لؤح الشباب في الكنيسة مرحبين بالرئيس عبدالفتاح السيسي أثناء تهنئته لهم بعيد الميلاد المجيد، في يناير الماضي، وهم يهتفون بصوت واحد "بنحبك يا ريس"، فرد عليهم الرئيس "وأنا كمان بحبكم.. ولازم نحب بعض بجد"، وكرر الجملة الأخيرة مرات ثلاثاً وهو ما جعل عدداً من أبرز مؤسسات الدولة وهي الأزهر والكنيسة والجيش والشرطة، تحوِّل "نحب بعض بجد" إلي مبادرة تهدف إلي زرع المحبة بين جميع أطياف الشعب وتجمع أبناء الوطن للتوحد ضد الإرهاب. وتسير المبادرة في خطين متوازيين أولهما وطني يتمثل في التوعية بمخاطر الإرهاب وإستعادة أخلاق المصريين الأصيلة التي تجعل التسامح واحترام الآخر أمرا أساسيا في الحياة، وثانيهما اجتماعي يقدم مساعدات عينية ومادية إلي الأسر الفقيرة في قري محافظات مصر، وبدأت أول فعالية للمبادرة بإقامة احتفالية حضرها أكثر من 400 طفل ليس لهم مأوي ألقي فيها مشايخ وقساوسة كلمات أثرت في الأطفال مما جعلهم يردون عليهم بهتافات وطنية، كما غني فيها بعض الأطفال الحاضرين من أصحاب المواهب أغاني وطنية، وجاءت الفعالية الثانية بذهاب وفد من الأزهر والكنيسة ووزارة الداخلية إلي قري الفيوم (الأكثر فقراً) لتوعيتهم بمخاطر الإرهاب وتوزيع مساعدات مادية وعينية علي الأهالي. ويوضح مساعد أول وزير الداخلية لقطاع حقوق الإنسان اللواء أبوبكر عبدالكريم كيفية مشاركة وزارة الداخلية في هذه المبادرة وفعالياتها حيث يقول: تواصلت مع القطاع إحدي رائدات العمل الاجتماعي اسمها هبة عزيز واقترحت الفكرة وطلبت أن تكون البداية بمشاركة الوزارة في احتفالية لأطفال بلا مأوي وللأطفال الموجودين بدور الرعاية الاجتماعية من أجل إقامة احتفالية لهم للتأكيد علي الاهتمام بهم وإحساسهم بأنهم جزء من المجتمع وأن هناك من يهتم بهم ويرعاهم، وبعد عرض الفكرة علي وزير الداخلية اللواء محمد إبراهيم رحب بها ووافق علي مشاركة الوزارة في فعالياتها واقترح أن يتم التنسيق مع بعض مؤسسات الدولة ليحضر فعالياتها ممثلون عن الأزهر والكنيسة والقوات المسلحة، وتم التواصل مع هذه الجهات التي أشادت بالمبادرة التي تم إطلاقها تحت عنوان "هنحب بعض بجد". يضيف اللواء عبدالكريم: بدأنا أول فعالية بإقامة احتفالية للأطفال بلا مأوي والأطفال الموجودين بدور الرعاية الاجتماعية شارك فيها ممثلون عن الأزهر والكنيسة ووزارة الداخلية "قطاع حقوق الإنسان" والمجلس القومي للأمومة والطفولة وراهبات ورهبان ، وقد تخلل هذا اليوم توزيع هدايا علي الأطفال عبارة عن بطاطين كما قام قطاع حقوق الإنسان بوزارة الداخلية بتوزيع مطبوعات وأقلام عليهم وقامت الوزارة بتوفير بعض الوجبات الغذائية لهم ، وقام المشاركون بتوجيه كلمات للأطفال أكدوا خلالها لهم علي أنهم محل الاهتمام والتقدير من الدولة وأن التواصل معهم سوف يتم بشكل دائم حتي يستطيعوا استكمال مسيرة الحياة في مناخ صحي ونفسي ومجتمعي آمن. يتابع: وتخلل هذا اليوم أيضاً حفل فني ترفيهي وغني الأطفال بعض الأغاني الوطنية التي تؤكد حبهم للرئيس عبدالفتاح السيسي وانتماءهم لمصر، كل ذلك يأتي في إطار التوجه العام للدولة نحو احتواء وضم الأطفال بلا مأوي إلي حضن الدولة، وكانت الفعالية الثانية للمبادرة عبارة عن زيارة لبعض القري الفقيرة بالفيوم وتم توزيع بطاطين علي الأهالي الذين كانوا في غاية السعادة ليس بسبب البطاطين ولكن بتحرك واهتمام مؤسسات الدولة بهم وقاموا بالهتاف والغناء لمصر ولرجال الجيش والشرطة، ونسعي إلي أن يكون شعار الجميع "نحب بعض بجد". وتقول رائدة العمل الاجتماعي هبة عزيز التي قامت بالتنسيق بين الجهات المشاركة في المبادرة : الهدف من المبادرة إرسال رسالة حب لكل المصريين خرجت من قلب الرئيس السيسي يوم 6يناير 2015 عندما زار الكاتدرائية ليلة عيد الميلاد المجيد وقال عبارة كررها ثلاث مرات وهي "يا مصريين هنحب بعض بجد"، ومن قوة الكلمة وتأثيرها تحركنا لعمل مبادرة تحمل كلمة الرئيس التي تأثرنا بها "هنحب بعض بجد" للجمع بين كل أبناء الوطن وتوحدهم في مواجهة الإرهاب لتشتيته ولمساعدة الفقراء وتوعيتهم، وما أود التأكيد عليه أنه عندما عرضت الفكرة علي مساعد وزير الداخلية لقطاع حقوق الإنسان اللواء أبوبكر عبدالكريم وقائد المنطقة المركزية للقوات المسلحة اللواء توحيد توفيق وفضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر د.أحمد الطيب رحبوا وقدموا كل المساعدات لإنجاح هذه المبادرة، وهذه الأجهزة تقدم العديد من المساعدات للفقراء دون الاهتمام بالظهور الإعلامي. وتضيف هبة عزيز: قمنا بتوزيع أكثر من ألف بطانية علي البسطاء في محافظة الفيوم الذين استقبلونا بفرحة عارمة وهم يهتفون بهتافات رجت الفيوم "تحيا مصر، والجيش والشرطة والشعب والأزهر والكنيسة إيد واحدة"، وتواجد رجال الشرطة معنا كان له أثر كبير علي فرحة الأهالي وتأكيد واضح علي دور وزارة الداخلية اجتماعياً وإنسانياً وعلي العلاقة الوطيدة مع الشعب، وما نريد التأكيد عليه هو الابتعاد عن روح العنف والكراهية وأن يسود الحب بيننا. ويطالب الأمين العام لمجلس الحوار والعلاقات المسكونية بالكنيسة الإنجيلية إسحق ذكري بأن يتم تحويل المبادرة إلي مشروع قومي يشارك فيه كل أطياف المجتمع ومؤسسات الدولة لأن الحل الوحيد لكل المشاكل التي تعاني منها الدولة هي أن يتم التوحد في مواجهة العنف والإرهاب الذي يسعي إلي تخريب البلاد، مشيراً إلي أنه تم استغلال يوم عيد الحب "الفالنتين" ليكون يوم حب بين جميع المصريين حيث تم إقامة احتفالية كبري للأطفال بلا مأوي وتوزيع بطاطين عليهم وهدايا، وشارك في هذه الاحتفالية ممثلون عن الأزهر والكنيسة والشرطة. ويشير القس ذكري إلي أن مشاركة وفد من قطاع حقوق الإنسان بوزارة الداخلية أمر جيد وكان له دور إيجابي في تغيير الصورة الذهنية السيئة عن رجال الشرطة كما إن الأطفال فرحوا بوجود ضباط الشرطة وتم كسر الحواجز النفسية بينهما، موضحاً أن توزيع البطاطين كان بسبب الظروف الجوية وأن الوقت كان في فصل الشتاء فكانت هذه بداية لمساعدة هؤلاء الأطفال في القضاء علي البرد، أما فيما يتعلق بتوفير سكن لهؤلاء الأطفال فالكل يعلم أن ذلك يحتاج إلي تكلفة كبيرة ووقت ونحن مستعدون في المساهمة في توفير مسكن لأطفال الشوارع وذلك بالتنسيق مع الجهات المسئولة بحيث يتم تخصيص أراض لهذا المشروع من قبل الدولة ونحن نساهم في بناء المساكن. ويقول أمين عام الدعوة والإعلام بمشيخة الأزهر الدكتور سعيد عامر: الأزهر الشريف له دوره الدعوي والوطني ووعاظ الأزهر وأساتذة الجامعة لا يألون جهداَ في الجانبين الدعوي والوطني وذلك تحت رعاية فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر د.أحمد الطيب، وعندما أعلن الرئيس السيسي في كلمته يوم عيد الميلاد المجيد أنه يجب أن نحب بعض بجد كان التفعيل العملي بين الأزهر والكنيسة ورجال القوات المسلحة والشرطة وغير ذلك من المؤسسات انطلقوا يقدمون الجانب الدعوي والوطني بشعار وهدف واحد. ويضيف الدكتور عامر: فكانت اللقاءات في المحافظات ومراكز الشباب لإظهار الوحدة الحقيقية والمحبة بين أبناء الوطن الواحد في الإخوة الإنسانية والوطنية، وهذه رسالة للعالم أجمع للتأكيد علي أن مصر علي قلب رجل واحد، ويحب بعضهم بعضا ولا يعرفون التطرف والعنف والكراهية والبغضاء إنما يعرفون المحبة والرحمة والعمل الجاد، مشيراً إلي أن الخطوات القادمة التي ستقوم بها المبادرة هي عمل زيارات دعوية واجتماعية لباقي قري المحافظات يتم خلالها توزيع بعض المساعدات للفقراء.