شهر رمضان من أكثر الشهور التي نتقرب فيها إلي الله سواء بالصلاة أو بقراءة القرآن الكريم ، ومع التطور الذي نعيشه بدا كثيرون منا يقومون بتحميل برنامج المصحف أو القرآن الكريم علي الهواتف المحمولة لدرجة أننا تناسينا المصحف الورقي وبدأنا نستعين بالهاتف المحمول في الصلاة وخاصة صلاة التراويح وقيام الليل فهل يجوز شرعا الصلاة وقراءة القرآن ونحن نحمل بأيدينا الهاتف المحمول أم لا؟ في البداية يقول الدكتور عبد الفتاح إدريس أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر: الأفضل للإمام أن يقرأ مما يحفظه وإن لم يكن حافظا فليقدم الأحفظ منه عملا بقول الرسول صلي الله عليه وسلم " إذا تنازع اثنان فيقدم اقرأهما " وليس بالضرورة أن يكون الإمام الراتب أي المعين هو المتعين لإمامة الناس إذا لم يكن حافظا ، فإن كان غيره أحفظ منه قدم عنه ، وقراءة القرآن من المصحف في الصلاة غير المفروضة يجب أن تكون علي حامل قريب من الإمام ومصحف كبير حتي لاتكون هناك حركة كثيرة تبطل الصلاة لكن حامل الموبايل سوف يتعرض لكثير من الحركات التي تخرجه من الخشوع في صلاته ولهذا لايجوز شرعا القراءة من الموبايل أثناء الصلاة سواء كانت مفروضة أو غيرها. ويختلف الدكتور مصطفي أبو عمار أستاذ الحديث جامعة الأزهر في أن قراءة القرآن من الموبايل تبطل الصلاة غير المفروضة ويضيف حمل الموبايل وقراءة القرآن منه في الفريضة لايجوز لكننا نتساهل في النوافل بشرط ألا نخالف الإمام، أما في مسألة كثرة الحركة في الصلاة فالإمام الشافعي قال 3 حركات تبطل الصلاة أما الإمام أحمد بن حنبل فترك الباب علي مصراعيه ولم يحددها لأن الدين يسر. ويري الشيخ مصطفي عبد الهادي من علماء وزارة الأوقاف إن لم يوجد مصحف في صلاة التراويح فيجوز حمل الموبايل وقراءة القرآن منه لتيسير الأمور ولكن الأفضل البحث عن مصحف حتي لانتعود علي الموبايل ونترك الثوابت ونصل إلي الضلال وحتي لانثير زوبعة في الثوابت والأمة تصاب بحالة من البلادة علي الملأ والأمر ليس به ضرر إن كان في النافلة فالرسول صلي الله عليه وسلم كان يصلي النافلة علي الدابة ويقول الله عز وجل " يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر " فالموبايل حرام إن كان في الصلوات المفروضة. أما الدكتور أحمد محمود كريمة أستاذ الشريعة الإسلامية بكلية الدراسات الإسلامية جامعة الأزهر فيري أن الموبايل لايعتد به في أي صلاة لأنه ليس مصحفا لانه من الوارد أن يكون به أخطاء كثيرة ولم يتم مراجعته من قبل الأزهر وحمل المصحف يجوز في النفل ولا يجوز في الفرض لأن العملية ليست عشوائية والأحوط والمنقول عن السلف الصالح أن نستعين بالمصحف الورقي دون غيره. ويقول الشيخ عبد الحميد الأطرش رئيس لجنة الفتوي بالأزهر سابقا: إن الذي ليس في جوفه شيء من القرآن فهو كالبيت الخرب فالصلاة المفروضة لايصح فيها حمل المصحف ذاته لذا لايجوز الصلاة بالهاتف المحمول أما إذا كانت نافلة فكثرة الحركة تبطل الصلاة لذا يجب أن نكون حريصين في صلاتنا ونتقي الشبهات ، والقرآن هو مأدبة الله فتعلموا من مأدبته ما استطعتم" والقرآن في تعريفه هو كلام الله المتعبد بتلاوته المتحدي بأقصر سورة منه وهو الذي سمعته الجن فقالوا إنا سمعنا قرآنا عجبا يهدي إلي الرشد فآمنا به " ويشير الدكتور عبد الفتاح الشيخ عضو مجمع البحوث الإسلامية إلي أنه من الأفضل القراءة من المصحف عن حمل الموبايل لأن الموبايل كلماته وأحرفه صغيرة والذي لايحفظ شيئا من القرآن سوف يتلعثم في قراءته أما مصحف التهجد فصفحاته كبيرة يستطيع الإمام أن يقرأ آياته بسهولة دون تلعثم وأثناء الركوع باستطاعته أن يقوم بتغيير الصفحة لكن الموبايل سيتسبب في حركات كثيرة، والسنة يجوز فعلها ويجوز تركها وإذا فعلتها أخذت ثوابها ومن الممكن أن أقوم بقراءة الفاتحة فقط ويكون عند الله أشد قبولا من الذي يقرأ القرآن في الصلاة ويتلعثم فيه.