لمست قلوب الكثير من الناس عندما عزفت علي آلة الماريمبا.. أناملها كالسحر وهي تتراقص علي إيقاع هذه الآلة التي طوعتها في الألحان الشرقية.. لذلك لم يكن غريباً أن تنال الفنانة نسمة عبدالعزيز جائزة الدولة التشجيعية..ومثلما سكنت بعزفها وجدان عشاق الموسيقي نجحت كزوجة، وإن كانت تعترف بفشلها في عمل طبق "المحشي".. واكتفت بعمل صينية كرنب. قبل التحاقها بمعهد الكونسرفتوار كانت نسمة عازفة علي آلة الكمان، لكن عندما التحقت بالمعهد رأت الآلات الإيقاعية التي انبهرت بأحجامها وتنوعها.. كانت تلعب أيضا علي الإكسيليفون، وإن كانت تمنت في مرحلة الابتدائية أن تلعب علي آلات الإيقاع لكن هذا لم يكن متاحاً لها في هذه السن المبكرة، وحين وصلت إلي مرحلة الثانوية العامة وجدت أن الكمان لم يشبع رغبتها ولم يخرج كل طاقتها الفنية الدفينة. تقول نسمة ل "هي": عندما تابعت الدكتورة عواطف عبدالكريم موهبتي ألحقتني بقسم الإيقاع، وعندما أخبرت أمي بذلك قالت لي: إيقاع؟! وكانت مندهشة، لكنها تفهمت الأمر بعد ذلك. تتابع: آلة الماريمبا تعطيك شقاوة عند اللعب عليها، لكن رغم أنها آلة غربية إلا أنني استطعت من خلالها عمل توليفة بين الشرقي والغربي وكان العزف الشرقي علي هذه الآلة صعباً للغاية، لأن الموسيقي الشرقية فيها سلطنة وفعلاً بعد محاولات عزفت أغنية "إنت عمري" لكوكب الشرق أم كلثوم ولاقت نجاحاً كبيراً. نسمة أصبحت في وقت قصير متميزة للغاية في هذه الآلة، ولهذا السبب نالت مرتبة الشرف من معهد الكونسرفتوار عام 1997، ومنحها الرئيس الأسبق حسني مبارك بعثة دراسية في الولاياتالمتحدة في جامعة UCCA. بدأت في العمل بمفردها في العام 2001 وصوَّرت عدة كليبات، كما حصلت خلال العام الماضي علي جائزة الدولة التشجيعية بعدما عزفت مقطوعة موسيقية لم تعزف من قبل في الشرق الأوسط علي آلة الماريمبا. راحت نسمة تطوف بآلتها ومزيجها الفني الشرقي والغربي دولاً عربية وغربية، حتي ذاع صيتها ولمع نجمها، ورغم ذلك لم تنتج حتي الآن ألبوماً غنائياً خاصاً. تقول: "جاءتني عروض كثيرة من شركات إنتاج عدة، إلا أنها لم تكن مناسبة، لأنهم يريدون في هذه العروض أن أمزج بين الفن وأمور أخري لا تناسبني، وأنا لا أستطيع أن أقدم أية تنازلات، وكثيرون قالوا لي يمكنك الغناء والعزف في الوقت ذاته أو الغناء فقط أو ننتج لك أعمالا بالاشتراك مع فتيات أخريات، فرفضت هذه العروض أيضاً، وبخاصة أنها لا تتلاءم مع احتفائي الخالص بالموسيقي. كان للموسيقار الكبير عمر خيرت دور في المشوار الفني لنسمة، حيث تقول إن خيرت هو الأب الروحي لها، وبخاصة عندما قدم لها المساعدة وتحكي نسمة أن الموسيقار كان يعمل حفلات مع فرقة أوركسترا القاهرة السيمفوني، وقالت عندما سمعت موسيقاه أعجبتني مقطوعة "البخيل وأنا"، فقلت له إني عاوزة ألعبها، ومرت الأيام ووجدته قد وزعها لي لأعزفها علي آلة الماريمبا، وبعدها وزع "عم صابر"، و"مسألة مبدأ" و"العرافة".. ومن هنا بدأت النجاح. بعد حفلات كثيرة وسلسلة نجاحات عدة تتزوج نسمة من مدير التصوير والممثل جلال زكي الذي تستشيره دائماً في كل حفلاتها، وتقول: بيتي يشبه المعسكر الفني، فطوال الوقت أذاكر وأعزف ولا تتوقف الموسيقي في بيتي علي مدار اليوم إلا مع صوت الأذان ووقت الصلاة، لكنها في الوقت ذاته لم تنس أنها زوجة وربة منزل حيث تقول: أجيد صناعة أطباق شهية باحترافية لكنني لا أقترب من اللحوم، لأنني "نباتية" وأستاذة في عمل طبق الأرز بالعدس، وأعترف بفشلي في عمل "المحشي"، وتقول بابتسامتها المعهودة: "عملت صينية كرنب.. حاجة كده تشبه صينية الجلاش".