يبدو أن عدة قوي خارجية حريصة علي تحويل الحادث الإرهابي أمام كنيسة الإسكندرية إلي كرة من الثلج، تغذيها بالقراءات الخاطئة، والتفسيرات البعيدة عن الواقع ، تتجاهل هذه القوي الصورة الحضارية الرائعة لتضامن المسلمين والمسيحيين تحت سماء الوطن الواحد مصر، خلال الساعات الماضية تحدث الرئيس الفرنسي ساركوزي وأشاد بالإسلام ، لكنه حاول خلط الأوراق بقراءة غير صحيحة حول المسيحيين في الشرق الأوسط ، وقبل ذلك صدرت تصريحات وتحليلات مقلوبة لشخصيات رسمية ودينية غربية تنطوي علي عدة مغالطات ، أولها بالطبع التغاضي عن حقيقة أن مسلمي وأقباط مصر كلايما يواجهان خطر الإرهاب، وأن العلاقة بينهما تمتد عبر نسيج ثقافي وإنساني وتاريخي عميق، ويستحيل أيضا القبول بقراءة ما حدث في العراق وقبلها في فلسطين ، باعتباره اتجاها ضد كل أقباط الشرق الأوسط، أمريكا تتحمل المسئولية الأولي لما حدث للمسيحيين في العراق ، كان عددهم قبل الغزو مليونا ونصفا، وانخفض لنحو 750 ألفاً، بعد أن نجحت قوي الأطلنطي في إثارة النزاعات الطائفية، وتغذية الصراعات بين أبناء الوطن الواحد، وقبل ذلك عندما قامت بصناعة التطرف لمواجهة السوفيت في أفغانستان، خلقت العدو الذي يزرع الفتتن ويضرب الاستقرار في الدول العربية، أيضا إنجلترا وفرنسا، قامتا برسم خريطة الشرق الأوسط بعد الحرب العالمية الأولي، وبرعاية الانتداب الإنجليزي علي فلسطين تم التطهير العرقي ضد المسلمين والمسيحيين، لمصلحة من تحويل حادث إجرامي لورقة سياسية، بالتأكيد ليس من أجل أبناء الوطن الواحد، لكنه لمصلحة أجندة مصالح غربية، تثق أن البداية لابد أن تنظلق من زرع الفتنة وتشويه الحاضر والماضي، لكن إرادة الله وتماسك عنصري الأمة سوف يظل أقوي من المؤامرات والأحقاد ولعبة خلط الأوراق.