كانت الملاكمة هوايته وبوابته لعالم الفن.. إنه رياض القصبجي الشهير بالشاويش عطية الذي يحدثنا عنه ابنه فتحي، وكيف كانت لرياضته المفضلة السبب في دخوله السينما، حيث قال: "من هوايات والدي ممارسة الملاكمة، وعندما شاهده الفنان الراحل علي الكسار ومخرج فيلم "سلفني 3 جنيه" أرادوا منه تأدية مشهد معين، وهو ضرب علي الكسار بالبوكس، ومن هنا بدأ رحلته مع التمثيل الذي كان عاشقاً له". "والدي لم يكن مرحباً بفكرة دخول مجال الفن".. هكذا عبر فتحي ابن الشاويش عطية الذي يعمل بشركة مصر للطيران، عندما برر عدم دخوله لعالم الفن حيث قال: "رفض والدي فكرة التمثيل، بل كان يأمل في أن أكون ضابطاً بالشرطة، لكن بعد وفاته التحقت بكلية سياحة وفنادق، والتي كانت من اقتراح الفنان فريد شوقي". أصعب المواقف علي الإنسان أن يشعر بالعجز وأن ينفق ما يملك علي مرضه، ليصبح بالنهاية علي الحديدة.. هكذا عاني رياض القصبجي في آخر أيامه، حيث قال نجله: "من أصعب المواقف التي مر بها والدي هو إصابته بالشلل لمدة خمس سنوات، والأصعب أن والدتي بدأت ببيع أرض لها وبيت إلي جانب بيع مصوغاتها لعلاج أبي، لأنه لم يكن لدينا الأموال الكافية للعلاج بالخارج".. وأضاف أنه عندما عرض عليه الرئيس جمال عبدالناصر السفر للعلاج بالخارج، رفض وآثر العلاج بمستشفي الجمهورية. وأشار إلي أنه بعد وفاته لم يترك شيئاً، فكل أموالنا ذهبت في مرضه فأصبحنا كما يقال علي الحديدة، لكن لفريد شوقي الفضل في مساعدتنا علي المعيشة إلي جانب مساعدات من قبل بعض الفنانين مثل محمود المليجي وأمينة رزق وتوفيق الدقن وزينات علوي كما أرسل الكاتب نجيب محفوظ جوابا كتب فيه "رحل عنا شاويش مصر الأول"، لكن من استمر في المساعدة إلي أن تخرجت وعملت الفنان القدير فريد شوقي. كما يقال "الصديق وقت الضيق" فكان الراحل فريد شوقي والدقن خير صديق وقت مرض شاويش مصر الأول.. لكن إلي أي مدي كان إسماعيل يس صديقا وقت ضيق الفنان رياض وأسرته؟ هذا ما يجيبنا عنه فتحي قائلاً: "العلاقة بين إسماعيل يس وأبي كانت أن إسماعيل يس عمل بأصله بعدما خلد أبي اسمه علي الشاشة من خلال سلسلة أفلامه بالجيش وفيلم الآنسة حنفي، فلم يزر أبي أثناء مرضه خلال الخمس سنوات، إلي جانب أنه لم يأت العزاء بعد وفاته حتي أننا لم نره في الأربعين، فهذه هي العلاقة التي تربطهما".. وأضاف أن باقي سلسلة أفلامه بالجيش توقفت بعد وفاة والدي، فكان من المقرر عمل فيلم "إسماعيل يس علي الحدود" و"إسماعيل يس في المدفعية" إلا أنهما لم يكتبا، إلي جانب أن اسمه لم يكتب علي أي عمل بعد ذلك. لدي كل إنسان ما يخفيه.. فماذا كان يخفي رياض القصبجي، يقول فتحي القصبجي إن ما لا يعرفه أحد عن والدي أنه تزوج تسع مرات منها أربعة عند المأذون وخمسة عرفي، ومن ضمن الخمسة بدوية وإيطالية، وعندما سألته عن عدم استمرارهن؟.. أجابني قائلاً "كل واحدة منهن تريد الظهور بالشاشة، وهذا ما يتنافي مع تقاليدنا بالصعيد"..وأضاف فتحي أن من أكثر اللحظات سعادة لديه هي مشاهدته لأعماله خاصة فيلم "الآنسة حنفي" ثم "ريا وسكينة".