أشعلت الحرائق التي نشبت في الغابات الإسرائيلية علي مدار الأيام الماضية، وسائل التواصل الاجتماعي في مصر، حيث هلل الأغلبية لألسنة النيران التي تزداد ساعة بعد أخري بسبب حالة الطقس والرياح معتبرين ما يحدث ردا من السماء علي مشروع قانون إسرائيلي بمنع الأذان في القدس، وهو ما جعل هاشتاج »إسرائيل تحترق» يتصدر موقع التدوينات القصيرة »تويتر». لم يستطع الكيان الصهيوني إخماد النيران بمفرده وطالب جيرانه بالمساعدة، وفي الوقت الذي هرع فيه رجال الإطفاء في فلسطين إلي إخماد الحرائق وأعلنت عائلات عربية استعدادها لاستضافة أسر يهودية غادرت منازلها من جراء الحريق إلا أن الإعلام العبري حمل فلسطينيين مسئولية ماحدث وتوقع خبراء ردا إسرائيليا قاسيا. وصفت تقارير إسرائيلية غير رسمية الخسائر التي سببتها الحرائق بأنها الأعلي تكلفة في تاريخ إسرائيل وقالت إن قيمتها بلغت ملياري شيكل (نحو 515 مليون دولار). وأشارت صحيفة »يديعوت أحرنوت» الإسرائيلية إلي أنه إذا تم تحديد الحرائق علي أنها عمل إرهابي ستتحمل الدولة عبء تعويض المواطنين عن الأضرار التي تعرضوا لها، وهذا يعني أنها ستدفع تعويضات عن الخسائر المباشرة وغير المباشرة للشركات والمزارعين الذين دمرت أراضيهم في الحرائق، حيث بلغ حجم الخسائر للمنازل أكثر من 180 مليون دولار والممتلكات العامة ما لا يقل عن 77 مليون دولار. علي إسرائيل أيضا أن تدفع فاتورة المساعدات الجوية والبرية التي قدمتها بلدان أخري، فخدمات الناقلة الأمريكية العملاقة فقط تقدر ب51 مليون دولار، وستكون هناك حاجة لمزيد من الأموال لإعادة تأهيل الغابات التي دمرتها النيران. وأضافت الصحيفة أن رجال الدفاع المدني الفلسطيني الذين وصل عددهم إلي نحو 40 شخصا يحظون بترحيب كبير في إسرائيل بعد تطوعهم للمساعدة في إخماد النيران. أما صحيفة »كيكار هاشابات» فقد ذكرت أنه تم الإعلان رسميا علي أن »انتفاضة إشعال النيران» عمل إرهابي فلسطيني متعمد وحرب فلسطينية علي إسرائيل! وقالت الصحيفة نصا: إن النيران التي تجتاح إسرائيل الآن هي انتفاضة جديدة يقوم بها إرهابيون عرب تم القبض علي بعضهم متلبسين بالجريمة ساعة إشعالهم النيران! ونشرت صحيفة »معاريف» الإسرائيلية أن طائرات إطفاء النيران قد حلقت طوال الساعات الأولي للحريق فوق مدينة »زخرون يعكوف» الإسرائيلية وسيطرت عليها فعليا في ساعات الليل المتأخرة ولكن مع بداية أول ساعات صباح اليوم التالي هبت رياح شرقية ساخنة وجافة، فأشعلت النيران مجددا. تم إخلاء حوالي 57 ألف مواطن من سكان مناطق كثيرة مثل »دوليف، شفاعمرو، نهاريا، لاخيش، يركا، رفيديم، كابول، نتاف، هاردوف، تيفن، ومعلوت» بعد أن تضررت المنازل والممتلكات، لتفادي حدوث أي إصابات، وتفيد آخر الإحصائيات بأنه نشب في هذه الأيام أكثر من 600 حريق بالمجمل، وأصيب 133 شخصا جراء استنشاق الدخان، وكانت إصابة واحدة حرجة، ولحسن الحظ لم يتضرر أحد من النار مباشرة، ولم تسفر الحرائق عن خسائر في الأرواح، مدينة حيفا هي المدينة التي لحق بها أكبر ضرر، إذ اضطرت 1616 عائلة إلي مغادرة منازلها، وتضرر 1784 منزلا، ومن بينها 527 منزلا لم تعد ملائمة للسكني وظل الطقس الجاف يصعب علي رجال الإطفاء عملهم. أصابت مشاهد الدمار والخراب التي انتشرت سكان المدينة وحولتها للون أسود وما زالت السلطات تحاول أن تقدر حجم الخسائر المادية التي لحقت بالمدينة.. وقد أشعلت النيران نقاشات عبر مواقع التواصل الاجتماعي أيضا، فيخشي الكثير من الإسرائيليين أن يكون الحديث عن إشعال نار نفذه فلسطينيون انتقاما من قانون المؤذن ويدعي آخرون أنه مشروع انتفاضة جديد. ومن جانبه صرح رئيس الحكومة الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، في مؤتمر صحفي، أن إسرائيل تواجه عملا إرهابيا خطيرا، واستند في أقواله إلي تحليل أولي للحرائق في بعض المواقع، وأكدت الأجهزة الأمنية أنه لا ينبغي التسرع والتقدير أن هذه الحرائق متعمدة لأن حالة الطقس الجافة تزيد النار في أنحاء إسرائيل. ومع توهج النيران أرسلت تركيا طائرة إطفاء كبيرة وذلك بعد أن استجابت إسرائيل إلي اقتراح أنقرة لإرسال مساعدة، وبعد منتصف الليل هبطت طائرات إطفاء من اليونان، وإيطاليا، وروسيا، وقبرص، وكرواتيا، ومصر، والأردن، وفلسطين، الولاياتالمتحدة، أذربيجان، أوكرانيا، إسبانيا، وفرنسا. ويري د. سامي الإمام أستاذ اللغة العبرية والديانة اليهودية بكلية اللغات والترجمة جامعة الأزهر أن الحرائق في إسرائيل سيكون لها رد فعل قوي تجاه الفلسطينيين حينما يتأكدون من ضلوعهم فيها، وقد أعلنوا رسميا أن بعض الحرائق بفعل فاعل لكن لم يقدموا الدليل!.. وتمني أن تكون الحرائق وسيلة جديدة للمقاومة لأنها تخيف الصهاينة وفي كل الأحوال الفلسطينيون مضارون من أي رد فعل إسرائيلي فهم بدون أي مشاكل يعانون الحصار والتجويع. وينصح من يتحدثون عن الشماتة أن عليهم أولا أن يقرأوا ما يقال في الصحافة الصهيونية, وهذا مجرد مثال للشخصية الصهيونية التي تنضح بالكراهية ضد الإنسانية كلها وليس العرب فقط: »سوف نسكت المؤذن, ونُغلق الأفواه, ونفقدهم أي بارقة أمل»، و »علينا ألا نكتفي بإسكات صوت المؤذن ونحرق مساجدكم»! فهكذا يتوعدون علي الرغم من أنهم لم يقدّموا الدليل علي أن الحرائق إنما وقعت بفعل فاعل وعن عمد. ويقول د. عمرو زكريا أستاذ اللغة العبرية وخبير الشئون الإسرائيلية إن موقع »والا» الإسرائيلي نشر أن مصر والأردن أرسلا طائرات للسيطرة علي الحرائق التي نشبت في غابات إسرائيل الهائلة، والتي زاد من توجهها التقلبات الجوية فكلما يتم السيطرة علي الحرائق تغير الرياح اتجاهها فتشتعل النيران بمنطقة أخري مما تسبب في أن النيران ظلت مشتعلة عدة أيام متواصلة، وتؤكد أغلب التصريحات المحلية للدولة العبرية أن 50% من هذه الحرائق متعمدة.