التضامن: 40 ألف طالب جامعي شاركوا بحملة الهلال الأحمر المصري RED WEEK    استقرار سعر الريال السعودي بالبنوك في بداية اليوم 18 أكتوبر    أسعار الأسماك اليوم الجمعة 18 أكتوبر في سوق العبور للجملة    رفع 1515 طن قمامة خلال حملة نظافة مكبرة بكفر الشيخ    بعد زيادة سعر البنزين والسولار.. توجيه عاجل من التنمية المحلية بشأن تعريفة الركوب بالمحافظات    إعلام عبري: نتنياهو يجري مشاورات أمنية بشأن مفاوضات صفقة التبادل    صفارات الإنذار تدوي في رأس الناقورة واشتباه بتسلل مسيرة يثير القلق    موعد مباراة الأهلى والزمالك فى نصف نهائى بطولة إفريقيا لكرة اليد    موعد مباراة الأهلي والزمالك في نصف نهائي بطولة أفريقيا لكرة اليد    "اللاعبين الجدد".. هشام يكن يكشف نقاط قوة الزمالك في مباراة بيراميدز بالسوبر المصري    عودة ارتفاع درجات الحرارة في هذا التوقيت | تفاصيل    تحرير 1402 مخالفة ملصق إلكتروني ورفع 52 سيارة ودراجة نارية متروكة    انقلاب سيارة نقل ثقيل محملة بالزلط علي الطريق الإقليمي في المنوفية.. صور    بعد ارتفاع سعر البنزين.. حملات أمنية ومرورية على مواقف السرفيس للالتزام بالتعريفة    أسرة روج أسود تنهى 60٪ من أحداثه    مراسل «القاهرة الإخبارية»: طائرات الاحتلال تقصف عدة منازل فى غزة    فعل محظور أثناء صلاة الجمعة في المساجد.. احذر منه    ارتفاع حديد عز والاستثماري.. سعر الحديد والأسمنت اليوم الجمعة 18 أكتوبر 2024    نقيب الزراعيين: أسبوع القاهرة للمياه نجح في تأكيد موقف مصر بشأن سد النهضة    بعد إعلان أكبر طرح للأراضي السكنية ب20 مدينة جديدة.. «الإسكان» تزف بشرى سارة لذوي الهمم (تفاصيل)    المعمل الجنائي: لا إصابات في حريق شقة سكنية بفيصل    حبس لصوص المنازل والمدارس في القاهرة 4 أيام    ترتيب الدوري الألماني قبل مباريات اليوم الجمعة    المنيا يلاقي التليفونات والأسمنت يواجه الواسطى بجولة نارية بدوري القسم الثاني    مدير «ثقافة أسوان» تكشف تفاصيل مهرجان تعامد الشمس على قدس الأقداس بمعبد أبوسمبل    وزير الخارجية الإسرائيلي: جوتيريش شخصية غير مرغوب بها    «عبد الغفار» يؤكد أهمية تقييم التكنولوجيا الطبية بإصلاح السياسات واتخاذ القرارات الصحية    أخبار الأهلي : تفاصيل قرعة الدوري المصري موسم 2024-2025    "مال أبونا لا يذهب للغريب".. دار الإفتاء تكشف حكم الشرع في هذه المقولة    جوميز يصدم ثنائي الزمالك بقرار جديد قبل لقاء بيراميدز في السوبر المحلي    كورقة للتفاوض.. جيش الاحتلال قد يحتفظ بجثة السنوار    غارتان على منطقة المواصي غرب رفح الفلسطينية    سر حمل يحيى السنوار «علبة حلوى صغيرة» معه قبل مقتله.. تفاصيل جديدة    الاتحاد الأوروبي يصدر بيانا موجها إلى إسرائيل بشأن هجماتها على قوات اليونيفيل    بسبب صورة.. شقيقة زعيم كوريا الشمالية توبخ سلطات جارتها الجنوبية    وفاة الشاعر أحمد علي موسى    اليوم.. تامر عاشور يحيي حفل غنائي بمهرجان الموسيقى العربية    بعد قرار «التنظيم والإدارة»| تفاصيل جديدة بشأن ترقيات 2024 للموظفين وزيادة الأجور    بعد تحريك أسعار الوقود.. ننشر تعريفة الركوب الجديدة لسيارات الأجرة بالقليوبية| تفاصيل    لا يسخر قوم من قوم.. تعرف على موضوع خطبة الجمعة اليوم مكتوبة    أسعار الذهب اليوم 18-10-2024 في مصر.. كم يسجل عيار 21؟    تسمم 10 من أسرة واحدة بسوهاج تناولوا طعاماً فاسداً    45 دقيقة متوسط تأخيرات القطارات على خط «طنطا - دمياط».. الجمعة 18 أكتوبر    شيرين عبدالوهاب ترد على معجب طلب يدها للزواج .. ماذا قالت؟    محمد فاروق: الاستعانة بخبير أجنبي لإدارة لجنة الحكام بشروط.. وجاهزين لإدارة السوبر المصري    اليوم، إطلاق 6 قوافل طبية ضمن مبادرة رئيس الجمهورية    اليوم.. وزارة الأوقاف تفتتح 32 مسجدًا بالمحافظات    أزهري: الزواج الشفهي بدون ورقة أو مأذون حلال    الوحدة المحلية بدمنهور تنظم قافلة سكانية وتثقيفية لدعم الصحة النفسية والمجتمعية    الصيادلة: أزمة نواقص الأدوية تنتهي تماما مطلع نوفمبر.. ولا زيادات جديدة بالأسعار    لطفي بوشناق: مصر وتد الأمة العربية.. عشت بها وأكلت من خيرها    إنهاء كافة الاستعدادات للاحتفال بمولد العارف بالله إبراهيم الدسوقي    لولو بتحب مها.. محمود شاهين يكشف سبب بكاء إلهام صفي الدين بحفل زفافه    أستاذ باطنة: ارتجاع المريء يتحول لمرض مزمن فى هذه الحالة    نشرة التوك شو| تصفية السنوار وأصداء الافتتاح التجريبي للمتحف المصري الكبير    محافظ الإسماعيلية يشهد احتفال العيد القومي (صور)    مستشار أمن سيبراني: لا يوجد جهاز يصعب اختراقه ولكن النسب تختلف فقط    بطريرك الروم الأرثوذكس يختتم زيارته الرسمية بقبرص.. صور    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مُعلمة الكونيسة تتحدث لأول مرة: 20 طالبا حاولوا اغتصابي
الواقعة بدأت بالتحرش اللفظي ثم الجسدي.. و2 من زملائي أنقذاني
نشر في آخر ساعة يوم 26 - 05 - 2015

مدرسة طلعت حرب التى شهدت الواقعة استطاعت "آخرساعة"، إجراء أول حوار صحفي مع المُعلمة التي تم التحرش بها داخل إحدي اللجان بمدرسة طلعت حرب، وحاول الطلاب اغتصابها أثناء تأديتها مهام عملها بمراقبة الامتحانات، لتكشف عن تفاصيل ما تم معها من الطلاب، الذين تجاوزوا كافة قواعد القيم والأخلاق.
المعلمة الضحية، أكدت أنها تعرضت لمحاولة تحرش، إضافة إلي محاولة حرق من قبل الطلاب بعد أن قاموا بتمزيق أوراق الأسئلة، وحرقها داخل وخارج اللجنة، مشيرة إلي أن اثنين من المعلمين هم من أنقذاها من يد الطلاب، بعد أن قاموا بالاعتداء عليها علي سلم المدرسة.
كيف بدأت الواقعة؟
قبل بدء اللجنة قمت بجمع المذكرات والكتب من الطلاب لضبط اللجنة، إلا أن هذا الإجراء لم يأت علي هوي الطلاب، ومع ذلك سارت اللجنة علي ما يرام قبل أن يحاول أحدهم الغش، فقمت بمنعه، ثم حاول الباقون تكرار الأمر فرفضت بشدة، ومع مرور نصف الوقت قام 4 طلاب بتسليم أوراقهم، فالقانون يسمح لهم بالخروج من اللجنة في منتصف الوقت.
ماذا حدث بعد أن تركوا اللجنة؟
خروجهم لم يستمر كثيراً فعادوا مرة أخري بصحبة عدد من الطلاب الآخرين، واقتحموا اللجنة، وفي تلك الأثناء مرت اللجنة بحالة من الهرج والمرج في ظل صمت المراقب الزميل واسمه (ر.ط)، الذي ظل يراقب ما يحدث دون أن يحرك ساكنا، وفي تلك الأثناء قام عدد من الطلاب بحرق ورق الأسئلة، وتطاير إلي الحد الذي قد يؤدي إلي حرق ملابسنا.
لماذا لم تتركي اللجنة؟
في هذه الأثناء كنت ممسكة بورق الإجابة الذي قام الطلاب بتسليمه، ولم أستطع ترك اللجنة، إلا بعد أن سلمت المراقب الزميل الورق، حتي لا يتعرض للخطر، وهو ما يعرضنا للعقاب، كل ذلك وأنا أتعرض للسب من الطلاب، إضافة إلي بعض الحركات القذرة، فقمت بترك اللجنة بعد أن قام عدد كبير من الطلاب من خارج اللجنة بالدخول إليها، وأصبحت اللجنة عبارة عن حفلة.
لماذا لم تستغيثي بزملائك؟
بالفعل استغثت باثنين من زملائي وقاما بإخراجي خارج اللجنة، وأثناء خروجي بالممر بصحبة زملائي كان هناك مراقبان من الرجال، ولم يحركا ساكنا أيضا، وسط زفة من الطلاب لنا بعد خروجي من اللجنة، وأثناء نزولي من علي سلم الدور الأول قام عدد من الطلاب بجذبي من ملابسي، وفي النهاية سقطت علي الأرض، وبدأت في مقاومتهم.
ماذا عن باقي المعلمين والمراقبين داخل المدرسة؟
لم ينقذني سوي اثنين من المعلمين حينما سمعا أصوات صراخي جاءا لإنقاذي وكان عدد الطلاب حولي أكثر من 20 طالباً وقاومت بمساعدة زملائي حتي أزحتهم من طريقي.
أين دور رئيس اللجنة؟
رئيس اللجنة، قام بتهدئتي وجلسنا في غرفة الكنترول مُحاصرين من الطلاب داخل المدرسة، وقذفونا بالطوب والزجاج، وكان مشهدا لا أستطيع نسيانه، خصوصاً أن المعلمين كانوا في حالة خوف من الطلاب، وما كان من رئيس اللجنة سوي أنه قام بتهديدهم بحرمانهم من الامتحان.
لماذا لم تتوجهي إلي أقرب نقطة شرطة لتحرير محضر؟
بالفعل بعد أن خرجت من المدرسة بمساعدة زملائي توجهت إلي قسم شرطة الطالبية لتحرير محضر بالواقعة، إلا أنهم رفضوا وطلبوا أن يقوم بذلك رئيس اللجنة، ففشلت في إقناعه بتلك الخطوة.
ماذا عن رئيس الإدارة التعليمية؟
حينما ذهبت إليه بصحبة زملائي باللجنة قابلنا بمنتهي البرود، وهددني في حالة الشكوي بأن تقع العقوبة عليّ أنا لأنني قصرت في واجباتي كمراقبة أثناء اللجنة، وكان رافضاً بشكل كبير فكرة الشكوي من الأساس وقالي لي "إنتي فاكرة نفسك رايحة لجنة في الزمالك دي الكونيسة" فقلت له "طالما أنت تعرف أنها منطقة خطر لماذا وافقت علي ندب المعلمات لها؟"، فقال لي "لا أستطيع تحرير محضر بالواقعة خوفاً علي مستقبل الأولاد كما أنني لا أستطيع حرمانهم من استكمال الامتحانات"، وطالبني بالذهاب إلي المدرسة في اليوم التالي لاستكمال الامتحانات وهو مارفضته.
ماذا بعد أن علم الوزير بالواقعة؟
بعد أن وصلت الواقعة إلي وزير التربية والتعليم وإلي المديرية التعليمية بالجيزة اتصلت بي الدكتورة بثينة كشك، وكيل الوزارة بالمحافظة، وطلبت مقابلتي، ولسوء حالتي أرسلت لي سيارة خاصة، وبالفعل ذهبت إليها بصحبة عدد من زميلاتي، ورويت لها ما حدث فطالبتني بتقديم شكوي خاصة لها، وقامت بالتحقيق بالواقعة واتخذت إجراءاتها.
ننشر تفاصيل واقعة الاعتداء
"آخرساعة" أول من علمت بالواقعة.. وأبلغت الوزير.. وحضرت لقاء الرافعي والمعلمين
حالة من الجدل أثارها حادث محاولة الاعتداء علي معلمة بلجنة بمدرسة طلعت حرب الإعدادية بالكونيسة، نظراً لفجاعة الحادث، الذي قام به مجموعة من الطلاب في عمر الزهور بالمرحلة الإعدادية، ضد مراقبة اللجنة، التي لم ترتكب ذنباً سوي أنها رفضت محاولتهم للغش، في مادة التربية الدينية الإسلامية.
"آخر ساعة"، كانت أول من اكتشفت الواقعة بعد أن تلقت اتصالا من أحد زملاء المعلمة، يفيد بأن هناك اعتداء وقع علي إحدي معلمات محافظة الجيزة، وتم في أحد مدارس منطقة الكونيسة، التابعة لحي العمرانية، وكان الحادث يوم الاثنين الماضي، بعد صدور المجلة، فلم نتمكن من النشر، لكننا حاولنا مساعدة المعلمة عبر الهاتف، وأخبرنا وزير التربية والتعليم، الدكتور محب الرافعي بالواقعة، وشرحنا له تفاصيل ما حدث فطلب منا التوجه إليه بصحبة المعلمة، وعدد من الشهود إلي الوزارة إلا أن المعلمة رفضت الحضور.
وفي صباح يوم (الثلاثاء) الماضي، توجهنا بصحبة اثنين من المعلمين إلي مكتب وزير التربية والتعليم، وبالفعل كان في استقبالنا، وشرح له المعلمان ما حدث، وأعرب الوزير عن استيائه الشديد من الموقف، وقام بالاتصال باللواء عمرو الدسوقي، مدير الإدارة المركزية للأمن، للتعامل مع الموقف، وتوفير الأمن والحمايه للمعلمين لتأدية واجبهم في آخر يوم امتحانات (الأربعاء) الماضي، كما قام الوزير بالاتصال بالدكتورة بثينة كشك، مديرة مديرية التربية والتعليم بالجيزة، والتي لم تكن تعرف شيئا عن الواقعة وطالبها بمحاسبة كل مُقصر.
وبحسب مصادر خاصة فإن كشك في بداية الأمر أكدت أنها مشكلة بسيطة، وأن المعلمة غير حاصلة علي مؤهل تربوي ، إلا أن ذلك تغير بعد إصرار الوزير علي التحقيق في الواقعة واتخاذ اللازم تجاهها.
وفي اليوم التالي، وبعد أن شدد الوزير علي تأمين المعلمين، قامت الإدارة المركزية للأمن داخل الوزارة بإرسال لجنة للمتابعة، ودخلت قوات الشرطة إلي المنطقة، بعد أن رفضت أن تدخلها في اليوم الأول، بعد استنجاد رئيس اللجنة، وتم تأمين المعلمين والطلاب، حتي نهاية الامتحانات.
إلي هنا انتهي ماراثون امتحانات المرحلة الإعدادية، إلا أن القضية لم تكن قد وصلت إلي الرأي العام، وفي صباح اليوم التالي، قررت بثينة كشك، وكيل وزارة التربية والتعليم بالجيزة، إقالة مدير إدارة العمرانية التعليمية، وحرمان رئيس اللجنة ومراقب اللجنة التي حدثت فيها الواقعة، ومسؤول لجنة الإعدادية بالجيزة، من الامتحانات لمدة خمس سنوات، ومجازاة 3 أيام، وحرمان 6 طلاب من دخول الامتحان لمدة عام.
"آخر ساعة"، كانت شاهدة علي كواليس الواقعة، فمعلمو مدرسة طلعت حرب الإعدادية ظلوا محبوسين داخل المدرسة لمدة ساعتين، بعد أن حاصرهم الطلاب خارج المدرسة، وقاموا بقذفهم بالزجاجات الفارغة والطوب.
في البداية، استغاث المعلمون بقوات الشرطة إلا أن الرد كان بأن القوات لا تدخل إلي المنطقة، فاستغاثوا بمدير الإدارة، الذي طالبهم بالاتصال بالكنترول لإنقاذ ورق الإجابة بدلاً من إنقاذهم، وبالفعل جاءت سيارة إلي المدرسة ونقلت أوراق الإجابة، وتركت المعلمين محاصرين إلا أنهم استغاثوا بزملائهم من داخل المنطقة حتي أنقذوهم.
من جانبه، قال الدكتور محب الرافعي، وزير التربية والتعليم، في تصريحات خاصة ل"آخر ساعة"، أن الوزارة تبحث تشديد العقوبة علي الطلاب المعتدين، مشيراً إلي أنه يبحث مع المستشار القانوني للوزارة تلك العقوبة والتي قد تصل إلي الفصل النهائي.
أضاف، أنه أمر بضرورة اتخاذ جميع الإجراءات المشددة منذ علمه بالواقعة، مُشيراً إلي أن رئيس اللجنة، ومدير الإدارة لم يتصرفا بالشكل السليم ليأتوا بحق المعلمة، ولم يحضررا محضراً بقسم الشرطة، وهو أبسط إجراء يتم اتخاذه في تلك الواقعة.
الوزير، أوضح أن حوادث العنف التي تشهدها بعض المدارس لا تنفصل عن الانفلات الإخلاقي في المجتمع ككل، إضافة إلي انتشار الافلام التي تحرض علي الفوضي والفجور وهو مازاد من معدلات العنف خلال السنوات الماضية.
هُنا مدرسة المتحرشين
المنطقة مرتع لتجار الحشيش.. وأغلب الطلاب يعملون سائقي توك توك
في أدغال حي العمرانية بالهرم كانت بداية الرحلة إلي منطقة الكونيسة، التي اهتم بها الرأي العام خلال الأسبوع الماضي بعد واقعة محاولة اغتصاب معلمة بإحدي مدارس المنطقة.
منطقة الكونيسة بحسب الأهالي الموجودين بها أغلب سكانها فلاحون ورثوا أراضيهم الزراعية بها إلا أنه خلال العشر سنوات الأخيرة جاء إليها "أغراب" من محافظات مختلفة فتغيرت عادات وتقاليد المنطقة وأهلها، أما الأراضي الزراعية فانقرضت بشكل كبير بعد أن تحولت إلي أبراج سكنية مكدسة بالسكان، كما أن أغلب أهالي المنطقة يعملون كسائقي "توك توك" لعدم وجود نشاط تجاري أو زراعي داخل تلك المنطقة العشوائية.
لكي تصل إلي منطقة الكونيسة، ليس أمامك سوي إما أن تركب "التوك توك" من منطقة الطالبية، أو أن تركب سيارة رعي الأغنام، التي تحولت هناك إلي وسيلة مواصلات.
في منطقة الكونيسة، يوجد 4 مدارس فقط، مدرستان للمرحلة الابتدائية، إحداها للبنين، والأخري للبنات، ومدرستان للمرحلة الإعدادية، إحداها للبنين، والأخري للبنات، ولا يوجد في المنطقة أي مدرسة ثانوي، سواء عام أو صناعي، وهو ما يضطر بسببه أبناء المنطقة للخروج إلي باقي مدارس إدارة العمرانية.
بمجرد وصولنا، التقينا سيدة عجوزا تدعي "أم محسن"، وتعتبر من أقدم الموجودين بالمنطقة، قالت إن ما تشهده المنطقة من حوادث عنف لم يكن موجوداً بها في السابق، مشيرة إلي أن التربية انعدمت داخل الأسر المقيمة بالمنطقة وبالتالي خرج علينا البلطجية من جميع النواحي والمناطق سواء داخل منطقة الكونيسة أو المناطق المحيطة بها.
أضافت، أن حادث التحرش بمعلمة أضر بالمنطقة وبسمعتها، إلا أنها أكدت أن الفوضي التي تشهدها المنطقة أدت إلي زيادة هذه الحوادث، وألقت "أم محسن" اللوم علي المعلمة التي عجزت عن فرض شخصيتها علي هؤلاء الصبية الذين تحولوا إلي متوحشين علي حد وصفها.
أما عم محمد، صاحب محل بقالة بالمنطقة، فأكد أن الفوضي الأمنية منذ 4 سنوات أدت إلي وجود جيل من البلطجية، وانعدمت سيطرة الأسر المصرية علي الأولاد كما أن هناك معلمين يرهبهم الطلاب، ولا يستطيعون الوقوف أمامهم.
أضاف، أن مشهد شرب الحشيش والبانجو خارج المدرسة أصبح منتشرا بشدة، كما أن أغلب طلاب المرحلة الابتدائية والإعدادية يعملون في مهن مختلفة بعد المدرسة، وهو ما يجعلهم يهربون منها بحثاً عن لقمة العيش.
وأوضح، أن هناك بالفعل مضايقات تتعرض لها الفتيات من الشباب بل إن هناك كثيراً من الفتيات يتخوفن من السير بمفردهن داخل المنطقة ولكن ذلك أصبح يحدث في أغلب المناطق الشعبية وليس الكونيسة وحدها.
ذهبنا إلي مدرسة عمر مكرم الإعدادية، التي قام عدد من طلابها بارتكاب تلك الواقعة المؤلمة داخل لجنة طلعت حرب الابتدائية بنين، فالتقينا بمدير المدرسة، وعدد من معلميها وشرحوا لنا كيفية التعامل مع الطلاب كما كشفوا لنا حقائق جديدة.
في البداية، قال أبو القاسم محمد مدير المدرسة، إنه رغم فجاعة الحادث، ورفضنا له إلا أن طلاب المدرسة تعرضوا لظلم شديد بسبب ما يقال عنهم بأنهم متحرشون ومغتصبون، وهو ما يتنافي مع الحقيقة بل إن ال6 طلاب الذين تم حرمانهم من الامتحانات يوجد منهم طلاب أعرف أخلاقهم جيدا ومن الصعب أن يقوموا بالواقعة.
أضاف، أن المدرسة بها عدد من الطلاب المتفوقين الذين يحصدون الجوائر علي مستوي الإدارة التعليمية والمحافظة كل عام فلدينا طلاب مخترعون وتم تكريمهم في مسابقة المخترع الصغير، ولدينا طلاب لديهم مواهب فنية ورياضية، إلا أن ذلك لا يمنع من وجود بعض المشاغبين الذين نتعامل معهم بالقانون.
تابع: "قدمت إلي المدرسة منذ 9 أشهر وكانت غارقة في مياه المجاري وكنا ننزح المجاري بأيدينا بمساعدة المعلمين والمعلمات حتي توصلنا إلي محافظة الجيزة وحي العمرانية وساعدونا حتي قضينا عليها كما أن حال المدرسة من الناحية البنائية فكان مكشوفا وكان هناك عمليات هروب كبيرة من الطلاب وقمنا بتعلية السور لضبط العملية التعليمية".
واستكمل حديثه قائلاً "قمت بترميم المدرسة بعد أن كانت المديرية تريد نقلنا إلي إحدي المدارس المجاورة وهو ما رفضناه أنا وباقي المعلمين وقمنا بالمجهودات الذاتية بتنظيفها وقمنا بعمل حمامات آدمية للطلاب والمعلمين ونجحنا في معركة البقاء".
أبوالقاسم، أكد أن المدرسة تتعامل مع الطلاب المشاغبين عن طريق عدة محاور رئيسية أهمها العلاج النفسي الذي يقوم به الاخصائيون الاجتماعيون والنفسيون داخل المدرسة ثم استدعاء ولي الأمر ثم الفصل لمدة أسبوع، وقد يتم تشديدها إلا أننا في خلال هذه المراحل يكون الطالب قد أخذ عقابه والتزم في دراسته وهو الهدف من العقاب".
من جانبها، قالت إحدي المعلمات، داخل المدرسة: كنا نعاني في السابق من حوادث بلطجة كبيرة قمنا علي إثرها بعمل أكثر من بوابة جديدة للمدرسة حتي لا يسهل اقتحامها وكنا نحاصر من الأهالي إلا أنه لن يستطيع أحد من الاقتراب منها وكنا نستطيع التعامل مع تلك الحالات.
أضافت، أن هناك عددا كبيرا من طلاب المدرسة يعملون أثناء وبعد الدراسة والكثير منهم يترك اليوم الدراسي في آخر حصة أو حصتين من أجل استكمال عمله ويكون ذلك بالاتفاق مابين مدير المدرسة وأهالي المنطقة الذين يعتمدون علي أبنائهم في الحصول علي لقمة العيش.
معلمة أخري، رفضت ذكر اسمها، قالت إن أهالي الطلاب المتهمين في واقعة التحرش غاضبون مما حدث مع أبنائهم كما أن عددا من الطلاب من عائلات كبيرة من الكونيسة وهو ماقد يشعل الأمور في حال محاكمتهم جنائياً، وأوضحت أن منطقة الكونيسة تعاني من قلة المدارس فكثافة الفصول تتراوح ما بين 80 و 100 طالب وهو عدد كبير قد لايستطيع المعلم السيطرة عليهم.
أضافت، أن المعلمات اللاتي يراقبن علي مدارس البنين في تلك المنطقة أو المنطقة المجاورة لها معرضات للأذي ففي التيرم الأول قام طلاب مدرسة الحرية التابعة لإدارة العمرانية برشقنا بأكياس البول ولولا سيطرة رئيس اللجنة علي الأوضاع لكان حدث معنا أكثر مما حدث مع معلمة طلعت حرب، كما ألقت باللوم علي رئيس اللجنة والمعلمة والمراقب الآخر الذين فقدوا السيطرة علي الطلاب أثناء الامتحانات.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.