مايسة وأميرة فى مشهد من الأوبرا الجديدة هذا العرض كان مختلفاًعن عروض الأوبرا التقليدية التي غالبا ما يهرب الجمهور من مشاهدتها، لأول مرة يقدم مجموعة شباب عرضا للأوبرا ممزوجا بأغاني وموسيقي الجاز والتمثيل والاستعراضات المبهرة استغرق العرض نحو ساعة. رحلة الميلاد لهذه التجربة الفنية المبهرة بدأت من خلال مايسة أورنسا وأميرة رضا، صديقتين، مغنيتي أوبرا اشتركتا في الغناء معا في حفلات الأوبرا ، وقدمتا بجهودهما الفردية دويتوهات غنائية مستقلة علي مسرح ساقية الصاوي وأصبح لهما برنامج شهري تحت عنوان "أوبرا الساقية" ثم قررتا أن تقدما شيئا جديدا، بمساعدة فرقة مسرحية مستقلة اسمها "تياترو" قدمها مسرح الموسيقي الدرامية.. تقول أميرة التي تخرجت في كلية التربية الموسيقية: كنت معترضة علي التسمية، لأنه لايوجد فن بهذا الاسم من الأساس، لكن عمر المعتز بالله المخرج ومدير تياترو قال لي إننا نقدم فنا جديدا وبالتالي لابد له من اسم جديد". قصة تقديم العرض كانت غريبة ، جاءت صدفة وسريعة جداً تحكيها مايسة والتي تعمل أيضاً مهندسة للديكور: "الموضوع جاء صدفة، كنا متفقين أن نقدم حفلة غنائية عادية في ساقية الصاوي، عرضاً قدمناه أكثر من مرة هناك عبارة عن حفلة غنائية ثنائية أقدمها أنا وأميرة، كنا نفكر في تجديد هذه الحفلات وتحدثت مع عمر الذي كان زميلي في كلية فنون جميلة وعرضت عليه أن يساعدنا، وكان الكلام علي أساس أن يدعمنا في أمور بسيطة كتصميم البوستر وعمل الدعاية للحفلة والمساعدة في تقديم ديكور مختلف يعطي للعرض روحا جديدة، بدأنا أولاً مع البوستر، استأجرنا فساتين موضة الثلاثينيات من القرن الماضي ونزلنا وسط البلد، وقمنا بتصوير عدة صور أبيض وأسود، ثم طرح علينا عمر تقديم شيء مختلف تماماً، مسرحية استعراضية تجمع بين التمثيل والاستعراض والأوبرا والجاز، وكان هذا قبل ميعاد العرض ب3 أسابيع فقط.." ويشرح عمر الفكرة أكثر ويقول: "الأوبرا فن جميل لكنه غير منتشر بمصر وكثير من الشباب لايتقبله، ففكرنا في طريقة نقدم من خلالها هذا الفن داخل قالب موسيقي قريب من الناس (الميوزيكال والجاز) ومن خلال "حدوتة" درامية تتحدث عن مجموعة من بنات الكورال كلهن يحلمن بأن يصبحن »البريما دونا« أو النجمة الأولي علي المسرح، ومن خلال هذا الحلم تنشأ العديد من المواقف الدرامية بين البنات. لكن هل يمكن لمغنيتين في الأوبرا أن تتعلما التمثيل في 3 أسابيع فقط؟ يقول عمر "كان ممكناً مع مايسة وأميرة، كنت أعرف مايسة من خلال زمالتي لها في كلية فنون جميلة وكنت أري فيها ممثلة جيدة، وأميرة أيضاً تملك الموهبة. كانتا تحتاجان فقط بعض التدريب، ورغم الضغط الزمني لكن حماس فريق العمل كله كان يساعدنا كثيراً وكانت البروفة التي تحتاج لتدريب أسبوع تنتهي في ساعة واحدة فقط" عندما وافقت مايسة وأميرة علي الفكرة، بدأ الثلاثي يفكرون في الأغاني التي سيقدمونها والجو العام للمسرحية الذي اتفقوا أن يدور في الثلاثينيات، وتحدث عمر مع سارة خليل وهي زوجته وشاركت في التمثيل في العرض وهي أيضاً من قامت بكتابة السيناريو الخاص بالمسرحية وكان عليها أن تضع كل الأغاني التي اختارتها مايسة وأميرة في قالب درامي. وتقول مايسة " الأغاني لم تكن مرتبطة ببعضها، كانت هناك أغنية حزينة وأغنية سريعة وأخري في شكل كوميدي... لكن سارة استطاعت أن تربطها ببعض في إطار قصة، لمجموعة من البنات يعملن في الكورال وكلهن يساورهن حلم واحد أن يكن "البريما دونا". العرض كان به عدة مفاجآت يقول عمر "الجمهور كان كبيراً جداً بشكل فاجأنا كلنا، عادة عروض الأوبرا لاتجذب عددا كبيرا من جمهور الشباب الذي يتردد علي الساقية، ربما عندما علموا أن هذا العرض هو أوبرا في إطار مسرحية درامية وأشكال موسيقية مختلفة جذبتهم الفكرة، وأرادوا أن يتعرفوا عليها" وإذا كان حضور الجمهور عنصرا مهما، فإن رد فعله وتفاعله مع العرض أهم بكثير وتقول أميرة "في كل مرة كنا نقدم حفلة غنائية كان رد الفعل لايتعدي التصفيق والإعجاب بالأغنية، لكن هذه المرة كانت مختلفة تماماً، فعندما كنت أقول جملة موسيقية كان الجمهور يرد علي بالجملة التي تليها وكان واضحا عليهم الانتباه الشديد لكل حركة نقوم بها علي المسرح. كانت تجربة جديدة علي وكنت سعيدة بها جداً"