الفاسدون يتساقطون واحدا تلو الآخر ولابد أن ينال كل مخطئ عقابه بالقانون إذا ماثبتت إدانته ولا ننسي في هذا الإطار تأكيدات المجلس الأعلي للقوات المسلحة بأنه لن يفلت أي فاسد من العقاب وليس هناك أحد فوق مستوي الحساب والمساءلة.. وها نحن نري أبعاد التغيير نحو الأفضل تتشكل ملامحها شيئا فشيئا.. فعلي مدي الأيام الماضية صدرت حركة التغييرات في القيادات الصحفية والإعلامية.. وهناك حركة تغييرات مرتقبة في المحافظين والقيادات الجامعية.. كما بدأت أوجه الحياة تدب في البورصة المصرية بعد توقف دام شهرين تقريبا.. هذا بخلاف صدور قانون الأحزاب السياسية الذي يمهد الطريق لنشأة أحزاب جديدة تدخل معترك الحياة السياسية خلال الانتخابات التشريعية القادمة في شهر سبتمبر المقبل. ومن هذا المنطلق فكل مصري مطالب في الآونة الحالية بالاحتكام إلي العقل والحكمة والاستناد إلي نقطة نظام وإعطاء فرصة للمجلس الأعلي للقوات المسلحة وحكومة الدكتور عصام شرف لاستكمال منجزات ثورة 52 يناير البيضاء.. فنحن اليوم في أمس الحاجة إلي تضافر كافة الجهود من أجل دوران عجلة الإنتاج حتي يقف الاقتصاد الوطني علي قدميه من جديد. ومن ناحية أخري يجب ألا ننسي التحديات الماثلة أمامنا علي الصعيد الخارجي والتي تمثل مخاطر تهدد أمننا القومي فهناك العديد من القضايا الشائكة التي تستحوذ علي الاهتمام من قبل الحكومة المصرية وعلي رأسها أزمة مياه النيل والعمل علي توحيد الجبهة الوطنية الفلسطينية من أجل كسر الجمود الحالي في عملية السلام سعيا نحو تهدئة الأوضاع في المنطقة وغير ذلك من الأمور والتي لابد من وضعها في الاعتبار حتي نضمن لمصرنا الحبيبة مستقبلا مشرقا يليق بمكانتها الإقليمية والدولية.. ومن ثم فإن الأوضاع الداخلية والخارجية تحتم علينا الهدوء والتحلي بالحكمة والوقوف عند نقطة نظام حتي نحمي مكتسبات ثورتنا ونجني المزيد منها علي مر الأيام.