مازال يشغلني بشدة انتشار ظاهرة »التوريث الفني« وذلك لخطورة علاقتها بشتي فروع الثقافة في المجتمع، ولكني أود الإشارة لأن هذه الظاهرة تحمل في إحدي جوانبها الشيء المفيد الذي يعتمد علي المثل القائل »ابن الوز عوام« كما تحمل جانبا آخر سيئا بسبب فرض الكثير من الفنانين علينا أبنائهم ليمثلوا ويغنوا ويديروا مساحة كبيرة من الحركة الفنية بعد نجاحهم بالعلاقات والمحسوبية في دفع أبنائهم ليدرسوا في معهدي التمثيل والفنون المسرحية وبعدها يتخرج جيل فاشل من الممثلين والمخرجين بعد أخذهم فرص الآخرين ممن يحملون الموهبة ولا يملكون العلاقات والمحسوبية ولذا لابد أن نشير إلي أن الجمهور يشجع الموهوبين المبدعين في الأعمال الدرامية أمثال دنيا سمير غانم التي تفجرت موهبتها مع النجم أحمد مكي في فيلم »طير إنت« ومسلسل الكبير أوي وأحمد صلاح السعدني في كل أدواره وأحمد فاروق الفيشاوي منذ بداية ظهوره بمسلسل »وجه القمر« والذي تعطلت موهبته لكثرة مشاكله والمتألقة ريهام عبدالغفور في أدوارها المتنوعة وآخرها في مسلسلي الريان ووادي الملوك وأحمد فلوكس المتميز في مسلسلي الباطنية واحنا الطلبة والموهوبة رانيا فريد شوقي المتألقة في أدوارها خاصة مايحمل نسيج الشر في »يتربي في عزو وماما في القسم« وأخيرا خاتم سليمان وكذلك الموهوب القادم بخطي ثابتة لطريق النجومية »رامي وحيد« ومن أعماله الأخيرة القطة العامية ومسألة كرامة وشارع عبدالعزيز هذا إلي جانب الموهوب محمد عادل إمام وقد شهد له الجميع في فيلم حسن ومرقص وعمارة يعقوبيان ، وهناك ابنتا الفنان أحمد زاهر »ليلي وملك« وبالأخص الصغيرة التي تألقت في فيلم عمر وسلمي ومسلسلي بره الدنيا وآدم .. ولكن يوجد علي الجانب الآخر تجارب فنية لم تلق قبولا عند الجماهير مع أبناء كل من يحيي الفخراني ومحمود عبدالعزيز وغادة نافع ورانيا محمود ياسين وهيثم أحمد زكي وأمير شاهين شقيق النجمة إلهام شاهين وإيمي سمير غانم وبالرغم من أن كل هؤلاء معذورون بسبب نشأتهم وسط ذويهم الفنانين لكنهم اعتقدوا أن الناس »مجبرون« علي تشجيعهم وتناسوا أن الواقع أمر آخر ولم يسألوا أنفسهم لماذا لم تدخل سيدة الشاشة العربية فاتن حمامة ابنتها مجال التمثيل رغم أن والدها كان المخرج الكبير الراحل عز الدين ذوالفقار الذي لم يفعل ذلك أيضا ولماذا لم يحاول النجم العالمي عمر الشريف إدخال ابنه طارق نفس المجال مع أن والدته هي أيضا فاتن حمامة ولماذا لم تستطع صباح إعطاء موهبتها لابنتها هويدا الخلاصة تقول إن أصحاب الموهبة الحقيقية يفرضون أنفسهم ويستمرون وأن الفن الناجح لايمكن توريثه.