يقوم ممثل في نحافة أحمد حلمي بتقديم شخصية شاب يعاني من البدانة المفرطة ويقدم مشاعر هذا الشاب وأزمته النفسية يبقي هو ده التحدي الحقيقي وهو تحد في الشكل يساعده في ذلك الماكياج وتحد في الأداء وتساعده موهبته في تجسيد الحالة ، وإلا كانوا جابوا أي واحد من النوبة يلعب شخصية عطيل لمجرد أن لونه داكن وبالمناسبة أفضل من قدم شخصية عطيل الممثل الإنجليزي لورانس أوليفييه وزميله في العبقرية أورسون ويلز وكلاهما أبيض زي الفل! استخدم المخرج شريف عرفة الرسوم المتحركة للتعبير عن علاقة حب متخيلة بين مجدي أو أحمد حلمي وحبيبته دنيا سمير غانم فأضاف حالة من البهجة للفيلم، ماكياج أحمد حلمي كان متقنا فيما يتعلق بالجسد الضخم ولكن لازالت هناك بعض مشاكل في إتقان الوجه وخاصة منطقة الذقن مع اللغد، وهي أخطاء لايمكن أن تلحظها في الأفلام الأمريكية التي تقدم شخصيات بدينه مثل "إيدي ميرفي" في البروفيسور المجنون و"توم كروز" في الرعد الإستوائي أو "جون ترافولتا" في هير سبراي ! وحتي هذه اللحظة ورغم عرض فيلم إكس لارج تجاريا فلازالت الشركة المنتجة متحفظة علي صور أحمد حلمي ، ولم تسمح بنشرها حتي الآن أمال حا تنشرها إمتي؟؟؟