نفسي أعيش في مصر أيام أن كانت شوارع القاهرة تغسل بالماء والصابون ، لأني تعبت من أكوام الزبالة والحشرات التي ترتع فيها ورائحة دورات المياه المفتوحة أسفل الكباري وعند مواقف الأتوبيسات وفي أي زواية من شوارعنا، ارحمينا ياحكومتنا يهدي بالكم الله بعد ماغلب الأطباء من وصف علاج للحساسية التي انتشرت في كل أعضاء الجسم بعد أن ضربت حاسة الشم عندي في مقتل، معقول ياناس أن حكوماتنا المتعاقبة المتعلمة والمتنورة عجزت عن حل مشكلة القمامة عندنا، ياعم خلوها مشروعنا القومي العاجل، واجمعوا الزبالة من المنبع، وكل واحد منا يشارك فيه ، وبلاش حكاية صناديق القمامة الخارجة معدتها ومنظر المصريين والقطط والكلاب وجميع الحيوانات الضالة تأكل منها ، ياناس مفيش بلد في العالم زبالتها ريحتها فايحة في كل حي سواء الغني منها أوالفقير، ده القمامة بجميع أشكالها حكومات الدول بتستفيد منها بإعادة تدويرها كذا مرة وتمثل لها دخلا قوميا واحنا مش عارفين نطلع منها غير رائحة وحشة وشكل أوحش وحاجة مهما سديت مناخيرك تلاقي لها أثر رجعي داخلك ، لكن كيف وصل بنا الحال إلي ذلك لا أعلم ، أنا مش عايزه حاجة من المسئولين في الحكومة ده غير بلد نظيفة وتربة أدفن فيها، أنا نفسي بلدي مصر تبقي أنظف بلاد العالم وريحتها حلوة برائحة زهر الليمون وعطر الياسمين ، ياناس انا رحت بلاد الله إذا وجدت في شوارعها ورقة واحدة تصبح يتيمة لحد ما يلتقطها أحدهم ، أرجوكم القمامة دي ثروة متلتلة وأنتوا حولتوها لنقمة مزفتة.