في إطار فعاليات الجولة الثانية لتصفيات المجموعة الأفريقية الخامسة المؤهلة لكأس العالم في روسيا 2018 بين منتخب الفراعنة والمنتخب الغاني اكتسبت الساحرة المستديرة مذاقا خاصا من الأضواء والشهرة بعد أن دارت رحاها بين أقدام ألمع النجوم وكوكبة من الموهبين المحترفين من لاعبي المنتخبين، خلال وجبة كروية غاب فيها روعة الأداء الفني لفترات. والمباراة كانت قصة اختصر فيها كل جهاز فني جيشه وأسلحته في أحد عشر لاعبا وقطعة من الجلد.. إلا أن الأحداث شهدات كفاح لاعبي منتخب الفراعنة ودهاء كوبر المدير الفني للمنتخب وباقي جهازه الفني ونجح في تحويل السهرة الرياضية علي ستاد برج العرب إلي أفراح، وفاز بهدفين جميلين سجلهما الخطير محمد صلاح وعبدالله السعيد، وكانا سببا في أحقية رفع رؤوس المصريين وإعطائهم الحق في مواصلة المشوار بتذكرة فرعونية لمونديال روسيا 2018. وفي البداية أكد الكابتن مختار مختار المدير الفني للاتحاد السكندري أن الجميع كان يعلم أن المباراة ليست سهلة، خصوصا أن المنتخب الغاني يضم كوكبة من النجوم المحترفين بأندية أوروبا، الذين شاركوا في الدوريات ذات الفعالية هناك ويتمتعون بقدرات بدنية وفنية عالية هذا إلي جانب الشحن المعنوي المستمر من جانب مسئولي الكرة هناك بأنهم لو خسروا سوف تصبح فرصهم في الوصول لأعتاب مونديال روسيا شبه مستحيلة، وبالطبع كل هذا يحتاج كان لتكاتف الجهاز الفني بقيادة الأرجنتيني كوبر واللاعبين والجماهير بضرورة اختيار التشكيل الأمثل لمواجهة نجوم غانا، وأؤكد أنه نجح بذكاء في قراءة المباراة بين شوطي المباراة - ولأن اللاعبين دائما مايبقي عليهم الدور الأكبر بعد الجهاز الفني بالتركيز وتنفيذ تعليماته واقتناص أي فرصة للتسجيل فبالفعل استفادوا من خطتهم الدفاعية حتي نهاية الشوط الأول، ونجحوا في إحداث هزة نفسية في نفوس لاعبي غانا وفي الشوط الثاني استفادوا من هذه الهزة وصمدوا أمام لاعبي غانا والفضل يرجع لهم جميعا وبالأخص عصام الحضري وتريزجيه ومحمد صلاح والداهية رمضان صبحي. ويضيف الكابتن علي أبو جريشة ويقول: مخطئ من كان يظن أن هزيمة منتخب الفراعنة لمنتخب الكونغو في الجولة الأولي لتصفيات مطمئنة في ذات الوقت الذي تعادل فيه منتخب غانا بملعبه مع أوغندا، وأن فوز منتخب مصر بات سهلا وكنت أردد بأن لقاء مصر وغانا في الجولة الثانية لتصفيات المجموعة الأفريقية الخامسة المؤهلة لكأس العالم بروسيا 2018 الذي أقيمت فعاليته بستاد برج العرب صعب للغاية وربما يكون حجر الزاوية في مشوار منتخب مصر لتخطي عقبات التصفيات وحصاد نقاط المباريات والفوز بأحقية الوصول للمونديال وقد بات هذا واضحا من تحلي نجوم غانا بأعمار صغيرة تتمتع بالمراوغة الفذة أمثال أكاسو أندي جوردن أيوا لاعب أستون فيلا وأدوين جايما وأيمانويل بادور لاعب أودنيزي الإيطالي والمدافع هاريسون أفول وتوماس بورتي لاعب أتليتكو مدريد الأسباني، وانتظرنا مباراة قتالية من محمد صلاح وزملائه من أجل الوصول لمونديال روسيا في ظل ما كانوا عليه من معنويات ونفسية مرتفعة، لكن ظهر أن كوبر يمتلك خطة جيدة للعب بخطة دفاعية مؤقتة لإجهاد لاعبي غانا والفوز بهدف مبكر في وقت قاتل، وبالفعل نجح في تحقيق غرضه. وفي الشوط الثاني ركز علي تنفيذ اللاعبين لتعليماته ودفع برمانة الميزان رمضان صبحي الذي سبب قلقا للمنتخب الغاني ونجح في اقتناص الفرص أهدي منها واحدة لعبد الله السعيد سجل منها هدف المنتخب الثاني، الذي أضاع آمال منتخب غانا ولا أنسي دور السد العالي عصام الحضري الذي ذاد بشجاعة عن مرماه وكان من أهم الأسباب التي ستوصلنا لمونديال 2018 بروسيا. ويري حلمي طولان المدير الفني لسموحة أنه يؤمن دائما بأن احترام المنافس ودراسة كل صغيرة كبيرة في نقاط القوة والضعف بين صفوفه هي أقصر الطرق التي تفتح الطريق للفوز، ورغم أن الأجواء التي سبقت المباراة الحاسمة لم تكن علي هذا المستوي خصوصا في التغطية الإعلامية التي أكدت أن المباراة سهلة وأن المنتخب الغاني سهل الفوز عليه، بل إن التأهل لنهائيات كأس العالم بموسكو أصبح قاب قوسين من منتخب المحروسة ولكن نتيجة المباراة كشفت عن أن الإعداد النفسي كان هو الأهم في إحكام كوبر مجريات الأمور في المباراة بعكس مدرب منتخب غانا، ويبدو أن ماحدث من محاضرة قبل وبين شوطي المباراة كان الدافع للأداء بثقة وإلي سرعة التصرف بلا انفعال وإلي التركيز لتفادي أي أخطاء في تنفيذ الخطة - وإلي استثمار المهاجمين للفرص وهذا هو ما نجح فيه كوبر في تحريك اللاعب تريزجيه من ناحية اليسار واختراق دفاع لاعبي غانا بجرأة شديدة حصل منها علي ضربة جزاء صحيحة سجل منها محمد صلاح الذي ظل محاصرا من ثلاثة لاعبين في دفاع غانا هدفا قاتلا علي يمين الحارس وكان فاتحة خير علي لاعبي الفريق، وإحداث نقلة نوعية في الأداء بعد أن تحولت الخطة الدفاعية لأخري هجومية متزنة في تقارب خطوط فريق منتخب الفراعنة، ويكفي أن نقول إنهم كانوا بحق نجوما يعرفون معني تحمل المسئولية وعلي رأسهم الموهوب رمضان صبحي الذي تلاعب بدفاع لاعبي غانا وأخرجهم عن شعورهم وتسبب في إهداء السعيد كرة بينية جميلة داخل منطقة جزاء غانا سجل منها السعيد الهدف الثاني وجعل كل الجماهير سعيدة ويري خالد القماش المدير الفني السابق للإسماعيلي أن فعاليات مباراة منتخب مصر وغانا.. كشفت أن أداء المنتخب المصري كان يحتاج فيها لتنويع الهجوم من الأطراف والاستفادة من سرعات محمد عبدالشافي والنني وأحمد فتحي لتمويل الموهوبين محمد صلاح ورمضان صبحي والاستفادة منهما أيضا في الاختراق عن طريق تنويع الهجمات وإرسال تريزيجيه والنني البينية لعبدالله السعيد واتفق طلعت يوسف المدير الفني لبتروجيت ومحمد عمر المدير الفني للمنتخب العسكري علي أن مستر كوبر كشف عن أن جميع لاعبي منتخب غانا خصوصا لاعب الدفاع هاريسون أفول أفضل ظهير أيمن محترف بالدوري الأمريكي وعبدالرحمن بابا الذي يلعب في شالكه الألماني وهو من أهم مفاتيح اللعب في المنتخب الغاني.. ومعه جون بويبه الذي يجيد اللعب بالكرات الرأسية ويلعب في مركز المساك.. وقبلهم الحارس آدم كواسي وغيرهم من لاعبي الوسط والهجوم بمثابة كتاب مفتوح من خلال متابعة المواجهات التي لعبها المنتخب الغاني، ومن خلال أداء كل لاعب يلعب مع فريقه في الاحتراف الخارجي ونري أنه نجح في وضع الخطة المناسبة لمواجهة منتخب غانا التي سعي فيها منتخب مصر بقوة لتحقيق شعار لا بديل عن تحقيق الفوز للخروج منها بنصر كروي مهم.. وبالفعل قدم لاعبو المنتخب ماراثون من الأداء الخططي الجيد ونفذوا التعليمات واستحقوا الفوز بعد استدراج لاعبي غانا لخندق القلق طوال شوطي المباراة بذكاء، واستحقوا الفوز بهدفين ونتمني أن يستمروا في حصاد كل نقاط باقي المباريات في التصفيات ونبارك لهم بالوصول لمونديال روسيا 2018. ويؤكد الكابتن عبدالحميد بسيوني أن مفتاح الفوز كان في يد الجماهير التي احتشدت في المدرجات باستاد برج العرب بالالتزام والتشجيع المثالي وعدم استعجال اللاعبين لتحقيق الفوز.. والأجمل أنهم ساعدوا لاعبي منتخب الفراعنة في خوض اللقاء بعيدا عن أي ضغط.. وأود القول إن المباراة أكدت أن المنتخب يضم جهازا فنيا محترما قادرا علي التغلب علي كل الصعاب في الملعب وغيره ولكن أيضا لابد أن نحيي منتخب غانا الذي ظل يحاول حتي آخر دقيقة من الشوط الثاني.