مازال الغرام الإيراني بمصر مشبوبا، فما إن تسنح الفرصة إلا ويتسابق المسئولون بطهران لخطب ود المصريين بدعوة للقاء فنظرة فابتسامة فكلمات تفضح مكنون القلوب، لاحظت هذا في الزيارة السابقة في يونيو الماضي وتأكدت في زيارتنا الأخيرة هذا الأسبوع لحضور فعاليات المؤتمر الخامس لدعم انتفاضة فلسطين.. وبرغم الجو المشحون بالاجتماعات واللجان والبيانات طلب نائب الرئيس الإيراني لقاء الوفد المصري الذي بلغ 52 شخصا في مقدمتهم الشيخ محمود عاشور وكيل الأزهر الأسبق والسفراء أحمد الغمراوي ومحمد رفاعة الطهطاوي وعبدالله الأشعل ود.جمال زهران وزميلنا أسامة عجاج مدير تحرير الأخبار.. وجاءت كلمات الترحيب غاية في الدفء والترحيب بالوفد وبادله د.زهران وداً بود حتي تحدث الشيخ عاشور بثقة واقتدار: نقدر حبكم لمصر.. ونثمن رغبتكم في عودة العلاقات مع مصر.. ولكنكم لم تفعلوا شيئا ولم تتقدموا خطوة نحونا كما ينبغي.. إنني أحيطكم علما بأننا نحب آل البيت أكثر منكم.. ولا مزايدة علينا.. كما ينبغي عليكم ألا تتدخلوا في شئون مصر.. نعم.. لن نقبل أي تدخل منكم في شئون مصر.. مصر وثورتنا شأننا نحن فقط.. نعرف هدفنا وحدودنا وطريقنا وعزمنا علي المضي نحو النجاح والبناء.. وغدا سترون مصر عملاقة كأحسن مما كانت من قبل في عز ازدهارها! رقصت قلوبنا فرحا بكلمة الشيخ وانفرجت الأسارير بينما تغير وجه الرجل ثم طلب الرد.. لا فضيلة الشيخ نحن لا.. ولن نتدخل في شئون مصر.. نحن نقدر شعبها وحكومتها فقط أردنا أن نعبر عن فرحتنا بثورتكم ونشارككم فرحتكم وننتظر قراركم بعودة العلاقات.. خرجنا من اللقاء مسرورين ودارت حوارات بيننا.. عرفت منها أن السفير محمد رفاعة الطهطاوي عندما كان سفيرا بطهران حاول التقريب بين الدولتين حتي إنه عرض الأمر علي وزير الخارجية أحمد ماهر.. وطلب منه أن يحدد شروط مصر لعودة العلاقات فقال له الوزير: مش هقولك لأني لو قلت عليها سيوافقون فورا...! ثم تحدث عن رغبة الدكتور أحمد الطيب زيارة طهران بعد زيارة لباكستان مباشرة ولما عرض الطلب علي الرئاسة رد الدكتور زكريا عزمي بالرفض.. وعدم تكرار الطلب في أي مناسبة.. ومازالت إيران تخطب الود.. ومازال قرارنا السياسي متعسفا جدا!! ت . م