"لا مهنة حكر علي الرجال"، شعار رفعته نادية عبد الصمد، وقررت من خلاله تحدي الجميع لتصبح أول فتاة تعمل بمهنة "الدليفري" في مصر، مُستخدمة "الاسكوتر" الخاص بها، ليمتد حلمها لتُنشئ أول شركة لتشغيل الفتيات "دليفري"، عبر مشروعها الذي أطلقت عليه اسم "الأوردر". أطلقت علي مشروعها »الأوردر».. وتحلم بامتلاك أكبر فريق من الفتيات في صباح كل يوم تُغادر نادية منزلها مُرتدية ملابسها المحتشمة، قاصدة دراجتها النارية، واضعة علي رأسها خوذة تقيها من حر الشمس، ونظارة سوداء، لتجوب شوارع الإسكندرية، وتبدأ بجمع المنتجات من الباعة عبر الإنترنت، وتقوم بتوصيلها إلي الزبائن. تخرجت نادية في كلية الآداب قسم التاريخ والآثار الإسلامية والمصرية بجامعة الإسكندرية، وعملت في مكتبة الإسكندرية عام 2000، ثم تزوجت وتركت عملها بناءً علي رغبة زوجها الذي يعمل قبطانًا بحريًا، إلا أن الملل دفعها للبحث مرة أخري عن وظيفة إلي أن خطرت في ذهنها فكرة مشروعها "الأوردر". عن فكرتها تقول: "شعرت بالملل من الجلوس في البيت، وبدأت أبحث عن عمل، لكن لم أجد، حتي طلبت من صديقتي نظارة شمسية "أون لاين" فأخبرتني أن المندوب الذي سيوصل الطلبات غير موجود فقلت لها أنا المندوب، ومن هنا جاءتني الفكرة، وقررت العمل "دليفري" لنقل الأوردرات، وحينما عرضت الأمر علي زوجها انتابه القلق في البداية، خوفًا عليها من المضايقات التي رُبما تتعرض إليها، لكنه سرعان ما تبدل موقفه، وبدأت نادية عملها، في توصيل الطلبات". كثرة السيدات اللائي يمتلكن مشروعات عبر الإنترنت أكسبها شهرة واسعة بين أصدقائها، وتبدل اسمها إلي "نادية أوردر" لتتلقي عشرات المكالمات من أصحاب المشروعات علي الإنترنت يوميًا، حيث تقوم بتسجيل المواعيد مساء كل يوم، لتبدأ جولتها من التاسعة صباحًا حتي الثالثة عصرًا، وتقدم هذه الخدمة من وإلي السيدات فقط. "نابليون" كان الاسم الذي أطلقته نادية علي "الاسكوتر"، وتعود قصته إلي شهر رمضان حينما كانت توزع حقائب رمضان علي الفقراء، لتتلقي دعوة من سيدة مسنة بأن يرزقها الله بالأطفال وتطلق عليهم مثل ما لديها من أبناء، نابليون وشريهان، فقررت أن تسمي "الاسكوتر" بنفس الاسم "نابليون". ساعدها امتلاكها ل"اسكوتر" علي تنفيذ قرارها كثيرًا، ولأنها شخصية اجتماعية بطبعها استطاعت أن تستمر في العمل بشكل كبير، ورغم أن تلك الصدفة التي قادتها لعمل مشروع "الأوردر" تحتاج لرجال نظرًا لقدرتهم علي الصبر وقوة التحمل، إلا أنها استطاعت التغلب علي الصعوبات التي تواجهها خلال العمل. بدأت الفكرة تنتشر وأصبحت نادية تقوم بتوصيل الطلبات للعديد من الأشخاص ممن يقومون بالبيع "أون لاين"، وحددت لنفسها مواعيد مُحددة للعمل وكأنها موظفة تمامًا حتي لا يؤثر العمل علي أسرتها، ورغم مرور فترة قليلة علي هذا المشروع لم تتعد ال5 أشهر، إلا أنها قررت إنشاء شركة للفتيات ممن يرغبن في ممارسة نفس المهنة، وصممت "يونيفورم" مُخصصا لهن، خاصة أن الأمر سيصبح عليه إقبال كبير من الفتيات اللاتي يطلبن "الأوردر" لأنهن يشعرن براحة أكبر عندما تقوم فتاة بتوصيل الأوردر لهن. نادية تحلم بأن يكبر مشروعها، والبنات تستفيد منه، وتُفيد هي نفسها ماديًا، من خلال تحويل مشروعها "الأوردر" إلي شركة من أكبر الشركات لتشغيل البنات "دليفري".