وسط حالة من الارتباك بدأ الأحد الماضي أكثر من 18 مليون طالب عامهم الدراسي الجديد في أكثر من 53 ألف مدرسة وبدا واضحاً أن العام الجديد سيكون »غير سعيد» سواء من خلال زيارة وزير التعليم للمدارس أو من خلال الشكاوي التي تلقتها »آخرساعة» من أولياء الأمور بسبب عدم انتهاء الصيانات وتأخر توزيع الكتب وغيرها من المشكلات. وتشير أرقام الوزارة الرسمية إلي أن نسب العجز في الأنشطة الأساسية في المدارس بلغ 30% مما يعيق تطبيق نظام التقويم الشامل، كما أن هناك أكثر من 20% من المدارس يطبق عليها نظام الفترتين الدراسيتين وهناك 5% يطبق عليها نظام أكثر من فترتين. وأطلق عدد من أولياء الأمور والمعلمين علي الفيس بوك حملة لنشر صور المدارس المتهالكة والفصول المكدسة بالطلبة وطالبوا بالمشاركة في الدفاع عن الحق في التعليم من خلال نشر الصور واسم المدرسة والإدارات التابعة لها لكشف المشكلات. وتلقت »آخرساعة» عددا من الشكاوي من أولياء الأمور والمعلمين، وكانت الشكوي الأولي من مدرسة الزنيقة الابتدائية بقرية الزنيقة بإسنا في محافظة الأقصر التي تم إنشاؤها عام 1977 ولم تخضع لأي تجديد من تاريخه حتي الآن. وقال أحد أولياء الأمور إن الطلاب لاحظوا وجود حائط مائل في حمام المدرسة ويمكن أن يسقط علي الطلاب في أي وقت وأن الفصول بدون تهوية وهذا يتسبب بالتأكيد في نقل الأمراض. أما الشكوي الثانية فكانت من أولياء أمور طلاب مدرسة التحرير الابتدائية بالجيزة وأكدوا أنهم فوجئوا بوجود أعمال ترميمات وعمال وتكسير في فناء المدرسة بالإضافة إلي وجود أسلاك عارية، ما يعرض حياة الطلاب للخطر. وقال محمد حسن، رئيس مجلس الآباء بالمدرسة إن إدارة المدرسة أبلغت مديرية التربية والتعليم بالجيزة قبل بدء الدراسة بهذا الوضع السيئ إلا أن المديرية أمرت ببدء الدراسة في موعدها بالمدرسة دون أي تأجيل. وطالب وزارة التربية والتعليم بالتحرك فورا، وإيقاف الدراسة بالمدرسة لحين استكمال الصيانات بها علي أن ينقل الطلاب لأقرب مدرسة لإنقاذهم وحمايتهم من أي مخاطر. وفي مركز البلينا بمحافظة سوهاج يعيش الأهالي في حالة من الرعب والقلق الذي يسيطر عليهم بسبب حضور أبنائهم إلي مدرسة العمارنة الابتدائية التابعة التي تعدُّ مدرسة آيلة للسقوط وبها علامات رشح للمياه في جدرانها وصلت حتي الأسقف، كما أن بها شروخا في جميع الأساسات. وقال محمود علي إنه ملّ من تجاهل هيئة الأبنية التعليمية بمحافظة سوهاج طلباتهم المتكررة لإصلاح المدرسة أو بناء مدرسة أخري في منطقة فراغ بجوارها وأن كثيرا من الطلاب يخشون من الحضور إليها بسبب تلك المشكلات التي لم يتم حلها إلي الآن. فيما تلقت »آخرساعة» عددا من الشكاوي لعدم وصول الكتب سواء إلي الإدارات التعليمية أو المدارس في عدد من المحافظات، وقال محمود سمير أحد أولياء الأمور بمنطقة فيصل بالجيزة إن كتب الوزارة موجودة بالمكتبات الخارجية وليس في المدارس، مشيراً إلي أن تلك المكتبات شهدت إقبالاً كبيراً من أولياء الأمور في اليوم الأول لبدء العام الدراسي. ونتيجة غياب رقابة وزارة التربية والتعليم علي مدارسها ارتكبت مدرسة كلية السلام الرسمية للغات بنين مخالفة قانونية بعد أن أجبرت أولياء الأمور علي شراء الزي الرسمي من المدرسة. وقال محمد إسماعيل أحد أولياء الأمور إن المدرسة فاجأتنا بقرار جديد عقب انتهاء إجازة عيد الأضحي المبارك بعد أن قالت في بيان رسمي لها علي صفحتها بالفيس بوك إن شراء الزي إلزامي من المدرسة وأنه سيكون بني اللون ولا يُباع في أيٍ من المحلات الخارجية وهو ما يخالف القرارات الوزارية التي تحظر ذلك. وأضاف إن عددا من أولياء الأمور اعترضوا علي ذلك الأمر، وذلك لأن السعر المباع به داخل المدرسة مرتفع للغاية ووصل إلي 600 جنيه في حال أنه من الممكن شراؤه من الخارج بنصف الثمن إلا أن المدرسة لم تعبأ بتلك الشكاوي. وعلي جانب آخر شهد عدد من المدارس والإدارات التعليمية حالة من الارتباك بعد صدور قرار بإلغاء امتحانات الميد تيرم ثم العودة للعمل به دون أن ترسل الوزارة أي نشرات سواء بالقرار أو إلغائه وهو ما تسبب في تضارب المعلومات بشأنها. ومن جانبه أكد أحمد محمد علي أحد معلمي الصف الأول الثانوي بإحدي مدارس الشرقية إن كثيرا من المدارس شهدت أزمة أخري تتعلق بتطبيق لائحة الانضباط المدرسي التي لم يتم تدريب المعلمين علي تطبيقها بشكل جيد كما أن الوزارة لم ترسل بيانات توضيحية عن طريقة متابعتها وخصوصاً أنها مرتبطة بدرجات نهاية العام بالنسبة للصف الأول الثانوي. وعلي جانب آخر فإن زيارة وزير التربية والتعليم الدكتور الهلالي الشربيني التي افتتح بها العام الدراسي بعدد من مدارس محافظة القاهرة شهدت هي الأخري عددا من المشكلات وشملت الزيارة عدة مدارس هي: مدرسة كلية النصر القومية بالمعادي، ومدرسة المعادي الثانوية بنات، ومدرسة الفنية المعمارية بحي دار السلام، ومدرسة الواحة الدولية للغات بالمقطم. فمع بداية اليوم، سادت حالة من الارتباك بجولة وزير التربية والتعليم، حيث كان من المقرر وفقا لما أعلنته الوزارة في بيان إعلامي أن يبدأ الوزير جولته بحضور طابور الصباح بمدرسة المعادي الثانوية للبنات لكن الشربيني فوجئ أثناء توجهه للمدرسة بعدم وجود طابور وأنها لا تزال في مرحلة الصيانة كما أن فناء المدرسة غير مجهز لإقامة طابور الصباح. ولذا قرر تغيير مسار جولته ليبدأ بمدرسة كلية النصر التابعة للمعاهد القومية جاء ذلك فور إبلاغ قيادات مديرية التربية والتعليم بالقاهرة، للوزير بصعوبة إقامة طابور صباح بمدرسة المعادي الثانوية للبنات لوجود أعمال صيانة مستمرة بها.. وعلي الفور توجه الوزير إلي مقر مدرسة كلية النصر القومية بالمعادي وهناك أصيبت إدارة المدرسة بحالة من الارتباك نظرا لكون زيارة الوزير مفاجئة والمدرسة لم تكن مستعدة لها. وسأل الوزير مديرة مدرسة كلية النصر أثناء تفقده ساحة المدرسة قائلا: »هو مافيش طابور؟»، ثم توجه إلي فناء المدرسة، حيث شارك الطلاب في طابور الصباح وتحية العلم، وقام طلاب القسم الأمريكي بالمدرسة بتحية العلم باللغة العربية والإنجليزية. ثم تحاور وزير التربية والتعليم، مع أمينة مكتبة مدرسة كلية النصر بالمعادي، حيث سألها عن عدد الكتب الموجودة بداخلها وردت عليه قائلة إن عددها يتجاوز 7 آلاف كتاب ثم سأل الوزير مسئولة المكتبة عن معلوماتهم عن بنك المعرفة الذي تم إطلاقه مؤخرًا، فردت قائلة: »ما نعرفش حاجة عنه» فرد الوزير: »كونكم مش عارفين حاجة ده شيء مش كويس».. وطلب الوزير من إدارة المدرسة ضرورة الاشتراك في بنك المعرفة وتعريف الطلاب بكيفية الاستفادة منه سواء في المكتبة أو البيت. وبعد ذلك عاد الوزير لمدرسة المعادي الثانوية، وتفقد المعامل وفصول المدرسة، وأكدت له مديرة المدرسة أنها اضطرت لاستخدام فناء المدرسة لإنشاء مبني آخر وتحويل المدرسة إلي فترة واحدة بدلا من فترتين. كما أن الوزير فوجئ أثناء جولته بأحد فصول الصف الثالث الثانوي بإنه لا يوجد به سوي ثلاث طالبات وقال الوزير للطالبات: بلغوا زميلاتكم أننا بناخد الغياب وكل اللي بيغيب هيتحاسب. من جانبه قال الدكتور حمدي عرفة خبير الإدارة المحلية إن مهازل بنايات المدارس وصلت إلي ذروتها خاصة في القري والكفور والنجوع التي يصل عددها إلي 31 ألف قرية وكفراً ونجعاً وعزبة وتتمثل في قلة المواصلات وعدم رصف الطرق ووجود عجز للمدرسين في محافظتي مرسي مطروح والبحر الأحمر وضعف الإضاءة في الفصول وهناك عدد من الطلاب خاصة في محافظات الصعيد وبعض محافظات الدلتا يفترشون الأرض لعدم وجود مقاعد. وأشار إلي أن عددا من المدارس في محافظتي القليوبيةوالشرقية توجد بالقرب من الصرف الصحي مما يعرض الطلبة إلي انتشار الأمراض فضلا عن أن متوسط حاجة كل محافظة من المدارس تصل إلي بناء 3800 فصل جديد ومن بينها الحصول علي أكثر من 170 قطعة أرض في كل محافظة في ظل أن عدد الأراضي التابعة للوزارة ضئيلة جدا والحل هنا في مشاركة البناء التعاوني بمشاركة الأهالي بالتبرع بقطع الأرض مجانا لصالح الدولة.