بداية كل عام دراسي جديد تظهر أزمة تأخر طباعة الكتب وفي كل عام تتعهد وزارة التربية والتعليم بتسليم الكتب في موعدها إلا أن ذلك لا يحدث في أغلب الأحيان وفي هذا العام تحديداً من المتوقع أن يتم تأخير تسليم بعض الكتب التي قامت وزارة التربية والتعليم بتعديلها أو تغييرها بشكل كلي. وفي نهاية الأسبوع الماضي ترأس المهندس إبراهيم محلب رئيس مجلس الوزراء، اجتماع لجنة تطوير مناهج التعليم بحضور وزراء الأوقاف والتعليم العالي والبحث العلمي والتعليم الفني والتدريب والثقافة والتربية والتعليم ومفتي الديار المصرية ورئيس قطاع المعاهد الأزهرية وممثل الكنيسة المصرية وشدد علي ضرورة أن يتم تسليم الكتب إلي المدارس في موعدها وعدم تأخيرها. فوزارة التربية والتعليم من ناحيتها كانت تسير هذا العام في اتجاهين فيما يتعلق بتعديل وتغيير المناهج الأول هو مسابقة التأليف التي أعلنت عنها الوزارة في نهاية يناير الماضي والاتجاه الثاني هو تأليف المناهج عن طريق أساتذة وباحثي المركز إلا أن التأخير أغلبه كان نتيجة المسابقة والتي لم تصل حتي الآن إلي مركز تطوير المناهج لمراجعتها وعرضها علي أساتذة المواد قبل طبعها وهو ما يعني أن الطبع لن يتم قبل عيد الفطر المبارك وبالتالي أي قبل بدأ العام الدراسي بشهر ونصف فقط. والمواد التي تم الإعلان عنها خلال المسابقة هي اللغة الإنجليزية للصفوف الثلاثة "الأول والثاني والثالث" وكذلك مواد الرياضيات العامة والرياضيات البحتة وتطبيقات الرياضيات للصف الثاني الثانوي بالإضافة الي مواد " اللغة العربية والتاريخ والجغرافيا والفلسفة والمنطق وعلم النفس والاجتماع للصف الثالث الثانوي. أما المواد التي سيتم تأليفها من خلال المركز هي (التربية الدينية الإسلامية - التربية الدينية المسيحية التربية الوطنية اللغة الفرنسية اللغة الإسبانية ) للصف الثاني الثانوي. ومن جانبها قالت ثناء جمعة القائم بأعمال مدير مركز تطوير المناهج ل"آخرساعة" إن الكتب الجديدة التي من المفترض أن يكون قد تم الانتهاء من تأليفها لم تصل المركز حتي الآن لمراجعتها وتدقيقها ومناقشة المعلمين فيها، مشيرة إلي أنها في انتظار تلك الكتب في أسرع وقت لاستخراج أمر الطباعة الخاص بها. وأضافت أنه فيما يتعلق بالكتب التي تم تأليفها داخل المركز فإنه يتم حاليا تعديل بعض الأجزاء في كتاب التربية الدينية الإسلامية بعد اكتشاف بعض الأخطاء به أثناء مراجعته أما كتب التربية الدينية المسيحية والتربية الوطنية وكتاب تكنولوجيا الصيانة انتهينا منهما وتم استخراج أمر الطباعة الخاص بها مشيراً إلي أن تحديد وقت طباعة الكتاب يتم تحديده داخل قطاع الكتب بوزارة التربية والتعليم بالاتفاق مع المطابع. وأوضحت جمعة أن أغلب كتب التيرم الأول والتي لم يدخل عليها تعديلات العام الحالي تم طباعة أغلبها ولم يتبق سوي الكتب الجديدة. من ناحيته أكد محمد مصطفي منسق عام ائتلاف إنقاذ التعليم أن تأخير طباعة الكتب وتسليمها في المدارس في الغالب يرجع إلي تأخرها لدي المحكمين والمراجعين بسبب عدم تفرغهم الكامل لمراجعة الكتب وبسبب انشغال أساتذة الجامعات تتأخر تلك اللجان في انعقادها كما أن بعض المتخصصين يعطي الكتب الدراسية للمساعدين لمراجعتها وهو مايتسبب أيضاً في تأخيرها بالإضافة إلي وجود أخطاء داخل المناهج بالرغم من مراجعتها كما حدث العام الماضي في كتب التاريخ والتربية الوطنية. وأضاف أن تغيير وزير التربية والتعليم في منتصف العام الدراسي قد يؤدي هذا العام لتأخير تسليم الكتب الجديدة إلي المدارس فبحسب معلوماتي فإنه تم تغيير اللجان التي كان مقررا أن تقوم بمراجعة الكتب أكثر من مرة هذا العام بالإضافة إلي أنها حتي الآن لم تنته من التحكيم والمراجعة وهو مايعني أن عملية الطبع لن تتم قبل انتهاء شهر رمضان، مؤكداً أن الوزارة كانت تدرس هذا العام إلغاء طباعة الكتب وتقديم المناهج علي اسطوانات مدمجة للخروج من هذا المأزق إلا أن مافيا طباعة الكتب ضغطوا باتجاه إلغاء هذا المقترح وهو ماتم بالفعل. في حين أكد الدكتور محب الرافعي وزير التربية والتعليم في تصريحات خاصة ل"آخرساعة" أن الوزارة استطاعت العام الحالي توفير 185 مليون جنيه من طباعة الكتب، بعد أن استطاعت الحصول علي أقل سعر لطباعة الورقة طبقاً للمزايدة التي حددتها الوزارة منذ شهرين تقريباً. وأضاف أن الكتب ستكون في المدارس قبل بداية العام الدراسي بأسبوع ولن يكون هناك أي تأخير في تسليمها للطلاب بما في ذلك الكتب الجديدة التي تم تأليفها العام الحالي مشيراً إلي أن الوزارة تسير في ثلاث اتجاهات فيما يتعلق بتطوير المناهج وطباعة الكتب. وأشار الرافعي إلي أن الاتجاه الأول هو مراجعة جميع المناهج القديمة وتنقيتها من الحشو والأخطاء وتقريبا قمنا بتنقية 20% من المناهج بالإضافة إلي إدخال دروس جديدة تشجع علي التسامح وتقبل الآخر ومكارم الأخلاق والمواطنة بالإضافة إلي إدخال جزء خاص بالأنشطة مشيراً إلي أن تلك الكتب ذهبت إلي المطابع وتم الانتهاء من طباعة جزء كبير منها. وأكد أن الاتجاة الثاني متعلق بتطوير بعض المناهج القديمة وبالفعل انتهت الوزارة من ذلك وتم إرسال الكتب إلي المطابع لطباعتها أما الجانب الثالث فمتعلق بالكتب الجديدة التي تم تأليفها العام الحالي سواء عن طريق نظام المسابقة أو التي قام بتأليفها أساتذة مركز تطوير المناهج. وقال الرافعي إن الكتب الجديدة موجودة الآن لدي المحكمين من أساتذة الجامعات والمختصين لمراجعتها وسيتم تسليمها إلي الوزارة خلال أسبوع ومن ثم تذهب إلي المطابع مباشرة. وأوضح أن لجنة المحكمين تضم 2 من الأساتذة يقومون بمراجعة المادة ويقوم كل منهما بوضع تقرير منفرد عن الكتاب الجديد ومن ثم يقومان بعمل تقرير جماعي ويتم تقديم تلك التقارير إلي مستشار المادة الذي يراجعها أيضاً قبل إبداء موافقته علي الطبع. وقال إن كتب التاريخ التي تم تأليفها حديثا والكتب القديمة تم إرسالها إلي الجمعية المصرية للدراسات التاريخية لمراجعتها كما تم إرسال كتب اللغة العربية إلي متخصصين في مجمع اللغة العربية لمراجعتها أيضاً كما تم إرسال كتب التربية الدينية الإسلامية إلي الأزهر الشريف وكذلك كتب التربية الدينية المسيحية إلي الكنيسة المصرية. وأشار الرافعي إلي أنه بالرغم من عدم الانتهاء من تحكيم الكتب حتي الآن إلا أن الوزارة ملتزمة بتسليم الكتب إلي المدارس قبل بدء العام الدراسي بأسبوع مشيرا إلي أن كتب التأليف الجديد سيتم تسليمها إلي مطابع ذات سمعة طيبة في تسليم الكتب في موعدها حتي لا يحدث أي تأخير. وبحسب بيان صادر عن مجلس الوزراء الأسبوع الماضي فإن رئيس الوزراء إبراهيم محلب أكد خلال اجتماعه بلجنة تطوير التعليم علي عدة محددات مهمة، وهي ضرورة انتظام الدراسة بالمدارس منذ اليوم الأول للعام، وأن يتواكب ذلك مع الانتهاء من طباعة جميع الكتب المدرسية، وتسليمها للمدارس، والانتهاء أيضا من برامج الصيانة المختلفة للمدارس، بالإضافة إلي التنسيق بين وزارتي التعليم والشباب لإحياء دوري المدارس للألعاب الرياضية، مع استغلال مراكز الشباب والساحات الرياضية، وتعظيم الاستفادة من معسكرات النشاط الصيفي، مع دراسة أنسب الحلول لتنمية القدرات البدنية في الإجازة الصيفية.