أنغام.. الصوت الشجي.. والإحساس الصادق.. والأداء الرائع، تعبر بأغانيها إلي الأذواق المُختلفة، لم تعد أغانيها تناسب سن المراهقة فقط بل أصبح جمهورها من جميع الأعمار، ذلك ما أظهره فعلًا حفلها الأخير بالمسرح الكبير، في ثاني أيام العام الجديد. خفيفة الظل، وخجولة جداً علي المسرح، كانت تطلق ابتساماتها بين الحين والآخر مع كل تعليق من الجمهور علي أدائها أو التعبير عن حبهم الكبير لها ولمسيرتها الفنية الطويلة.. أنغام حالة فنية رائعة، مازالت تحافظ علي وجودها علي الساحة الغنائية التي اكتظت بالعاهات الفنية الغنائية. غنت أنغام 26 أغنية من أجمل أغنياتها الجديدة وسط تفاعل الجمهور علي مدي أكثر من ساعتين، واكتظ المسرح لمتابعة أمسية غنائية أكثر من رائعة أعادتهم إلي أمجاد الراحلة كوكب الشرق أم كلثوم. عندما تغني أنغام تعيش بقوة في حالة الأغنية، وتجيد تمثيل الكلمات بتعبيرات وجهها الصادقة وعينيها المغلفتين بالحزن، فيجد المشاهد نفسه متعاطفاً مع المطربة وكأنها تغني عن نفسها، وكذلك يعطي أداؤها التمثيلي فهما أكثر عمقا لمغزي الكلمات والتعبيرات، كذلك يدرك الجمهور جيدًا قصص الحب التي مرت بها مطربته المفضلة، وانتهت جميعا إلي لا شيء. بدأ الحفل بأغنية بلدي التاريخ من كلمات أمير طعيمة وألحان خالد عز، الشاعر أمير طعيمة له النصيب الأكبر في اختيارات أنغام، حيث غنت له 7 أغنيات بدأتها بأغنية »حتة ناقصة» ألحان عزيز الشافعي، وفي هذه الأغنية تعاون عائلي ما بين أنغام وشقيقها خالد محمد علي سليمان. بدأت أنغام تُعيدنا للوراء مع أغنية »شنطة سفر» من كلمات فاطمة جعفر، وألحان وتوزيع والدها محمد علي سليمان، هذة الأغنية التي كانت من أسباب شهرة أنغام في بدايتها مع أغنية »في الركن البعيد الهادي». أنغام قدمت أغنيات حديثة لا تتعدي الأغنية عشر دقائق، وما زالت أغنية »سيدي وصالك»، وهي من كلمات عزت الجندي، وألحان شريف تاج، وتوزيع طارق عاكف، من الأغاني المكررة التي يحب أن يسمعها الجمهور في كل حفلاتها، ورغم أنها كانت آخر أغنية في البرنامج إلا أن أنغام رأت ألا تترك الحزن والفراق للختام فغنتها بعد الأغنية الرابعة.