وزير الطيران يعلن جاهزية مطاري «برج العرب» و«العلمين الدولي» للتشغيل نوفمبر المقبل    الذهب يلامس قمة جديدة.. والفضة عند أعلى مستوى في 12 عاماً    عبدالرحيم علي: العقل العربي يحتاج إلى إعادة ترتيب في ظل الصراع الحالي    قبل مواجهة الأهلي.. العين يخسر أمام الهلال في مهرجان أهداف بالإمارات    أحمد موسى: الكيان الصهيوني ركع أمام البحرية المصرية منذ 57 عامًا    وزير الطيران: مطارا «برج العرب» و«العلمين الدولي» جاهزان للتشغيل من مطلع نوفمبر المقبل    عبدالرحيم علي: الخطط الإيرانية تستهدف إشاعة الفوضى في المنطقة بالعقد الحالي    «عاوزني أطلق عشان يتجوزني».. وعضو «العالمي للفتوى»: المفتاح معاكِ (فيديو)    محافظ الغربية ومدير الأمن يتابعان السيطرة على حريق مصنع بكفر الشوربجي.. صور    تقديم خدمات طبية وبيطرية خلال قافلتين سكانيتين بالبحيرة    الموافقة على تقنين أوضاع 293 كنيسة ومبنى تابعا    وكيل النواب يعلن تلقي إخطارات من الأحزاب باختيار ممثلي الهيئات البرلمانية بالمجلس    إبراهيم دياز يشارك فى مران ريال مدريد الأخير قبل قمة بوروسيا دورتموند    دوي انفجار في تل أبيب الكبرى بدون صافرات إنذار    لابيد لسفير الاتحاد الأوروبي: حظر الأسلحة على إسرائيل "لا يغتفر"    "قوى النواب": قانون العمل يهم الملايين ونحرص على توافقه مع المعايير الدولية    الشباب والرياضة تفتتح عددا من المعسكرات المجمعة بشمال سيناء    توزيع المخدرات باستخدام الواتساب.. التحقيق مع عنصرين إجراميين بالقاهرة    مصرع مزارع وإصابة 3 آخرين في مشاجرة بقنا    مفتى الجمهورية يستقبل مدير مركز التراث العربي بجامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا    لطيفة وجنات وريهام عبد الحكيم فى الليلة العمانية على المسرح الكبير.. اليوم    فيلم "كوكتيل" يعيد محمد رجب للسينما بعد غياب 6 سنوات    بينها السرطان.. أبراج على موعد مع جلب الأموال.. فيديو    ضمن أنشطة "بداية".. الثقافة تنظم قافلة لاكتشاف مواهب المدارس بالمنيا    حلقات مصورة عن ما حققه على مدار سنوات.. فاروق حسني حامي الثقافة والتراث |تقرير    ندوة بعنوان "أسرة مستقرة تساوى مجتمع أمن" بجامعة عين شمس.. الأربعاء المقبل    رد مفحم من الشيخ رمضان عبد المعز على منكري وجود الله.. فيديو    دعاء الأرق الصحيح .. روشتة شرعية تجعلك تنعم بهدوء وسكينة    خالد عبدالغفار: الاعتماد على البيانات الفورية لضمان مرونة الاستراتيجية الوطنية للصحة    مشاركة صحة البحيرة في المؤتمر الدولي الثاني للصحة والسكان والتنمية البشرية    ماذا يحدث لجسمك عند الإفراط في تناول المكملات الغذائية؟    مصر تحصل على شهادة بخلوها من الملاريا.. وإعلامية شهيرة تُعلق: نجاح تاريخي    قرار عاجل من محافظ الغربية بشأن حريق مصنع بلاستيك (تفاصيل)    السلوفيني فينسيتش حكما لمباراة برشلونة وبايرن ميونخ بدوري الأبطال    ما حكم تعديل قبلة المسجد حسبما حدد مهندس الأوقاف؟    استشارية صحة: النسخة الثانية من مؤتمر للسكان تمثل الإطلاق الحقيقي ل"بداية"    فصائل فلسطينية تعلن مقتل محتجزة إسرائيلية في شمال قطاع غزة    شريف الصياد رئيساً ل«التصديري للصناعات الهندسية»    ظاهرة سماوية بديعة.. زخات شهب "الأوريونيد" الليلة    ضمن «بداية».. تنظيم بطولة كاراتيه للمرحلتين الإعدادية والثانوية بالمنوفية    الجامع الأزهر يستقبل رئيس دائرة الثقافة بأبو ظبي    منها «قاسم والمكنسة».. أشهر نوات تضرب الإسكندرية فى 2024    إصابة 5 أشخاص في حادث تصادم أتوبيس وسيارة على كورنيش الإسكندرية    مصطفى شلبي وعماد دونجا أمام نيابة أبو ظبي بتهمة الاعتداء على فرد أمن    كواليس اجتماع الكابينت عن ضرب إيران والأونروا واغتيال السنوار    هيئة الاستثمار تبحث مع وفد اقتصادي من هونج كونج فرص الاستثمار بمصر    سيطرة مصرية على المشاركة في تحدي القراءة العربي.. وجوائز العام 11 مليون درهم    الحكومة تكشف حقيقة خفض "كوتة" استيراد السيارات بنسبة 20%    12 نافلة في اليوم والليلة ترزقك محبة الله .. 4 حان وقتها الآن    الصحة: 50% من الأفراد يستفيدون من المحتوى الصحي عبر الدراما    وزيرة التضامن الاجتماعي تبحث مع سفير قطر بالقاهرة تعزيز سبل التعاون    أهلي جدة في مهمة صعبة أمام الريان بدوري أبطال آسيا    ناقد رياضي: على «كهربا» البحث عن ناد آخر غير الأهلي    إيهاب الخطيب: الأسهل للأهلي مواجهة الزمالك في نهائي السوبر المصري    مدبولى خلال جولته بمدارس كرداسة : نتأكد من تطبيق الإجراءات على أرض الواقع لتحسين مستوى العملية التعليمية بمختلف مراحلها    أزمة نفسية.. تفاصيل إنهاء عامل حياته شنقا من مسكنه في المنيرة الغربية    المرور تحرر 29 ألف مخالفة متنوعة خلال 24 ساعة    تعليق مثير للجدل من نجم الأهلي السابق بعد تأهل الأحمر لنهائي كأس السوبر المصري    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف:
لانعمل لحساب الداخلية .. وأدين بالفضل للطيب
نشر في آخر ساعة يوم 15 - 12 - 2015

شجاع .. صريح.. حاسم.. بليغ، وفوق ذلك كله يمتلك حسا سياسيا عاليا، لاحظته منذ بداية الحوار معه، وتأكدت كل هذه الصفات فيه علي مدي أكثر من ساعة عندما قاد معركة شرسة علي فكر القوي الظلامية، ولم يخش السهام وردود الفعل التي انطلقت نحو صدره منهم، كاشفا بكل قوة الخلايا النائمة للإخوان والسلفيين ومناوراتهم الخبيثة لاتخاذ الدين مطية للوصول إلي السلطة من خلال استغلال العواطف الدينية للناس، فهم علي استعداد للتحالف مع "الشيطان" لتحقيق مكاسب شخصية، وبذلك أساءوا لدينهم وشوهوا الوجه النقي لحضارته الراقية السمحة.
إنه المفكر الإسلامي الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف والشئون الإسلامية، الذي فتح صدره لكل تساؤلاتي، ولم يتردد لحظة في الإجابة عن واحدة منها، خاصة فيما يتعلق بكل أحداث الساعة، فالحديث معه يكتسب أهمية بالغة في هذه المرحلة التي تواجه فيها مصر أخطر التحديات السياسية والاجتماعية والاقتصادية.
لا توجد قيادة في الوزارة تنتمي لجماعة الإخوان
بعض الجمعيات الأهلية تلعب سياسة من الباطن
المد الشيعي خرج عن مساره المذهبي لتحقيق مطامع سياسية
وكيل الوزارة «الإخواني» كانت مكافآته 60 ألف جنيه شهريا
معاهد إعداد الدعاة الأهلية تنشر الفكر المتشدد
داعش والإخوان وجهان لعملة واحدة
أغلقت ضريح الحسين في ذكري «عاشوراء» لوأد الفتنة
رسائل الرئيس السيسي في المحافل والمناسبات الدينية، هل يمكن استنتاجها وتحليلها بعد أن استمعت إليها؟
- السيد الرئيس محب لدينه ومتدين بطبعه، فاهم له، فهو لديه رؤية متراكمة من خبراته الثقافية والدينية، وملم بكل أحداث الساعة للواقع الذي نعيش فيه، وهو (للأسف) واقع صادم، فربما لم يشهد جيلنا أو عصرنا الحديث اختطافا للخطاب الإسلامي والذهاب به إلي أقصي درجات التشدد مثل هذه الأيام.
فالسيد الرئيس يحذر دائما من مخاطر الإرهاب بكل ألوانه، ومن أهمها الإرهاب الفكري، واختطاف الخطاب الديني، وهو يقرأ الأحداث قراءة جيدة واعية، فهو رجل مهموم بهم وطنه، ودينه، وأمته، بل أمن وسلامة المنطقة بأسرها.
هل تري أن إرهاب الإخوان لا يقل بشاعة عن إرهاب داعش الذي يخوض حربا بالوكالة عن القوي المعادية بهدف نشر الإرهاب والفوضي في مصر والمنطقة العربية؟
- طبعا، فالفكر الظلامي يسقي بماء واحد، فالرغبة في إثارة الفوضي، وفي تحقيق أهداف القوي الطامعة في خيرات منطقتنا، علي أقل تقدير تستطيع أن تأخذ من الشواهد أن من صنع داعش هو من صنع الإخوان، وأن «داعش.. والإخوان» معا أداتان لتحقيق مخطط أعداء الأمة العربية، وأعداء مصر في المنطقة.
والإخوان علي استعداد لأن يتحالفوا مع الشيطان، وليس مع داعش فقط في سبيل الحصول علي مكاسب سلطوية أو مكاسب نفعية أو شخصية، فأنا لا أفرق كثيرا بين منهج داعش في إثارة الفوضي، وحرص الإخوان علي إثارة نفس الفوضي، فهما أداتان لتنفيذ المخططات في منطقتنا العربية.. هما وجهان لعملة واحدة.
وهل تري ثمة تحالف بين داعش والإخوان والقاعدة؟
- يقينا هناك تحالف وتنسيق، لأن المصدر الذي يحرك كل هؤلاء تقريبا واحد، لا ننكر دور مخابرات وأجهزة بعض الدول الرامية إلي بث الفوضي في منطقتنا وزعزعة الاستقرار علي أراضيها ومجتمعاتها، وكل هؤلاء خطر علي الدولة الوطنية، والفكر الإسلامي الصحيح، فالذي صنعهم واحد، وأهدافهم في الفوضي والتفكيك، ويلتقون في استباحة الدماء والدعوة إلي الفساد والإفساد والتخريب.
أعداء بيت المقدس
كيف تقيم أفكار جماعة أنصار بيت المقدس؟
- كل هذه الأسماء التي طرحتها أجمع بينها في نمط واحد: داعش.. والقاعدة.. والإخوان، ولكني أتحفظ علي التسمية بالنسبة لأنصار بيت المقدس.. هم «أعداء» بيت المقدس.. هذه هي تسميتي الصحيحة لهم، لأنهم صنيعة أعداء بيت المقدس، وكل هؤلاء يدورون في فلك واحد وهو أعداء الدولة الوطنية، أعداء للمنطقة، ومحاولة تفتيت الأمة العربية وتمزيقها لصالح الكيان الصهيوني، وصالح أعداء الأمة للاستيلاء علي نفطها وثرواتها ومفاصلها الاستراتيجية، والتحكم في قرارها السياسي.
هل صحيح أن الجمعية الشرعية هي الغطاء الخفي للإخوان الآن، وبعض القيادات الإخوانية أعضاء في مجالس الإدارة ويروجون لأفكارهم؟
- تستطيع أجهزة أخري أن تجيب علي سؤالك، لكنني أؤكد أنه بالنسبة للجمعيات الأهلية كلها هناك أمران، أمر يتصل بالتمويل، وآخر يتصل بالفكر.
أما فيما يتصل بالتمويل فندعو إلي مراجعة جادة من الأجهزة المختصة لأموال هذه الجمعيات وحركتها، أما الجانب الآخر الذي يعنيني فهو أنني أؤكد أن الجمعيات تتفرغ لعملها الخيري والمجتمعي، ولا علاقة لها لا بالدعوة ولا بمعاهد إعداد الدعاة، ومن يسعي لحزب سياسي فليعلنه ويعمل في النور من خلال حزبه، أما من يدعي أنه لاعلاقة له بالسياسية، ويعمل سياسة من الباطن فهذا أمر ندركه جيدا.
جماعة الإخوان أو التيار السلفي، يأتي من يقول منهم ويدعي أن لدينا الجماعة وهي الظهير المجتمعي للحزب ولدينا الحزب وهو الجناح السياسي للجماعة، ألوان من المخادعة، ولذلك أقول إن التعلم الديني يجب أن يكون مقصورا في مصر علي الأزهر ومؤسساته، وعلي وزارة الأوقاف، ودار الإفتاء المصرية، الجهات الرسمية المعتمدة.
نشر الفكر المتشدد
وماذا فعلت مع من يحملون تراخيص سابقة لإدارة معاهد الدعاة من وزراء الأوقاف السابقين؟
- ألغيت جميع التراخيص السابقة في جميع الجمعيات، كالجمعية الشرعية، وأنصار السنة، وخلافه، ومنذ أن توليت مسئوليتي كوزير للأوقاف لم أصدر ترخيصا واحدا بفتح أو إدارة أي معهد مما يسمي إعداد الدعاة أو الثقافة الإسلامية، وألغينا جميع التراخيص أو التصاريح التي صدرت علي أيدي وزراء سابقين لإنشاء هذه المعاهد، لأنهم أصحاب أهداف أو مشروع فكري يختلف عن الفكر المنهجي الوسطي، ونحذر من الالتحاق بهذه المعاهد لأن أكثرها يسهم في نشر الفكر المتشدد!!
وزير الأوقاف الأسبق في عهد الإخوان الدكتور طلعت عفيفي.. هل مازال بوقا إخوانيا ونشاطه ممتدا حتي الآن؟
- هو الذي أتي به الإخوان، وبلا شك كان علي ارتباط قوي بهم، (وهذا أيضا تقدره الأجهزة المختصة)، لكن فيما يخص العمل داخل وزارة الأوقاف منذ أن توليت المسئولية لا علاقة له بالعمل علي الإطلاق، وغير مرخص له بالخطابة، وغير مسموح له بالعمل في المساجد، وعندما ذهب مرة إلي مسحد (الفتح) في المعادي وكان هذا المسجد تابعا للجمعية الشرعية، قمنا بضم المسجد إلي الأوقاف وأخذناه من الجمعية.
هو كان علي علاقة قوية بالإخوان، ومدافعا كبيرا عنهم، وبعد سقوط الإخوان قاد بعض الشباب واتجه إلي مشيخة الأزهر، ثم اتجه إلي منصة رابعة العدوية للانخراط معهم هناك، وانضم إلي مايسمي بعلماء دعم الشرعية، فالرجل معروف بتوجهه الواضح تجاه المسلمين، لكن الآن أنا كوزير أوقاف لا أعلم له نشاطا!
لكنني في نفس هذا المكتب أجريت معه حديثا أثناء حكم الإخوان وقال لي إنه ليس «إخوانيا»؟!
- كل الإخوان يتسمون ب «التقية» أكثر من الشيعة، فمنهج الإخوان قائم علي الكذب والمداراة و«التقية».
هل اعتناق التشيع مع مافيه من «التقية» يمكن أن يصل بهم إلي تحقيق مآربهم الخفية؟
- إيران تعمل الآن علي بسط نفوذها السياسي في المنطقة من خلال تغلغلها المذهبي، ودعمها بكل قوة للمد الشيعي، وتوظيفها له سياسيا ومذهبيا وعسكريا. وللأسف الشديد لقي هذا المد الشيعي دعما كبيرا من أعداء الإسلام والأمة العربية الذين يعملون علي تفتيت كياناتها القوية، وزعزعة أمنها واستقرارها، وتقويض وحدتها وتماسكها لصالح العدو الصهيوني من جهة، والاستيلاء علي خيراتها ومقدراتها والتحكم في مفاصلها من جهة أخري.
وقد وجدت بعض الدول الطامعة في خيرات الأمة العربية ونفطها ومقدراتها وثرواتها الطبيعية في دعم المد الشيعي وسيلة لزعزعة أمن المجتمعات «السنية» المستقرة، وأقول إن العمل علي نشر التشيع في هذه المجتمعات السنية يعد خطرا كبيرا علي أمنها القومي ومقومات السلم الاجتماعي بها، بل إنه يهدد أمنها القومي والسياسي معا، بزرع الفتنة بين أبنائها، واستفزاز مشاعر أهل السنة بمظاهر لم يكن بوسعهم تقبلها أو التسليم بها، وبخاصة عندما يتعلق الأمر بعقيدتهم، والطعن في صحابة النبي (ص) الكرام وأمهات المؤمنين الطاهرات.
لقد خرج التشيع عن مساره المذهبي إلي تحقيق أغراض ومطامع سياسية، واتخذ من سلاح المال والتقية مدخلا كبيرا لتحقيق الأهداف السياسية التي تسعي إليها تلك الدول الشيعية أو الداعمة للتشيع في سبيل زعزعة استقرار أمتنا العربية، ولكن المفاجأة التي لم تكن مذهلة للعقلاء والحكماء والمفكرين والمحللين، لكنها نزلت كالصاعقة علي كثير من عامة الناس هي أن جماعة الإخوان المسلمين تنهج منهج الشيعة نفسه بالنسبة ل «التقية» لأجل تحقيق مطامعهم السلطوية!
هل يوجد بين قيادات وزارة الأوقاف الآن كوادر «إخوانية»؟
- إذا كنت تعرف أحدا منهم أذكر لي اسمه.. لا يوجد بين قيادات الوزارة إخوانيا!
ظاهرة المستشارين في الأوقاف ويتقاضون مبالغ طائلة من أموال البسطاء؟
- رواتب المستشارين عندنا تساوي «صفر».. لايوجد مستشار واحد في هذا الديوان علي الإطلاق من خارج الوزارة، إنما هناك صفة وظيفية لمن يتم التمديد له بعد بلوغه السن القانونية، لمن انتقل من العمل القيادي إلي العمل الاستشاري بحكم القانون والوظيفة.. موظف علي هذه الدرجة.
لكنهم كانوا موجودين من قبل في عهود سابقة؟
- منذ اليوم الأول لتولي الوزارة أنهيت عمل جميع المستشارين الذين استعان بهم الإخوان.
وكم كان يتقاضي كل من هؤلاء؟
- هناك حالات أحيلت للتحقيق، ومنهم من غادر المكان، أو سافر للخارج، وللإجابة علي السؤال فإن القضية لم تكن محصورة في «المستشارين» وإنما في وكلاء الوزارة من الإخوان.. كان بعضهم يتقاضي مكافآت تتراوح مابين 40 و50 و60 ألف جنيه شهريا، أما هؤلاء المستشارون الذين جاء بهم الإخوان أنهيت عملهم في أول يوم عمل لي كوزير للأوقاف!
لا نعمل لحساب الداخلية
وزارة الأوقاف متهمة بأنها تدار بشكل أمني لتيسير أعمالها وتوجهاتها.. وعلاقتكم بوزارة الداخلية وطيدة؟
- «قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين».. الذي أمسك علينا مخالفة شرعية واحدة فليأتنا بها، وأتحدي أن تكون الوزارة قد اتخذت قرارا دعويا أو إداريا مخالفا للشرع، فنحن نلتزم بالقانون.. ونلتزم بالشرع، لكن مؤسسات الدولة يجب أن يكون بينها من التعاون والتنسيق مايضمن مصلحة هذا الوطن، وليس أحد من هذه المؤسسات يعمل عند الآخر، وإنما تعمل المؤسسات معا، فعندما تحتاج أي مؤسسة أن تستأنس وتستفيد برأي أي مؤسسة أخري فلتفعل.. ولكن من صاحب القرار؟ الجواب: كل في مؤسسته!
وبالمناسبة.. العلاقة بين الدعوة والسلطة كانت من أولويات بحوثي العلمية، لأنها لاتخرج عن أحد نمطين: الأول يتمثل في تبعية الدولة للسلطة، والآخر يتمثل في صدام الدعوة مع السلطة، وبالفعل فإن التاريخ في أكثر البلاد العربية والإسلامية في مراحل كثيرة منه قد دار في فلك هذين النمطين.
ورأيي أن نمط تبعية الدعوة للسلطة تبعية عمياء وصلت في بعض المراحل، وفي بعض البلاد إلي مزايدة بعض المحسوبين علي الدعوة وعلي العلماء مزايدة فاقت ماكانت تطمح إليه السلطات القائمة آنذاك، وقد ولد ذلك احتقانا شديدا لدي كثير من الناس، وبخاصة الشباب في هذه المراحل، ويؤدي ذلك بالطبع إلي نفور الرأي العام من تصرفات العلماء المحسوبين علي السلطة، ثم ينسحب هذا النفور علي كل علماء المؤسسات الدينية الرسمية، فيبحث هؤلاء عن البديل الذي لايرونه تابعا للسلطة حتي لو كان من غير أهل العلم أو الفتوي أو التخصص الشرعي، وينطبع في أذهانهم أن كل من يرد علي العلماء الرسميين أو المحسوبين علي السلطة هو العالم الرباني!
وارتبط التدين في أذهان كثير من الشباب بالتشدد، فكلما تشدد المقتحمون والدخلاء علي عالم الدعوة في فتاواهم، التف الشباب حولهم، مع أن كل ذلك مخالف للمنهج السمح لديننا الحنيف!
أما النمط الثاني: فهو الصدام بين الدعوة والسلطة، وقد يكون ذلك في بعض الأحيان من باب اصطناع البطولات الوهمية، أو ناتجا عن سوء تقدير من السلطة الحاكمة للمؤسسة الدينية ولدورها الهام أو تهميشها لها، ظنا خاطئا بأن تجفيف منابع الإرهاب تعني تجفيف منابع التدين!
وقد يسهم عدم التواصل الفعال والدائم بين الدعوة والسلطة في إحداث لون من الجفاء، يتبعه نقد خفي، فظاهر، فجلي، فحاد، فاصطدام لايستفيد منه سوي أعداء الدين والوطن.
والحل الأمثل من وجهة نظرك كسياسي وعالم إسلامي مستنير؟
- النمط الأمثل الذي نسعي إليه ونعمل علي تحقيقه لمصلحة الوطن لا لشيء آخر، هو علاقة التفاهم والتواصل والتعاون والاحترام المتبادل بين الدعوة والسلطة، وهو ما أري أنه يتحقق في أسمي معانيه وأعلاها رقيا في علاقة الأزهر والأوقاف ودار الإفتاء بجميع مؤسسات الدولة، وفي مقدمتها رئاسة الجمهورية، ومجلس الوزراء، والمؤسستين العسكرية والشرطية، وسائر الوزارات وأجهزة الدولة التي تكن كل التقدير للأزهر وإمامه الأكبر الدكتور أحمد الطيب وكذلك للكنيسة وقيادتها الروحية الوطنية وعلي رأسها البابا تواضروس الثاني.
خديعة التجارة بالدين
التجارة بالدين هي اللغة الخادعة للكثير من المحترفين الذين يدعون التدين من حيث المظهر والشكل.. لكن ماذا عن التدين السياسي؟
- إنه الأخطر: اتخاذ الدين وسيلة ومطية للوصول إلي السلطة من خلال استغلال العواطف الدينية وحب الناس، (وبخاصة العامة) لدينهم وإيهامهم بأن هدفه من الوصول إلي السلطة إنما فقط هو خدمة دين الله، ومع أننا لانحكم علي النوايا ولانتدخل في أمر النيات فهي مابين العبد وخالقه.. وكل ونيته، فإن التجربة التي عشناها والواقع الذي جربناه مع جماعة الإخوان الإرهابية ومن دار في فلكها من جماعات الإسلام السياسي أكد لنا أن القضية عندهم لم تكن قضية دين علي الإطلاق، إنما كانت قضية صراع علي السلطة، وإقصاء للآخرين في «عنجهية» وغرور وتكبر واستعلاء، بما نفر الناس منهم ومن سلوكهم الذي صار عبئا كبيرا علي الدين، وأصبحنا في حاجة إلي جهود كبيرة لمحو هذه الصورة السلبية، ثم إنهم أساءوا لدينهم وشوهوا الوجه النقي لحضارته الراقية السمحة، فأثبتوا أنهم لا أهل دين ولا أهل كفاءة!
وهنا أتساءل: هل من الدين أن يخون الإنسان وطنه، ويكشف أسراره ويبيع وثائقه، وأن يكون جاسوسا عليه للمتربصين به؟.. وهل من الدين التحريض علي العنف والقتل والفساد؟.. إنها بالطبع عمالة وخيانة غير مسبوقة!
هل فعلا كان هناك خلاف بينك وبين شيخ الأزهر؟
- أنا مدين لفضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب (شيخ الأزهر) بفضله وعلمه وتزكيته واختياره ودعمه، وأنه في مقام الوالد والأستاذ، أما من يحاول أن يجتهد أو يفسر (وفق هواه) بوجود خلاف بيني وبين شيخ الأزهر فهذا أمر يخصه، إنما الشيخ له مقامه، وعلنا أنا في كل المناسبات الدينية أؤكد أننا نعمل من خلال تنسيق كامل مع فضيلة الإمام، وتحت مظلة الأزهر الشريف، فشيخه قامة وقيمة، وهو شيخ للأزهر ولكل المؤسسات الدينية التي يجب أن تتعاون معه لإنجاح المسيرة، والوفاء برسالتنا جميعا، فكل منا يكمل الآخر.
غلق ضريح الحسين
في مقال سابق انتقدت موقفك بإغلاق ضريح سيدنا الحسين (رضي الله عنه) لمدة 48 ساعة في ذكري عاشوراء رغم أن التشيع ليس سائدا بين المصريين، وبالتالي فلا خوف من الشيعة.. فما ردك؟
- أولا نحن لم نغلق مسجد الإمام الحسين قطعا، وإنما كان الغلق للمقام، وأنا مقتنع بمقولة: «درء المفسدة مقدم علي جلب المصلحة» كان هناك علي مواقع التواصل مايشبه الحرب والشحن والصراع بين بعض التيارات السلفية المتشددة، وبين بعض غلاة الشيعة، ونحن نعمل للحفاظ علي استقرار المجتمع، وعلي نقطة دم واحدة من الممكن أن تسال، فلو توقعت حدوث فتنة يجب أن تعمل علي إزالتها، لا الوضع الأمني، ولا استقرار المجتمع يحتمل إثارة فتنة في هذا الموقف، فهب أن جماعة محددة ذهبت للاحتفال بطقوسهم الغريبة إلي ضريح الإمام الحسين وتعرض لهم بعض شباب السلفية المتشددين وحدثت فتنة، في هذه الحالة كان الرأي العام سيلوم وزارة الأوقاف ويردد هذا السؤال للوزير: لماذا لم تتخذ إجراءاتك مسبقا؟!
لكن وزراء الأوقاف الذين سبقوك لم يتخذوا قرارا واحدا بغلق ضريح الإمام الحسين طوال السنوات السابقة والمناسبة واحدة؟!
لأن الوضع والظروف مختلفة، فقد كانت الحالة الأمنية أكثر استقرارا، ولم يكونوا (الشيعة) متبجحين.. هذا التبجح!!


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.