أكد باسم حلقة، نقيب السياحيين، أن قطاع السياحة سيتأثر بما لا يقل عن 70% من جراء تداعيات حادث سقوط الطائرة الروسية في سيناء التي راح ضحيتها 224 شخصا نهاية شهر أكتوبر الماضي، وأن الضرر سيقع علي جميع العاملين في القطاع والمقدر عددهم بأربعة ملايين عامل، وأضاف في حواره ل"آخر ساعة" إلي حاجة السياحة إلي "منفضة" تعيد تأهيل المنظومة بالكامل لإطلاق السياحة المصرية لتنال المكانة التي تستحقها علي مستوي العالم، عارضا الكثير من الحلول لتنشيط السياحة، مطالبا بسرعة الانتهاء من إنشاء صندوق للسياحيين لمساعدتهم في مواجهة ظروف الحياة الصعبة، وفيما يلي نص الحوار: كيف تقيّم تداعيات حادث سقوط الطائرة الروسية علي السياحة؟ - السياحة في مصر عانت من ظروف استثنائية غير مسبوقة تمثلت في أزمة امتدت منذ 25 يناير 2011، بسبب الأوضاع الأمنية وحالة عدم الاستقرار السياسي، لكنها بدأت في التعافي في السنتين الأخيرتين وكنا بدأنا في استعادة المعدلات الطبيعية، وكان من المتوقع الوصول إلي معدلات العام 2010، أي نحو 13مليون سائح و14 مليار دولار أمريكي في العام المقبل، نظرًا لنمو حركة السياحة في العامين 2014 و2015، وكان هناك أحد المؤتمرات السياحية الكبري في بريطانيا، التي تشارك فيها كبري شركات السياحة العالمية، لذلك وضعت شركات السياحة المصرية خططها لمشروعات ترويج سياحي ضخمة أمام العالم، لكن حادث الطائرة المنكوبة دمر هذه المخططات، خاصة بعد الإجراءات البريطانية الانفعالية التي صورت الأمر علي غير حقيقته، وهي قرارات غير مفهومة لكي لا أقول إنها تتآمر علينا، لكن النتيجة أن السياحة ستنخفض بنسبة لا تقل عن 70%، علي الرغم من أن الأشهر المقبلة تشهد ذروة نشاط السياحة مع موسم إجازة نهاية العام وأعياد الميلاد، فالحادث أطاح بكل خطط التوسع في النشاط السياحي وكان بمثابة كارثة علي العاملين في القطاع. ما تأثير سقوط الطائرة وتراجع النشاط السياحي علي العاملين في المجال؟ - لا شك أن هناك 4 ملايين عامل في قطاع السياحة كلهم سيتضررون بلا استثناء، فكلما تقع حادثة إرهابية هنا أو هناك تكون النتيجة تسريح الجزء الأكبر من العاملين في الفنادق وشركات السياحة، وهي نتيجة طبيعية لتراجع عدد السياح، والبعض يقوم بتخفيض الأجور إلي النصف لمن يريد الاستمرار، وبعض العمالة المدربة يهاجر خارج البلاد بحثا عن فرصة عمل توفر له لقمة العيش، وعندما يعود النشاط السياحي تبدأ الشركات في البحث عن عمالة وتدريبها من جديد، لذلك تقدمنا بطلب إلي هشام زعزوع، وزير السياحة، لإنشاء صندوق للعاملين في قطاع السياحة، علي أن يتم تمويله من عدة منابع أهمها تحصيل مبلغ دولار واحد من كل فيزا سائح يدخل مصر، فعندما يدخل 12 مليون سائح إلي البلاد يكون لديك 12 مليون دولار في هذا الصندوق، ومن تذاكر زيارة الأماكن السياحية يخرج منها نسبة صغيرة للصندوق، فضلا عن اشتراكات من ينضم إلي هذا الصندوق من العاملين في القطاع، وفكرة الصندوق ستكون لمواجهة الأزمات التي يتعرض لها العاملون في السياحة وتوفير نوع من أنواع التأمين والاستقرار النفسي في مواجهة مستجدات المستقبل، لكن رغم موافقة وزير السياحة علي فكرة الصندوق إلا أن شيئًا لم يحدث بعد ذلك. لماذا لا تقوم نقابة السياحيين بإنشاء هذا الصندوق؟ - النقابة حتي الآن نقابة عمالية فقط، ونسعي لتحويلها إلي نقابة مهنية، لكي تضم جميع العاملين في السياحة سواء أصحاب الشركات أو العاملين بمختلف الأنشطة، وقد انتهينا من إعداد قانون النقابة المهنية للسياحيين وننتظر علي أحر من الجمر الانتهاء من الانتخابات البرلمانية وانعقاد البرلمان لكي ندفع بمشروع القانون تمهيدًا لإقراره، وهدفنا من النقابة المهنية هو العمل علي تقنين وضع العاملين في القطاع عبر إصدار شهادة مزاولة المهنة مثل الأطباء والمهندسين والمحامين، لتطهير المهنة من المتطفلين عليها مثل "الخرتية"، والعمل علي تنظيم القطاع وأوضاع كل العاملين فيه، وحصر العمل في القطاع علي المؤهلين له، وستقوم النقابة بهمزة الوصل بين السياحيين والدولة، والدفاع عن حقوقهم أمام الأخيرة. كيف نعيد النظر في منظومة السياحة من أجل الوصول إلي هدف منافسة دول أساسية في المجال مثل فرنسا وإسبانيا؟ - المنظومة كلها تحتاج إلي "منفضة" لإزالة كل الشوائب العالقة بمنظومة السياحة لكي تصل إلي مرحلة المنافسة العالمية مع كبري الدول السياحية، بداية لابد من خلق مصادر تنوع سياحي وإضافة مراكز وأنشطة جديدة إلي الأجندة السياحية، مثلا يمكن العمل علي إنشاء متاحف للآثار المصرية في مدن مثل "الطور"، وهي من المدن الميتة سياحيًا رغم أنها لا تبعد عن شرم الشيخ إلا ب120 كيلومترا، لخلق حالة سياحية بها وإجبار السياح علي زيارتها وخلق حالة رواج بها، وهو ما يمكن تكراره مع مدينة رأس سدر التي تمتلك بنية فندقية جاهزة لاستقبال السياح فلماذا لا نعمل علي بناء متحف بها، وتوفير الآثار سهل لأن مخازن الآثار مليئة بالقطع الفنية النادرة المتروكة للإهمال والرطوبة في مخازن لا يعلم عنها أحد شيئا. كذلك يمكن تنشيط حركة السياحة من خلال رحلات "الشارتر"، فمطار القاهرة يرفض استقبال هذا النوع من الرحلات ويتم إرسالها إلي مطارات بعيدة مثل برج العرب، يمكن لنا الاستفادة من التجربة الفرنسية حيث تمتلك باريس مطارين هما مطار "شارل ديجول" ومطار "أورلي"، وهنا يمكن أن نعمل علي مطار القاهرة الدولي ومطار أكتوبر بعد توسعته بنظام ال" BOT" ، ونستقبل الوفود السياحية مباشرة علي مطار أكتوبر، الذي يحظي بميزة قربه من المقاصد السياحية في هضبة الأهرامات ومنطقة سقارة ودهشور، وبالإشارة إلي هذه المناطق الأخيرة فإن الطرق التي توصل إليها؛ وهي طريق المنصورية وطريق المريوطية، في حاجة إلي إعادة نظر، فالترع مليئة بالقمامة، والطرق نفسها غير ممهدة، وهو ما يجعل المنظر العام سيئا جدًا في نظر السياح، فما المانع من إعطاء حق انتفاع للإعلانات علي الطريقين لإحدي الشركات الخاصة، مقابل أن تعمل علي رصف الطريقين وإعادة تأهيلهما بشكل حضاري، وهناك أفكار أخري يجب الاستماع لها لكي لا نظل ننفخ في قربة "مقطوعة".