بينما أعلنت رئاسة الجمهورية، ترحيبها بزيارة المستشارة الألمانية، إنجيلا ميركل، إلي مصر، التي تبدأ الخميس المُقبل، أكدت المستشارة الألمانية، أن المسيحيين في مصر يعيشون أوضاعًا جيدة جدًا فيما يتعلق بممارسة الشعائر الدينية، ويتم تقديم الدعم الحكومي لهم، وهو يعدُّ مثالاً يُحتذي به بالنسبة لبلد غالبية سكانه من المسلمين. وأشارت ميركل، خلال لقائها مع الإذاعة الألمانية، قبل زيارتها للقاهرة، إلي أنها ستناقش قانون منظمات المجتمع المدني الذي أقره البرلمان المصري مع الرئيس السيسي، موضحةً أنها تؤمن بعمل المؤسسات لأنها تشكل جسراً بين مصر وألمانيا، مُشددة علي أن مصر دولة مهمة فيما يتعلق بعملية السلام في الشرق الأوسط، كما أن مصر بلد كبير وبحاجة للاستقرار الاقتصادي في ظل النمو السكاني المتسارع، مشيرة إلي أن الرئيس السيسي والحكومة وافقوا علي البرنامج الشجاع لصندوق النقد الدولي لمعالجة الأوضاع الاقتصادية، الذي تدعمه ألمانيا.. كما أشارت إلي أن هناك جانبا مهما لدعم الاستقرار، وهو أن مصر تقع في محيط دول مثل ليبيا والسودان، التي تعاني من درجات كبيرة من عدم الاستقرار، مردفة: »نحن حريصون علي استقرار مصر وخاصة أن لها دوراً مهماً في هذه القضايا، وتقدم أداءً جيداً حتي الآن»، وأعربت عن اهتمامها بإجراء محادثات مع مصر بشأن التوصل لحل سياسي في ليبيا، مشيرةً إلي أن مصر قوة إقليمية ولها دور كبير في الاستقرار السياسي بليبيا إلي جانب الجزائر وتونس، وشدّدت علي أن مصر عنصر استقرار مهم بالمنطقة، موضحة أنها لا تري للقضية الفلسطينية سبيلًا سوي بالعمل علي حل الدولتين. من جانبه، أكد السفير علاء يوسف، المُتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية، أن تلك الزيارة تأتي في إطار ما تشهده العلاقات »المصرية ذ الألمانية» من زخم متنامٍ في مختلف المجالات، بما يجعل ألمانيا من أهم شركاء مصر بالاتحاد الأوروبي. وأوضح، أن التعاون بين مصر وألمانيا لا يقتصر فقط علي الصعيدين الاقتصادي والتنموي، بل يمتد إلي المجالات السياسية والأمنية، حيث من المنتظر أن تشهد المباحثات بين القيادتين مناقشة سبل تعزيز التعاون في مجال مكافحة الإرهاب، بالإضافة إلي التباحث حول التطورات المتعلقة بالقضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك. من جهة أخري، استقبل الرئيس عبد الفتاح السيسي، الأحد الماضي، فضيلة الإمام الأكبر، الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، وشهد اللقاء استعراضاً للجهود التي يقوم بها الأزهر لتجديد الخطاب الديني، وتنقيته من الأفكار المغلوطة. وأكد السيسي، أن الأزهر الشريف هو منارة الفكر الإسلامي المعتدل، مشيراً إلي المسئولية الكبيرة الملقاة علي عاتق الأزهر وشيوخه وأئمته الأجلاء في تقديم النموذج الحضاري الحقيقي للإسلام في مواجهة دعوات التطرف والإرهاب، ومشجعاً علي استمرار الجهود التي يقوم بها الأزهر الشريف في تجديد الخطاب الديني في الداخل والخارج، والتأكيد علي قيم التقدم والتسامح وقبول الآخر، خاصة في هذه المرحلة الفارقة من تاريخ الأمة التي تواجه فيها تحدي الإرهاب المتنامي علي نحو غير مسبوق. كما استقبل السيسي، الفريق أول جوزيف فوتيل، قائد القيادة المركزية الأمريكية، بحضور الفريق أول صدقي صبحي، وزير الدفاع والإنتاج الحربي، وسفير الولاياتالمتحدة بالقاهرة. وأكد السيسي علي أهمية العلاقات الاستراتيجية التي تجمع بين البلدين، خاصة علي الصعيد العسكري الذي شهد علي مدار عدة عقود تعاوناً مثمراً بين البلدين لما فيه المصلحة المشتركة للجانبين والمنطقة والعالم، كما أكد الرئيس أن تنامي خطر الإرهاب والتهديدات التي يفرضها علي مختلف دول المنطقة والعالم يحتم ضرورة زيادة التنسيق علي الصعيد الدولي للتوصل إلي استراتيجية مشتركة ومتكاملة لمواجهة تلك التحديات، ومشيراً إلي أن مصر لم تدخر وسعاً في سبيل مكافحة تنامي الإرهاب والفكر المتطرف، وخاصة علي مدي السنوات الثلاث الماضية.