استكمالا للحديث عن أهمية التعليم والبحث العلمي في تحقيق النهضة والتقدم، الذي كان ركيزة النجاح في العديد من البلدان لتخرج من دائرة البلدان النامية وتلحق بالدول المتقدمة علميا واقتصاديا، مثل تركيا والهند والصين وماليزيا والبرازيل وغيرها، هذا التوجه يمكن الأخذ به في مصر، خاصة أن مصر لديها قاعدة علمية متطورة، ويتوافر لديها العلماء في كافة التخصصات، ويوجد في مصر العديد من مراكز البحث العلمي التي استطاعت أن تنجز الآلاف من براءات الاختراع، والابتكارات في مجالات عديدة.. في الصناعة والزراعة والطاقة وغيرها.. وبعض هذه الاختراعات والابتكارات تسعي الشركات العالمية إلي اقنتاصها لتحقق من ورائها ثروات طائلة.. هذه الابتكارات والاختراعات تحتاج فقط إلي الاهتمام والرعاية، وأن توجه لخدمة القطاعات الإنتاجية، وهذا من خلال بناء جسور التعاون بين القطاعات الإنتاجية، ومراكز البحوث والجامعات، وهذا يحقق التقدم الصناعي والزراعي والخدمي في جميع المجالات. توجد في مصر حاليا تجربة رائدة تقوم بها إحدي الشركات العالمية الألمانية، حيث تنظم مسابقة سنوية لاختيار أفضل مشروعات التخرج لطلاب كليات الهندسة بالجامعات المصرية، بهدف تحفيز طلاب كليات الهندسة علي الإبداع والابتكار لإيجاد حلول عملية للمشكلات الصناعية والبيئية باستخدام التكنولوجيا الحديثة.. هذا المناخ يحفز المبدعين والمخترعين والمبتكرين علي إيجاد الحلول واكتشاف المواهب الجديدة الواعدة، التي تقود الأمة نحو المزيد من التقدم العلمي والتكنولوجي.. وتدفع بالمجتمع نحو آفاق جديدة.. هذا إلي جانب توفير التمويل والموارد للبحث العلمي ليقوم بدوره، وهذا من خلال الشراكة بين الدولة والقطاعات الإنتاجية والخدمية.. هذا هو الطريق الذي سلكته البلدان التي حققت النهضة والتقدم!