بحثا عن طوق نجاة في واقع جديد فرضته ثورة 25 يناير المجيدة..بدأ الكثير من المؤسسات والهيئات العاملة في قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات إطلاق المبادرات الرامية إلي خدمة قطاعات عريضة من المجتمع المصري ..وذلك في إطار مبدأ"المسئولية الاجتماعية"..وذلك لاعتبارات كثيرة ومن بينها المساهمة في إعادة بناء المجتمع المصري من جديد وبشكل يتناسب مع الروح الجديدة..وبما يساهم في الوصول باقتصاد تكنولوجيا المعلومات والاتصالات إلي بر الأمان عقب الهزة التي تعرض لها في الفترة الأخيرة.. ولكي تكون أيضا حافزا لبقية المؤسسات والكيانات في مختلف المجالات.. "الدكتور محمد سالم.. وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات"يقول: إن شعار الوزارة الجديد هو "العمل هو الحل".. وأن المسئولية الاجتماعية وخدمة المجتمع من بين أولويات الوزارة خلال الأشهر القليلة القادمة من خلال استراتيجية قصيرة الأجل خلال الأشهر الستة القادمة ترتكز علي عدة محاور أهمها وأبرزها الاهتمام بمصابي ثورة الخامس والعشرين من يناير وذوي الاحتياجات الخاصة.. حيث من المزمع تنظيم برنامج تدريبي ل500 من مصابي الثورة لتأهيلهم للعمل في مجال الكول سنتر مع توفير 50 فرصة عمل لهم قابلة للزيادة حسب الإقبال.. وهذا أقل ما يمكن أن تقدمة الوزارة لمصابي هذه الثورة المباركة والتي يجب ألا تكون ممثلة في التعاطف فقط ولكنها لابد أن تفسر إلي تصرفات و أعمال ملموسة.. كما أن الأولوية الثانية هي الاعتماد علي الشباب المصري لأن نهضة مصر لن تتم إلا بالشباب وقمت بتعيين 4 من الشباب بمراكز قيادية بالوزارة وهم الدكتور شريف الغزالي مدير إدارة الموارد البشرية والمهندس محمد عبد الوهاب رئيس مجلس إدارة المنطقة التكنولوجية بالمعادي والمهندسة هبه صالح القائم بأعمال رئيس معهد تكنولوجيا المعلومات والدكتور أحمد عادل درويش رئيس قطاع التنمية البشرية بالوزارة.. ويؤكد"المهندس محمد عبدالرحيم.. الرئيس التنفيذي والعضو المنتدب للشركة المصرية للاتصالات": أننا في إطار مبدأ المشاركة المجتمعية التي ننتهجها وفي إطار السعي إلي تنمية مهارات الشباب وتهيئتهم لسوق العمل.. بدأنا في تنفيذ مبادرة توفير فرص تدريب لطلاب الجامعات المتميزين بمركزي خدمة العملاء "الدليل 140 بالقاهرة والإسكندرية..وسوف يتم صرف مكافأة شهرية لهم طوال فترة التدريب وإعطائهم شهادة خبرة في مجال خدمة العملاء تجعل لهم الأولوية في الالتحاق بالعمل بالشركة مستقبلا.. ويقول "أيمن عبد اللطيف.. مدير عام مايكروسوفت مصر": أثبت التحول السياسي الأخير في مصر قدرة الشباب علي إحداث التغيير.. كما أثبت أهمية شبكة الإنترنت وشبكات التواصل الاجتماعي كأدوات لإحداث هذا التغيير.. ومن هنا أطلقنا مبادرة جديدة تحمل اسم"كل مصر علي الإنترنت" وهي الحملة التي تنطلق علي مستوي القاهرة والمحافظات بهدف التواصل مع شرائح المجتمع المختلفة عن طريق محو الأمية الرقمية لمعرفة الرقمية: لدي قطاعات واسعة من المواطنين لا تمتلك الفرصة للتعامل مع أجهزة الكمبيوتر وشبكة الإنترنت..وذلك حتي يتمكنوا من المشاركة بإيجابية في تشكيل مستقبل مصر.. وسوف تستمر هذه الحملة طوال شهور الإجازة.. ويتم تتويجها باحتفالية مصر علي الإنترنت في نهاية شهر سبتمبر المقبل وهو الأسبوع الذي سيخصص للتواصل مع كل المتدربين الذين تمكنوا من التعامل مع الكمبيوتر وشبكة الإنترنت للمرة الأولي في حياتهم من خلال تلك المبادرة وتأتي هذه المبادرة لإتاحة الفرصة لدي قطاعات واسعة من المجتمع المصري في المناطق والقطاعات الأكثر احتياجا للتعرف علي أساسيات استخدام الكمبيوتر وشبكة الإنترنت الأمر الذي يسمح لهم بالمشاركة الفعالة في بناء مصر المستقبل والتفاعل كمواطنين مع الأحداث باستخدام أحدث الأدوات والتقنيات المتاحة.. وتستهدف هذه المبادرة للمرة الأولي العمال وطلبة التعليم الفني والمناطق الريفية والبعيدة التي لم تحصل إلا علي فرص محدودة للتدريب.. وتستهدف المبادرة تمكين هذه القطاعات من التعبير عن احتياجاتها في القضايا المختلفة التي تواجههم أو تشكل التوجهات المستقبلية للمجتمع المصري.. وتقول"غادة خليفة.. مديرة مشاريع تنمية المجتمع بمايكروسوفت مصر": نحن نؤمن بأن تعلم مهارات استخدام تكنولوجيا المعلومات والاتصالات يفتح الطريق أمامهم للحصول علي فرص عمل أفضل ويؤدي لحياة أفضل ومجتمعات أقوي.. ولذلك ندعم العديد من البرامج والمبادرات التي تتيح هذه الفرص ومنها تلك المبادرة الجديدة التي تسعي أيضا إلي تمكين المزيد من المصريين من التعامل مع شبكة الإنترنت والمشاركة في تشكيل مستقبل مصر عن طريق التفاعل مع الشبكات الاجتماعية التي أطلقت الثورة ولها الآن تأثير واضح علي مستقبل مصر السياسي والديمقراطي..فمن بين أهداف المبادرة الأخري تمكين صانع القرار من الوصول إلي قطاعات أوسع من المواطنين ومعرفة الآراء الحقيقية حول مستقبل البلاد.. وذلك لتجاوز التصور التاريخي حول تعبير شبكة الإنترنت عن النخبة والأفضل تعليما وهي النسبة التي لا تمثل أكثر من 20٪ من المجتمع المصري في الحقيقة، الأمر الذي يصنع علاقة صحية بين المواطن وصانع القرار في مرحلة ما بعد الثورة.. ويقول" حسان قباني..العضو المنتدب للمؤسسة المصرية لخدمات المحمول-موبينيل-":لقد أطلقنا مبادرة جديدة لتأهيل وتوظيف 100 ألف مصري بالتعاون مع مجموعة من منظمات المجتمع المدني وهي جمعية الأورمان ومؤسسة ابتسامة والمؤسسة التنموية للسيدات المصريات للعمل الحر (أوتاد) ومؤسسة إنجاز- مصر والمؤسسة التنموية لتمكين ذوي الاحتياجات الخاصة..ومن خلال هذه المبادرة نسعي لمحاولة المساعدة في القضية الرئيسية التي تهم المصريين في الحاضر والمستقبل وهي خلق فرص العمل الكريمة بما يضمن استدامة التنمية في مصر علي المستويين الاجتماعي والاقتصادي.. أما المحور الآخر فهو من خلال التعاون في تبني هذه المبادرة النبيلة وريعها.. وسوف تقوم كل جمعية من الجمعيات المشاركة باستخدام آلياتها الخاصة ومعايير الاختيار الخاصة بها لانتقاء الأفراد الذين سوف يستفيدون من هذه المبادرة في الحصول علي التدريب أو التأهيل أو فرص العمل..وسوف تقوم جمعية الأورمان - في إطار المبادرة - بتقديم قروض متناهية الصغر تهدف إلي توفير الرزق الكريم للمحتاجين والمرأة المعيلة وغيرها من الفئات التي تحتاج إلي الدعم.. إن هذه المبادرة تأتي كمشاركة في التحدي الكبير الذي يواجهه المجتمع في الوقت الحالي وهو توفير فرص العمل في جميع القطاعات المنتجة الأمر الذي يجب أن تتكاتف كل الجهود من أجل تحقيقه..وهذه المبادرة جاءت من أجل إحداث تنمية حقيقية في المجتمع وحتي تستطيع كل الأيادي مساعدة نفسها والآخرين.. اما مشروع"الماء أصل الحياة " فتتبناه شركة اتصالات في مختلف أنحاء الجمهورية من أجل المساهمة في القضاء علي مشاكل المياه بالتعاون مع عدد من منظمات المجتمع المدني مثل هيئة »كير« الدولية وجمعية رسالة و الجمعية المصرية للتنمية المتكاملة وغيرها من منظمات تنمية المجتمع . ويتوقع أن يستفيد من المشروع مئات الآلاف من المواطنين في 7 محافظات ويشمل المشروع خمسة محاور رئيسية ..أولها وأهمها هو توصيل المياه الصالحة للشرب للمنازل والمدارس والوحدات الصحية في القري المحتاجة التي تعاني من قلة أو انعدام مياه الشرب..أما المحور الثاني فهو تنقية المياه في القري والمناطق الريفية والتجمعات السكانية التي يوجد فيها مصادر مياه ولكنها تحتاج إلي تنقية وسوف يتم تزويد هذه المناطق بأنظمة ومعامل لتنقية المياه عند مصادرها وتحويلها إلي مياه صالحة للشرب.. أما المحور الثالث فهو إدارة مياه الري وهو موجة للقري التي تعاني من أزمات في مياه الري .. وبالنسبة للمحور الرابع فهو يهدف لمواجهة الفشل الكلوي في القري التي ترتفع فيها نسبة أمراض الكلي بشكل ملحوظ وتساهم الشركة في توفير أحدث أجهزة الغسيل الكلوي وأجهزة تنقية المياه اللازمة لها للمستشفيات والوحدات الطبية..