في لفتة إنسانية تُحسب لوزارة الداخلية، توجه ضباط وضابطات قطاع حقوق الإنسان بالوزارة، الأحد الماضي، إلي قرية "العور" في محافظة المنيا لتقديم واجب العزاء لأسر الشهداء ال21 الذين ذبحوا علي يد تنظيم "داعش" الإرهابي قبل حوالي أسبوعين في مدينة "درنة" الليبية، وترأس الوفد مساعد أول الوزير لحقوق الإنسان اللواء أبوبكر عبدالكريم، وهي الزيارة التي جاءت بتوجيه من وزير الداخلية اللواء محمد إبراهيم بالتوجه إلي القرية لتقديم العزاء والمساعدات المالية والعينية. "آخرساعة" رافقت وفد الداخلية طوال مدة الزيارة التي استغرقت حوالي 13 ساعة، حيث تحركت سيارات الوفد والسيارات التي تحمل المساعدات العينية في الثامنة صباحاً من القاهرة وتوجهت إلي محافظة المنيا وعادت في التاسعة والنصف مساءً.. وحملت الزيارة العديد من ملامح التواصل الإنساني بين جهاز الشرطة وذوي الضحايا، فبخلاف واجب العزاء تمثلت المساعدات في تقديم 21 ماكينة حياكة لكل أسرة شهيد لتعينهم علي الظروف المعيشية، وكذا تضمنت المساعدات تقديم 42 بطانية بمعدل بطانيتين لكل أسرة شهيد ووجبات غذائية، إلي جانب مساعدات مالية. كان في انتظار الوفد مدير أمن المنيا اللواء محمد صادق الهلباوي والقيادات الأمنية بالمحافظة وكهنة كنيسة العور وأهالي أسر الضحايا. بعد تقديم واجب العزاء للأهالي الذين اصطفوا علي مدخل كنيسة العور "مسلمين ومسيحيين" ألقي اللواء أبوبكر عبدالكريم كلمة قال فيها: جئنا بتكليف من وزير الداخلية لمواساة أهالينا في مصاب المصريين جميعاً وليس أهالي القرية فقط، وأؤكد أن مؤسسات الشرطة والجيش بتضامنكم معها قادرة علي حماية بلادنا وتأمينها في الداخل والخارج، وهذه الزيارة جاءت للتأكيد علي حرص وزارة الداخلية علي التواصل مع جميع المواطنين ومشاركتهم أفراحهم وأحزانهم وتقديم الدعم النفسي والمجتمعي لهم وتابع: "مستعدون للتضحية بالغالي والنفيس من أجل مصر والمصريين، ولا ننسي الليلة الحزينة التي عاشتها مصر عندما أذيع فيديو قتل المصريين في ليبيا لكن أبطال مصر من قواتنا المسلحة أيقظونا من النوم علي فرحة الثأر" واختتم كلمته بعبارة هزت كنيسة العور وهي "تحيا مصر" الجملة التي جعلت الأهالي يكررونها عدة مرات بصوت واحد. وحرصت "آخرساعة" علي التواصل مع أهالي القرية، ومن بينهم والد الشهيد عصام بدار إسحق الذي قال: "ارتحنا نفسياً، ونشكر كل مؤسسات الدولة بدءاً من رئيس الجمهورية إلي أصغر مسئول فيها لاهتمامهم ووقوفهم بجوارنا، وأيده في الرأي والد الشهيد ملاك فرج إبراهيم الذي أكد أن مؤسسات الدولة لا تفرق بين مسلم ومسيحي بل تتعامل مع الجميع باعتبارهم مصريين. وطالب بشير إسطفانوس كامل الذي استشهد شقيقيه في المذبحة وهما بيشوي وصموائيل باهتمام الدولة بالريف وقري الصعيد من خلال توفير فرص عمل لهم وإقامة مشاريع استثمارية ومناطق صناعية لخدمة أبناء هذه القري لأنهم هجروا بلادهم بحثاً عن الرزق، وأنهي كلامه بتوجيه رسالة لوزير الداخلية يقول له فيها "نحن معكم في كل خطوة تأخذوها لمكافحة الإرهاب". إلي ذلك، توجه ضباط وضابطات قطاع حقوق الإنسان برفقة قيادات الوزارة وكان من بينهم مديري الإدارات العامة لحقوق الإنسان والتواصل المجتمعي اللواء محمد ناجي واللواء طارق عطية، لتوزيع المساعدات المالية والعينية المقدمة من الوزارة، وكانت هناك العديد من الرسائل التي أرسلها أسر الشهداء لتأكيد شكرهم لرجال الشرطة من بينها اقتراب أحد أسر الضحايا من اللواء أبوبكر واحتضنه وعيناه تدمع فرحاً وهو يقول بصوت مرتفع "مصر قوية والداخلية رجالتنا"، فرد عليه اللواء أبوبكر: "إحنا معاكم بقلوبنا وبكل ما نملك". وبعد انتهاء تقديم المساعدات للأهالي علم مساعد وزير الداخلية لقطاع حقوق الإنسان بتصادف وجود البابا تواضروس الثاني بإيبارشية المنيا بمركز سمالوط فقرر التوجه إلي الإيبارشية لتقديم العزاء للبابا وكهنة الإيبارشية، وعند وصول الوفد المرافق للواء أبوبكر إلي الإيبارشية خرج البابا تواضروس ليكون في استقباله وعندما تمت المصافحة بينهما لحظة تقديم العزاء كانت الزغاريد هي رد الأهالي المتواجدين والهتاف بصوت واحد "تحيا مصر". لم تمر دقائق قليلة حتي فوجئ اللواء أبوبكر باتصال هاتفي من وزير الداخلية اللواء محمد إبراهيم يطلب فيه التحدث إلي البابا تواضروس لمواساته وتعزيته، حيث أخذ البابا الهاتف ورد علي الوزير وقال له: "شكراً لمحبتكم يا فندم". يذكر أن الزيارة شارك فيها إلي جانب اللواء أبوبكر واللواء ناجي واللواء عطية، كل من العميد راضي عبدالمعطي، العقيد أحمد الدسوقي، والعقيد منال عاطف، والعقيد منار مختار، والعقيد محمد المليجي، والعقيد محمود فؤاد، والرائد أحمد المليجي، والنقيب مصطفي قورة.