لمواجهة ارتفاع أسعار اللحوم، أعلنت الحكومة مؤخرا زيادة مساحة الأراضي المزروعة من الذرة الصفراء إلي 1.5 مليون فدان وذلك لتوفير نحو 60٪ من حجم استيراد الذرة الصفراء والذي يصل إلي 8 ملايين طن بتكلفة 2 مليار دولار سنويًا. تستهدف وزارة الزراعة زيادة مساحة محصول الذرة الصفراء للحد من الاستيراد من الخارج وتوفير 1.6 مليار دولار تستنزفها احتياطات البنك المركزي مقابل استيراد 8 ملايين طن سنويا، والتغلب علي ارتفاع نسبة الرطوبة بسبب تخزين الذرة لتنخفض من 23 إلي 12٪ والاتفاق مع وزارة التموين باستخدام مخازنها التي لاتستغل في تخزين القمح والاستفادة من مجففاتها لنزع الرطوبة من الذرة، ووفقا لتقريرصادرعن وزارة الزراعة أن تنفيذ هذه المنظومة من شأنه يحد من استيراد الذرة الصفراء من الخارج ويعمل علي تحقيق الاكتفاء الذاتي من الذرة المستخدمة لصناعة الأعلاف. يؤكد الدكتورعبدالمنعم البنا وزير الزراعة، أن الوزارة تعمل علي زراعة نصف مليون فدان ذرة خلال هذا العام، حيث يتم زراعة 900 ألف فدان وأن المستهدف يصل إلي مليون ونصف المليون هذا العام، إضافة إلي زراعة 350 ألف فدان أخري في قري الصعيد لافتا إلي أنه تم تكليف بنك التنمية بشراء الذرة الصفراء من المزارعين. يضيف يتم التقليل من المساحات المنزرعة أرزا وزيادة المساحة المنزرعة من الذرة الصفراء بهدف تقليل الاستيراد بحوالي 1.5 مليون طن، موضحا أن استراتيجية النهوض بمحصول الذرة يتضمن التوسع في مناطق زراعة المحصول كمناطق سيوة بمطروح والعوينات وأسوان وتوشكي حيث نستهدف زراعة 1.5 مليون فدان مما يساهم في الحد من عمليات استيراد الذرة من الخارج ورفع الاكتفاء الذاتي من المحصول، موضحا يجري العمل حاليا علي تطبيق الزراعة التعاقدية مما يتيح للفلاح التعاقد علي محصوله قبل الزراعة بسعر مجزٍ. بينما تؤكد الدكتورة مني محرز نائب وزير الزراعة واستصلاح الأراضي، أنه لأول مرة سيتم تطبيق نظام الزراعة التعاقدية لتوريد الذرة خلال الموسم الحالي بالتنسيق بين وزارة الزراعة واتحاد منتجي الدواجن ممثلا في شركات الإنتاج الداجني، لافتة إلي وجود طلبات مقدمة من 5 شركات للتعاقد علي شراء مليون و98 ألف طن الموسم الحالي. وأن الحكومة تستهدف من وراء هذا التعاقد حل مشاكل منتجي الذرة التسويقية، وزيادة الإنتاجية الرأسية من المحصول، والتقليل من استيراد الذرة الصفراء من الخارج، والتي تتجاوز 8.2 مليون طن ذرة صفراء سنويا تستخدم لإنتاج أعلاف الدواجن. تضيف محرز، أن الزراعة التعاقدية ستساهم في حل مشاكل تسويق المحاصيل، وترفع من قدرة أجهزة الدولة علي تطوير قطاع الإنتاج الداجني، مشيرة إلي أن وزارة الزراعة تعمل علي التوسع في زراعة الذرة الصفراء والحد من مخالفات زراعة الأرز وزيادة الإنتاج الحيواني والداجني خلال الفترة المقبلة وتخفيض تكلفة الإنتاج. أما محمود شعلان عضو لجنة الزراعة والري بالبرلمان، فيطالب بضرورة زرع الذرة الصفراء والشامية لمواجهة موجة الغلاء التي أثرت علي الثروة الحيوانية في أعقاب ارتفاع ثمن الأعلاف واستيرادها من الخارج. لافتا إلي أن زراعة الذرة الصفراء تساهم في خفض تكاليف الإنتاج، مما يؤدي إلي نقص في أسعار اللحوم. ويري عفيفي عبد المعبود رئيس قسم بحوث الذرة بمعهد المحاصيل الحقلية سابقًا، أن ما تمت زراعته حتي الآن من الذرة الصفراء يتجاوز 320 ألف فدان وأن الوصول إلي 1.5 مليون فدان منزرعة ذرة صفراء يعني الوصول إلي إنتاجية تقدر ب5٫5 مليون فدان علي حساب متوسط 3٫4 طن للفدان وأن مساحة المليون ونصف مليون فدان يحتاج الفدان الواحد فيها إلي 10كجم تقاوي من الهجن الفردية بينما الهجن الثلاثية فيحتاج الفدان إلي 14 كجم وأن نسبة ما يتم توفيره يصل إلي 50٪ من التقاوي توفرها الشركات الخاصة وأن ما بين 10إلي 15٪ من التقاوي يوفرها قسم الذرة بمعهد المحاصيل الحقلية بينما الإدارة المركزية للتقاوي توفر 35٪ من التقاوي. وتؤكد د.عفاف أحمد إسماعيل رئيس قسم الذرة بمعهد المحاصيل الحقلية، المشرف علي الحملة القومية للنهوض بمحصول الذرة، أن المساحة المنزرعة بمحصول الذرة حاليا تقترب من ال400 ألف فدان بعد ما وصلت إلي 790 ألف فدان العامين الماضيين وأن الحملة القومية تستهدف الوصول بمساحة الذرة الصفراء هذا العام إلي 1.5 مليون فدان كما تستهدف الحملة التقليل من مساحة زراعة الأرز التي وصلت إلي مايقرب من 2 مليون فدان إلي 1.2 مليون فدان، مشيرة إلي أن الوصول بمساحة الذرة الصفراء إلي 2 مليون فدان بمتوسط إنتاجية تصل من 24 إلي 30 أردبا للفدان للحقول الإرشادية وهناك البعض من المزارعين يلتزمون بالتعليمات الفنية للأصناف التي يتم زراعتها مع توفير مستلزمات الإنتاج في توقيتها من حيث الأسمدة والري. تضيف أن الوصول بمساحة الذرة الصفراء إلي مايقترب من ال 2.5 مليون فدان سيؤدي إلي الاستغناء عن استيراد مايقترب من ال8 ملايين طن ذرة بتكلفة تصل إلي 2 مليار دولار سنويا تتحملها خزانة الدولة، كما يرفع نسبة الاكتفاء الذاتي إلي 72 ٪ مما سيؤدي إلي تقليل معدلات استنزاف العملة الأجنبية لافتة إلي أن الذرة الصفراء تمثل الغذاء الرئيسي للماشية لإنتاج اللحوم الحمراء والألبان إضافة إلي الدواجن لأنها تدخل كعلف رئيسي إضافة إلي استخدامها في صناعات النشا والجلوكوز والزيوت وهذه صناعات رئيسية للاستهلاك المحلي. ويري الدكتور سيد شلش أستاذ تغذية الدواجن بوزارة الزراعة، أن ما يتم استيراده من الخارج من مكونات الدواجن يمثل نحو 70٪، فالذرة الصفراء تأتي في مقدمة المدخلات حيث تحتاج مصر نحو 3.7 مليون طن ذرة صفراء سنويا علي الأقل من إجمالي نحو 7 ملايين طن تدخل مصر لصناعات أخري منها النشا والجلوكوز وغيرهما، مبينا أن السعر العالمي للذرة يبلغ في الوقت الحالي مابين 240إلي 250 دولار للطن والصوبا مابين 450 و465 دولاراً للطن، لذلك نلاحظ أن توفير تكلفة استيراد الذرة الصفراء التي تبلغ نحو 815 مليون دولار قابلة للزيادة والنقصان وفقا للأسعار العالمية مما يتطلب زراعة 1.350مليون فدان بإنتاجية تقدر ب 3 أطنان للفدان. شريف المنشد مدير عام التسويق والمبيعات بشركة مصر هاي تك الدولية للبذور، يري أن ما نلاحظه من الارتفاع الجنوني في أسعار المواد البروتينية واللحوم الحمراء والبيضاء، وبيض المائدة والألبان ومنتجاتها تعتمد في إنتاجها علي الأعلاف، وهذه الأعلاف التي تدخل في الذرة البيضاء والصفراء بنسبة كبيرة تصنيعها يتراوح من 50٪ ذرة بيضاء بالنسبة لعلائق الإنتاج الحيواني الماشية والأغنام، وكذلك بنسبة 100٪ في حالة استخدام منتج السيلاج من الذرة البيضاء، ولتغذية الحيوانات مباشرة، وخاصة لإنتاج الألبان وزيادة نسبتها، حيث يتم فرم عود الذرة الكامل، ثم التغذية عليه مباشرة، وتصل إلي نسبة 70٪ تمن الذرة الصفراء في حال صناعة الأعلاف للإنتاج الداجني، حيث ارتفاع نسبة الكاروتين والبروتين لإنتاج اللحم الأبيض، وكذلك إنتاج بيض المائدة، وهذا الأخير الإنتاج المحلي منه لا يكفي ولا يسد احتياجات السوق المصري من الذرة الصفراء، حيث نلاحظ أن إنتاج مصر من الذرة الصفراء لا يزيد علي 20٪ من الاحتياج الفعلي (8.8مليون طن)، وبالتالي نستورد ال80٪ الباقية من الأسواق الخارجية، وبالطبع يتم ذلك باستخدام العملة الأجنبية: الدولار الأمريكي المجنون، مما يؤدي لجنون الأسعار للمنتج النهائي، لافتا إلي أن حل هذه المشكلة بسيط جدًّا، يتمثل في الاعتماد علي أنفسنا في إنتاج الذرة الصفراء محليًّا، قد تم بالفعل، من خلال الحملة القومية للنهوض بمحصول الذرة الشامي والتي عقدت عدة اجتماعات وخرجت بتوصيات بضرورة زيادة المساحة المزروعة من الذرة الصفراء من 500 ألف فدان عام 2015 إلي 2 مليون فدان عام 2018. يضيف أنه بتحقيق هذا الهدف نكون قد وصلنا إلي70٪ من احتياجاتنا من الذرة الصفراء التي يتم استيرادها من الخارج، وعلي المحور الثاني يجب الاهتمام بزيادة المساحات المزروعة بالذرة السيلاج الذي يُستخدم 100٪تفي التغذية المباشرة للحيوان، ويعتير عليقة متكاملة بها جميع العناصر الغذائية التي يحتاجها الحيوان في مراحل النمو المختلفة، والتي يتم إنتاجها من الذرة البيضاء محليًّا، والتي تعطي محصولاً أكبر كثيرًا من سيلاج الذرة الصفراء، وعلي المحور الثالث يجب الاهتمام أيضًا بإنتاج حبوب الذرة البيضاء التي تدخل في العلائق المُركَّزة للحيوانات من ماشية وأغنام ليتم استخدامها في برامج التربية في الفترة الشتوية أو في المزارع التي لا تعتمد علي السيلاج أثناء الموسم الصيفي.