في العدد الماضي سألت سفير المملكة العربية السعودية أحمد عبد العزيز قطان عما تناقلته بعض وسائل الإعلام العربية، وعبر النشرات الإخبارية علي القنوات الفضائية عما تردد بأن الحكومة السعودية طلبت من مصر ألا تحاكم الرئيس السابق حسني مبارك، وسر نفيه لهذا الخبر في هذا التوقيت جملة وتفصيلا؟! وقبل أن أنقل ماسمعته من سفير خادم الحرمين الشريفين بالقاهرة، أريد أن أرسم صورة بانورامية لشخصية السيد أحمد قطان وماتحمله من مشاعر دافئة لشعب مصر، فإذا كانت مكةالمكرمة هي أرض مولده في 02 أكتوبر 3591م فإنه مصري الهوي ويعتبر بلادنا وطنه الثاني بعد أن درس المرحلتين الابتدائية والإعدادية بمصر، ويعرف أحياء القاهرة وشوارعها، ومعالمها، ودروبها، عندما قضي أحلي أيام صباه، وقضي أسعد أوقاته، ويحمل أحلي ذكرياته فيها، تماما كما يحمل عدد كبير من زعماء العالم ومفكروه وساسته الذين تعلموا علي أرض الكنانة نفس المشاعر التي تفيض بالحب والصفاء، وله علي أرضنا أصدقاء وأحبة وأهلً. وبعد أن أنهي مرحلته الثانوية في الأرض التي باركتها السماء وأقصد مكةالمكرمة، عاد الطالب أحمد عبد العزيز عباس قطان مرة أخري إلي القاهرة ليلتحق بجامعة القاهرة ويتخرج فيها عام 8791م تخصص اقتصاد وإدارة أعمال، ويلتحق بوزارة الخارجية السعودية علي وظيفة ملحق، ويتدرج في العمل الدبلوماسي من نجاح إلي نجاح، ويحتل مواقع هامة بسفارات السعودية بالخارج في معظم بلاد العالم حتي يحمل درجة سفير ويشارك في جميع دورات الأممالمتحدة في نيويورك، ومراقب لبلاده لدي منظمة الدول الأمريكية، حتي تحدث الصدفة والمفاجأة في عام 5002 عندما تم تعيينه مندوبا دائما للسعودية لدي جامعة الدول العربية بالقاهرة، إلي أن صدر المرسوم الملكي بتعيينه سفيرا للسعودية بالقاهرة منذ أسابيع قليلة وتحقق حلم حياته وبذلك يعتبر أول دبلوماسي سعودي يجمع بين سفير بلاده في القاهرة، ومندوبها الدائم بالجامعة العربية. أما علي المستوي الشخصي كما عرفت السفير أحمد قطان من سنوات غير قليلة، فهو إنسان دمث الخلق، حاد الذكاء وطيب القلب، وكما يقول المثل المصري: (صاحب صاحبه)، ويتمتع بروح مرحة، ويطرب للنكتة المصرية! أما حصاد تاريخه الطويل في العمل السياسي والدبلوماسي فثماره هذا الإيمان العميق بهذه الأخوة الصادقة بين الشعبين المصري والسعودي، وتأييد هذا التضامن التاريخي الذي يعزز العلاقة بين البلدين، ومد جسور التقارب السعودي المصري عبر القنوات الدبلوماسية، كما أتقن فن السياسة العملية بكل محاورها وأصبح أحد فرسانها البارزين ليدافع عن القضايا العربية والإسلامية، وقد تولي منصبه الجديد كسفير لبلاده بالقاهرة في وقت عصيب وبعد حوالي شهر من ثورة 52 يناير لتبدأ صفحة جديدة من العلاقات المصرية السعودية وسط أحداث مثيرة، وظروف بالغة الحساسية تحيط بالعالم العربي وتلقي بظلالها الكثيفة بالطبع علي البلدين الشقيقين : السعودية ومصر. وأعود إلي سؤالي الذي طرحته علي السيد السفير في العدد الماضي عما يتردد بأن حكومته طلبت من مصر عدم محاكمة الرئيس السابق حسني مبارك، فالسفير أحمد عبد العزيز القطان يؤكد كما أن بلاده تشدد علي رفض وإدانة أي تدخلات في شئونها الداخلية، فأنها في نفس الوقت لاتتدخل في نفس الشئون الداخلية لأي دول أخري، وتحترم السيادة ومباديء حسن الجوار وعلي هدي من الأعراف والقوانين الدولية. وعلي ضوء ذلك كله لايستطيع أحد أن يزايد علي العلاقات المصرية السعودية، لأن المصير واحد، لكن السعودية لم تعرض استضافة الرئيس السابق حسني مبارك، ولم تطلب أيضا من مصر عدم محاكمته، وقد أكدت كل ذلك ونفت كل هذه الشائعات التي مصدرها صحفي خليجي »شيعي« نشرها كخبر بجريدته وتناقلتها وكالات الأنباء والفضائيات وهو عار من الصحة طبعا، صحيح أن بلادي لاتنسي للرئيس السابق مواقفة في كثير من المواقف والقضايا، وخاصة موقفه من غزو الكويت، لكن مع ذلك علاقتنا الآن مع الشعب المصري ومن يرأسه، وكما قلت لم نطالب بعدم محاكمته، فهذا افتراء وكذب ويتصادم مع المنطق والعقل، ولا يمكن للمسئولين السعوديين أن يطلبوا هذا الطلب لأن علاقاتنا أكبر من ذلك بكثير. وأحسست أنني أمام سفير يتمتع بحس سياسي عال، وبأن مصر تسكن تحت جلده! ما بعد المقال علامة استفهام؟ الرئيس اليمني علي عبدالله صالح أعلن أمام حشود مليونية في أكبر ميادين صنعاء أنه مستعد أن يضحي بالغالي والنفيس من أ جل بلاده.. أين كانت هذه التضحية الغائبة منذ أكثر من ثلاثين سنة.. أم أنها تقال فقط في الوقت الضائع؟.. الجماهير كانت تنتظر منك »تنحية«.. لا »تضحية«.. أليس كذلك؟! عمرو موسي الأمين العام لجامعة الدول العربية والمرشح لرئاسة الجمهورية قال إن الثورة أدت إلي إنهيار دولة الظلم وأشرت أنه لا مكان لدولة »ظلمستان« أو »قمعستان«.. فهل يجرب الآن نفسه كشاعر بعد أن كان مجرد خطيب مفوه لمؤتمرات القمة المخيبة لآمال كل العرب؟ الدكتور فتحي البرادعي أكد في تصريحات صحفية أن من حق كل مواطن الحصول علي قطعة أرض لبناء منزل لأسرته ولن يتم السماح بالتنازل للغير.. أين هذه الأراضي التي تتكلم عنها.. وبكام.. أليس من حق المواطن أن يعرف كل هذه التفاصيل ياسيادة الوزير؟ الدكتور محمد رجب أمين عام الحزب »الوطني« تقول إنك عرضت علي عدد من الشخصيات العامة تولي منصب رئاسة الحزب ورفضوا.. هل كنت تعتقد أن تقبل شخصية محترمة عالية رئاسته للحزب »الواطي« كما سماه عدد من الثوار ومازال مكتوبا علي جدران ميدان التحرير؟ ❊ ❊ ❊ أحلي كلام قال رسول الله[: حُبب إليّ من دنياكم ثلاث: الطيب.. والنساء.. وجعلت قرة عيني في الصلاة..